شبكة قدس الإخبارية

هل اقتربت "إسرائيل" من تحقيق حلم "يهودية الدولة"؟

هيئة التحرير

رام الله – خاص قدس الإخبارية: يبدو أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لن تتوقف عند قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من حالة الرفض الدولي الواسع الذي ظهر جلياً في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة عدا عن الرفض الشعبي الواسع.

وتظهر العديد من التصريحات والتسريبات الفلسطينية أن إدارة ترامب من الممكن أن تقدم على الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال كخطوات أخرى إضافة لقرار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، بالرغم من استمرار الحراك الشعبي على المستوى الفلسطيني الداخلي والدولي في مختلف العواصم والدول.

قرارات وعقوبات

وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عباس زكي إن المعلومات تؤكد مضي الإدارة الأمريكية في اتخاذ المزيد من الإجراءات بعد قرارها الأخير بشأن القدس المحتلة، وهو ما يتضح من خلال الإعلان عن قرار بناء 300 ألف وحدة سكنية استيطانية جديدة.

وأوضح زكي لـ "قدس الإخبارية" إن الإدارة الأمريكية قطعت المساعدات عن السلطة الفلسطينية وتقوم بتوجيه الضغط عليها عبر عدد من الدول، فضلاً عن الضغوطات التي تبذلها على الدول المقربة منها من أجل نقل سفاراتها للقدس بدلاً من تل أبيب.

ولا يستبعد القيادي الفتحاوي قيام واشنطن بالاعتراف بيهودية الدولة واتخاذ المزيد من الإجراءات من أجل تعزيز وجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية الاستمرار في المواجهة لإيقاف أي مشروع يطيح بالقدس المحتلة.

ويتابع زكي: "التحدي خطير وكبير والقدس هي عنوان رسالة اسمها فلسطين، وإقدام ترامب على قرار بشأنها لا يمكن أن يكون من فراغ وهو يعني أنه سيتبعها الكثير من القرارات المذهلة والصادمة"، داعياً الفلسطينيين لتعزيز المواجهة ووحدة الجبهة الداخلية التي من شأنها تجاوز العلاقات الفصائلية التي لا تسر عدواً أو صديق حسب قوله.

حماس تعقب

من جانبه، قال القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي يحيى موسى إن الإدارة الأمريكية واضحة في انحيازها للاحتلال الإسرائيلي عبر قراراتها العنصرية الواضحة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه وهو ما يعطي انطباع أن القادم لا يبشر بخير.

وأكد موسى لـ "قدس الإخبارية" أن إمكانية الاعتراف بالاحتلال دولة يهودية ليس مستبعداً فبشكل عملي تتعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع الكيان الإسرائيلي على أنه دولة يهودية وما تبقى هو اعتراف شكلي لا سيما في ظل عدم تراجع واشنطن عن قراراها الأخير.

وشدد القيادي في حركة حماس على أن التصدي للقرار الأمريكي يحتاج إلى تحقيق وحدة وطنية على الأرض يمكنها من إفشال قرار ترامب الأخير وأي قرارات مستقبلية، لافتاً إلى أهمية اتخاذ القيادة الفلسطينية لقرار توفر حالة اسناد تعزز من صمود الشعب الفلسطيني لاسيما في القطاع عبر التخفيف من الحصار ومساواة أوضاعه بالأوضاع المعيشية في الضفة الغربية وتحمل كامل المسؤولية عبر دفع الرواتب وتوفير الموازنات التشغيلية وغيرها من القرارات.

ويرى موسى أن بناء استراتيجية وطنية ودعم الانتفاضة هو بمثابة خيار مثالي للوقوف في وجه الإدارة الأمريكية مع تخلي السلطة عن نهجها بالتنسيق الأمني واتفاقية أوسلو والذي من شأنه لو تحقق أن يوفر رافعة قوية وحقيقة للشعب الفلسطيني تمكنه من هزيمة أي قرارات. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قد كشف عن معلومات وصلت حركته، مفادها أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستقوم بالإعتراف بشكل علني بهودية دولة الاحتلال الإسرائيلي.

إدارة متشددة

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل في حديثه لـ"قدس الإخبارية" أن دلالة القرار الأمريكي الأخير تشير إلى أن واشنطن كشفت عن طبيعتها كشريك لدولة الاحتلال، وحتى الإدارة الأمريكية واضح للعيان أنها من نفس طينة الإدارة الإسرائيلية القائمة.

وقال عوكل إن الفلسطينيين وجهوا صفعات متتالية لواشنطن متأخرة لا سيما عبر الاستفتاءات الأممية التي شكلت ضربة كبيرة في مجلس الأمن والجمعية العامة وكشفت عن طبيعة التناقضات بين أمريكا كدولة وبين بقية الدول الكبيرة في المجتمع الدولي.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن واشنطن ستنزل المزيد من العقوبات بحق السلطة الفلسطينية وستضغط عليها عبر الدول التابعة لها والتي تتمتع بعلاقات معها، منوهاً إلى أن إدارة ترامب لن تمرر ما جرى في مجلس الأمن والجمعية العامة مرور الكرام.

وعن إمكانية اتخاذ المزيد من الإجراءات الخاصة بشأن القدس، علق عوكل قائلاً: "هذا وارد وغير مستبعد، ففي خطاب الضمانات الذي قدمها بوش عام 2004 لرئيس حكومة الاحتلال أرئيل شارون تضمن اعترافاً بيهودية الدولة"، منوهاً إلى أن الإدارات الأمريكية كثيراً ما طالبت السلطة الفلسطينية بالاعتراف بذلك والتعامل مع الاحتلال على أنه دولة يهودية.