شبكة قدس الإخبارية

هل بدأت فعلياً خطوات تقسيم المسجد الاقصى؟

٢١٣

 

عبد السلام عواد

المتابع لمجريات الاحداث وتسارعها في مدينة القدس والمسجد الاقصى وما يجري هناك من انتهاكات واعتداءات واقتحامات يدرك مدى الخطورة التي وصلت اليها المدينة المقدسة حيث الاقتحام اليومي للمسجد الاقصى من قبل يهود متطرفين مجرمين وفي اغلب الاحيان يرافقهم شخصيات سياسية اسرائيلية من اعضاء الكنيست مما يدلل عى ان هذه الاقتحامات باتت تسير في منحى خطير جدا وان من يقف على راس مثل هذه الانتهاكات وبشكل مباشر هي الحكومة الاسرائيلية وبحراسة جيش الاحتلال.

بالاضافة الى استباحة حرمة المسجد الاقصى من قبل السياح الأجانب والذين يدخلونه بالقوة وتحت حراسة شرطة الاحتلال هؤلاء "الاجانب" الذين صرنا نشاهدهم بشكل يومي يدنسونه وباعداد كبيرة تحت حجة السياحة وما هم عليه من لباس فاضح يتنافى مع حرمة وقدسية ومكانة الاقصى ويتصرفون بتصرفات مخلة بالآداب.

أن المتتبع لممارسات الأحتلال الاسرائيلية العملية في مدينة القدس وداخل المسجد الأقصى ومحيطه يلاحظ ان هذه الممارسات والاعمال تحمل مؤشرات خطيرة بحق المدينة المقدسة وسكانها وبحق المسجد الأقصى، هذه الممارسات التي تمثلت ووضحت أكثر وأكثر في الأيام الأخيرة وما زادها خطورة هو ان سلطات الاحتلال انتهجت سياسية منع المصلين المسلمين من دخول المسجد الاقصى والاعتداء على من يصرون على الرباط عند ابوابه، وفي المقابل وفي نفس الوقت فانها تسمح لليهود المتطرفين والشخصيات السياسية والعنصرية ومجموعات المستوطنين باقتحام وباستباحة المسجد الأقصى وأداء صلوات يهودية تلمودية جماعية علنية داخل الأقصى والتي كان اخرها صلوات اطلق عليها "الانبطاح المقدس".

هذه الممارسات وما يرافقها من ارتفاع وتيرة المطالبات الرسمية من قبل المؤسسة الاسرائيلية وحكومتها لـجعل مثل هذه الاقتحامات وهذه الصلوات اليهودية كضرورة وأمر واقع امام الفلسطينيين والعرب والمسلمين وامام العالم اجمع تمهيدا لعمل برنامج يومي وتقسيم ايام الصلوات في الاقصى بين المسلمين واليهود بحيث يتم تقسيم ايام الاسبوع الى ايام لليهود يمنع فيها دخول المسلمين وايام للمسلمين يمنع خلالها دخول اليهود.

كما علت في نفس الوقت اصوات حاخامات يهود وشخصيات سياسية في حكومة الاحتلال تطالب بمنع دخول المصلين والزوار والمرابطين المسلمين الى الأقصى مطلقاً خلال مواسم صلوات واعياد اليهود وحتى يؤدي اليهود صلواتهم بهدوء وراحة ودون ازعاج او تدخل من أحد.

وفي مؤشرات خطيرة جدا ايضا قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال الاسبوع الماضي بتحديد ايام قامت خلالها بمنع أغلب المصلين المسلمين من الرجال والنساء وفي مقدمتهم طلاب وطالبات مشروع إحياء مصاطب العلم منعتهم من دخول المسجد الأقصى وما رافق ذلك من قمع واعتداء وحشي على المصلين من الرجال والنساء وما تبع ذلك من اعتقالات واصابات في صفوفهم وامام هذه الوحشية الاسرائيلية لجأ مئات المصلين من الصلاة في أزقة القدس القديمة وعند مداخل وابواب المسجد الاقصى والرباط عندها.

و في مقابل هذا المنع وهذه الوحشية مع المسلمين نجد ان سلطات الاحتلال توفر الحراسة والحماية للجماعات اليهودية والمستوطنين عند اقتحامهم للمسجد الأقصى.

ونظرة فاحصة على مجمل الاحداث في الاقصى ومحيطه نجد ان سلطات الاحتلال والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية قد بدات بشكل فعلي وعملي بتقسيم المسجد الاقصى او ما اطلق عليه البعض مصطلحات " تقنين " او"تقسيم " او" ترتيب " صلوات يهودية مبرمجة في المسجد الأقصى.

وأمام هذه المخاطر وهذا الواقع المؤلم للقدس والاقصى، هل وعى المسلمون والعرب تلك المخاطر الحقيقية التي تحيط بالمسجد الاقصى اولى القبلتين ومسرى نبينا محمد عليه السلام ام انهم ينتظرون ان نصحوا على كارثة ـــــ لا قدّر الله تحل بالاقصى ــــ وعندها لا ينفع الندم؟ وهل سنرى خطوات عربية واسلامية عملية لانقاذ الاقصى؟ وهل ان الاوان ان نصحوا من سباتنا وغفلتنا....... والله نسال ان يحفظ اقصانا ومقدساتنا.