شبكة قدس الإخبارية

64 عامًا على مجزرة قبية.. شهاداتٌ لا تموت

٢١٣

 

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: قبل 64 عاماً وفي مثل هذا اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1953، في تمام الساعة السابعة والنصف مساء قامت الوحدة 101 للعمليات الخاصة بقيادة  "أريل شارون" والوحدة 890 للمظليين وقوامها ستمائة، بحصارالقرية، وعزلها عن باقي القرى المجاورة، ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون.

واستمر القصف حتى الرابعة صباح اليوم التالي، مما أجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم، ثم بعد ذلك أخذت الوحدة تتنقل من بيت إلى آخر في شكل عملية حربية داخل منطقة مدنية، تم فيها إلقاء القنابل داخل البيوت، وإطلاق النار عشوائيا عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة، وإطلاق النار على كل من يحاول الفرار.

قرية قبية

قرية فلسطينية تقع على بعد 11 كيلومتر إلى الشمال الشرقي لمدينة اللد وغرب مدينة رام الله ،كان عدد سكانها 1,635 نسمة إضافة إلى حوالي أربعة الاف مهجرين من مدن وقرى أخرى، كانت تتبع قضاء الرملة قبيل النكبة، والان تتبع قضاء رام الله.

توقيب وظروف المذبحة

جاءت المذبحة إنتقامًا لعملية تسلل تمت في 12 أكتوبر 1953 من الأردن إلى مستوطنة يهود، قام المتسللين وقتها بإلقاء قنبلة داخل المستوطنة وقتلت يهوديان وإصابة ثالث، وفر المتسللين عائدين إلى الاردن. وفي اليوم التالي قرر دافيد بن غوريون مع حكومته القيام بعملية انتقامية قاسية ضد قرية قبية التي مر من خلالها المتسللين، ونص قرار المذبحة على "تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قصوى بالأرواح بهدف تهريب سكان القرية من بيوتهم" (من أرشيف جيش الاحتلال 207/56/644).

المذبحة

في اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1953، وفي الساعة السابعة والنصف مساء قامتالوحدة 101 للعمليات الخاصة بقيادة الارهابي أريل شارون والوحدة 890 للمظليين قوامها ستمائة قتلة بحصار القرية، وعزلها عن باقي القرى المجاورة، ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون، وأستمر هذا حتى الرابعة صباح اليوم التالي، مما أجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم، ثم بعد ذلك أخذت الوحدة تتنقل من بيت إلى آخر في شكل عملية حربية داخل منطقة مدنية، تم فيها إلقاء القنابل داخل البيوت، وإطلاق النار عشوائيا عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة، وإطلاق النار على كل من يحاول الفرار، بعد ذلك قام المظليون بنسف البيوت فوق رؤوسسكانها، وقد قدر عدد البيوت التي نسفت في هذه العملية ستة وخمسون منزلاً، بالإضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه.

وفي نفس الوقت وحتى لا تصل أية إمدادات إلى القرية، توجهت بعض القوات المعادية وطوقت قرى شقبا وبدرس ونعلين لمنع ذلك، وقامت بزرع الألغام على جميع الطرق المؤدية إلى قبية.

بلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة من رجال ونساء وأطفال حوالي 77 فلسطينيًا من أهل قبية، وجرح مئات آخرون.

شهادات وروايات

كان من أشد المناظر إيلاماً، منظر امرأة من أهل القرية، جالسة فوق كومة من الأنقاض، وقد أرسلت نظرة تائهة إلى السماء، وقد برزت من تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة، وكان جثمان زوجها ممزقة من كثرة الطلقات النارية التي أطلقت عليه وملقاة على الطريق المواجهة لها.

من الأسر التي أبيدت تماماً في هذه المذبحة أسرة "أبو زيد  المكونة من أربعة أفراد"  وأسرة"محمود المسلول المكونة من ستة أطفال" وزوجة محمود إبراهيم وأطفالها الثلاثة، وحسين عبد الهادي وعمره 64 عاماً ولطيفة حسين عبد الهادي وعمرها 12عاماً.

أدان مجلس الامن المذبحة وقامت أمريكا بتعليق المعونات لـ"إسرائيل" بشكل مؤقت وقامت بريطانيا بتسليح القوات الاردنية لمنع التسلل إلى فلسطين، وكتبريرا ساذجا أكد بن غوريون في خطاب له أن سكان الحدود هم من قام بالعملية وليس الجيش، ولكن الجنرال فان بيتيكه كبير مراقبي الأمم المتحدة حينئذ أكد في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي في 27 أكتوبر 1953 أن الهجوم كان مدبراً ونفذته قوات نظامية.

ردود الفعل
  • مجلس الأمن ندد بالعملية ورفض طلب إسرائيل إدانة "عمليات الإرهاب العربية".
  • الولايات المتحدة" علقت أمريكا إرسال منحة مساعدة خارجية كبيرة إلى إسرائيل.
  • المملكة المتحدة: أرسلت سلاحا لتقوية الحرس الوطني الأردني.
  • جميع الصحف الإسرائلية استخدمت عناوين حيادية عن عملية قبية ما عدا صحيفة كول هعام (صحيفة الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغة العبرية).
    • صحيفة "هآرتس" عنونة عن عملية المتسللين في مستوطنة يهود "قتل لمجرد القتل"
    • صحيفة "يديعوت أحرنوت" عنونة عن عملية المتسللين في مستوطنة يهود "ألقوا قنبلة على البيت ! الجميع قتلوا"
    • أنفردت صحيفة كول هعام بعنوان حاسم "ارتكاب عملية قتل جماعية في قرية قبية العربية" 16/10/1953، وأكدت على تسمية العملية بالمذبحة بخلاف جميع الصحف الإسرائلية الأخرى التي أسمتها عملية أو نحوه.
    • صحيفة كول هعام في مقال افتت احي "ضد القتل: القتل الجماعي على أيدي إسرائيليين مسلحين جريمة رهيبة. دير ياسين جديدة"
    • صحيفة جيروزاليم بوست في مقال أفتتاحي "إسرائيل استخدمت الوسيلة المطلوبة".
    • في 19 أكتوبر وجه بن غوريون عبر راديو "صوت إسرائيل" خطابه أكد فيه "أن سكان الحدود هم من قام بالعملية وليس الجيش"
  • أكد الجنرال فان بيتيكه كبير مراقبي الأمم المتحدة في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي في 27 أكتوبر 1953 أن الهجوم كان مدبراً ونفذته قوات نظامية.
  • ذكر شارون في مذكراته أن الجنود نبهوا أهل القرية وتفحصوا البيوت قبل تفجيرها.
  • أدت مذبحة قبية إلى زيادة الاحتكاك بين جيش الاحتلال والجيوش العربية التي أدت إلى حرب 56 بين "إسرائيل" ومصر بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا.