شبكة قدس الإخبارية

مثقفون يتبرؤون من عريضة تعتبر "القدس الشرقية" عاصمة فلسطين

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أعلن عدد من المثقفين والأدباء الفلسطينيين والعرب عن براءتهم من عريضة نشرتها مؤسسة محمود درويش ووقع عليها أكثر من 400 مثقف وفنان وأديب عربي، تطالب بتطبيق قرارات مجلس الأمن 242 و338 اللذين ينصان على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 على مدينة القدس المحتلة باعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة.

من جهتها قالت الكاتبة والمثقفة الفلسطينية المصرية بيسان عدوان صاحبة دار ابن رشد للنشر إن "أي قرار أو بيان يتحدث عن القدس عاصمة دولة فلسطين وفقا لقراري ٢٤٢ أو ٣٣٨ أي الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ لا يمثلني ولا يعبر عن حقي في العودة والتعويض والقدس عاصمة فلسطين التاريخية ولا أي مشروع سياسي يخالف فلسطين وفقا لقرار ١٨١ و١٩٤ وعودة كامل التراب الفلسطيني".

وأضافت أن "أي بيان من المثقفين العرب والفلسطينيين لا يعد ولا يعتبر ذو أهمية بل يعزز مشروعات التسوية والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة ويعتبر تغييب حقيقي عن فلسطينيي ١٩٤٨ وحقوقهم وعدالة قضيتنا ويعتبر اعتداء سافر وانتهاك حقيقي للوعي الجمعي والحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني وذاكرته وبيوته وأرضه وتاريخه".

وتابعت: "أدين أي مثقف عربي وفلسطيني ومصري يوقع علي ذلك البيان، وأهيب وأناشد المثقفين المصريين والعرب بألا يشاركوا في إهدار حقوقنا في فلسطين الكاملة"، داعية إياهم ليكونو هم من يحافظ علي الهوية والذاكرة والحقوق التي لا تسقط بالتقادم ولا بمشاريع التسوية.

كما علق المحاضر في جامعة القدس نادر صالحة بالقول: إن "رؤية الثقافة والفن والأدب سقفها وفضائها الحُلم وكامل الرواية وأبعد، أبعد من المتاح والممكن والواقعي، من المؤكد أيضاً أنها ليست رؤية السياسي".

وأضاف، "نصوص كثيرة وفن كبير وتنظير هائل للمثقفين والأدباء والشعراء والفنانين العرب على مدار عقود سقفها وفضائها أعلى من "الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967"، وأعلى من السقوف المنخفضة لقرارات مجلس الأمن الواردة في البيان. تضمين هذه الفقرة في البيان إشكالي".

وتساءل صالحة، "ما رأي الأدباء الشـهداء في البيان؟ هل سـيوقعون؟.

وتابع: "لست فنانا ولست أديبا ولست شاعرا وربما لست مثقفا، ولكني من المؤكد لست مزاودا، فقط أتساءل كفلسطيني يؤمن بأن الثقافة والفن والشعر والأدب حراسٌ للحلم.

كما وجه الفنان الفلسطيني تيسير بطنيجي انتقادا للبيان الذي كان قد وقع عليه وتراجع عن توقيه، وجه رسالة إلى مؤسسة محمود درويش، يطالبها فيه بمسح توقيعه على العريضة التي نشرتها.

وقال البطنيجي في رسالته: "كنت وقعت بالأمس بيانا نشر على صفحتكم يناشد الفنانين والمثقفين العرب بالتوقيع ضد قرار ترامب نقل سفارة أمريكا الى القدس المحتلة، اعترف أنني لم أقرا البيان بتمعن وسارعت بالتوقيع عليه، ولكن وبعد قراءة متأنية للبيان، فإن هناك تعبيرات ولغة تتعارض مع آرائي ومبادئي السياسية والفكرية كإنسان وكفلسطيني، من مثل ذلك القول "الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وهذا ما اعتبره غير صحيح، لأن الاحتلال الصهيوني وسلب الأراضي الفلسطينية ومنها القدس، بدأ حتى قبل عام 1948. لذا أرجو منكم حذف اسمي من هذه القائمة". بدورها قالت الأديبة المقدسية مليحة مسلماني :"أنا ابنة هذه المدينة، القدس الجريحة كالوطن، كاتبة، وباحثة، ولي أعمال فنية، لن أوقع على بيان مثقفين يستند في مطالبه إلى مرجعيات سياسية وحدود فرضها عليّ المحتل وقوى دولية متواطئة، القدس كاملة عاصمة فلسطين وعلى هذا أوقّع، للتاريخ والحق والأمل". وأضافت :"تماماً كما أوقع على ديوان شعري لي ذاكرته فلسطين كاملة، حيفا ويافا والقدس، القدس كاملة، لا شرقية ولا غربية، كان بإمكان من صاغ البيان أن يدمج الواقع بالحلم، الأمل بالممكن، فهذه حرفة الأدباء". وحظي منشور الكاتب خالد سليم تأييداً بأوساط الكتاب والمثقفين، والذي قال فيه :"هذا البيان يمكن أن أتفهمه على لسان "السياسي"، الذي يناور ضمن السقف السياسي المتاح، وينصاع لموازين القوى، أما "الثقافي"، فسقفه السماء، وفلسطينه هي من البحر إلى النهر، فلسطين الوطن الحلم، لا فلسطين السياسة والدولة والمتاح". موضحاً :"صحيح أن البيان أغفل تقسيمات القدس: الشرقية والغربية، لكن ذكر تاريخ الاحتلال 1967، يسقط حكمًا الحديث عن احتلال سابق ضاعت فيه البلاد عام 1948، ولست في وارد المزاودة على أحد، وأصل الأشياء أن يقود المثقف معركة الوعي، غير آبه بكل بؤس اللحظة السياسية". كما رفض المحامي محمد عليان والد الشهيد بهاء عليان التوقيع على الوثيقة قائلاً " لن أوقع على بيان المثقفين العرب ،ليس لاني لست مثقفا بما يكفي بل لاني لم اجد في صياغته الجمال اللغوي والعمق الفكري وصلابة الموقف ما وجدته في وصية شهيد".