غزة - قدس الإخبارية: تحمل صوره في أرجاء منزلها، تتحسس وجهه وتقارن بين لون عينها ولون عينه، تشيح بوجهها صوب والدتها وتسألها بعيونها البريئة عن موعد رؤيتها لوالدها، سنواتها الثلاث لا تتيح لها وإن حاولت استيعاب ما يحدث في بيتها، أن تدرك التفاصيل، أو تفهم ما تشرحه أمها لإخوتها الستة المتبقيين.
في كل شهر تترقب انجي هشام (3سنوات) من غزة اتصال والدتها مع الصليب لمعرفة موعد زيارة والدها في الأسر، ورغم سنها الغض تفهم أن أمها تلقت خبراً سيئاً، خبراً تستمر في سماعه منذ تاريخ 7/5/2017، فالاحتلال يحرمها من زيارة زوجها كما يحرم عائلات كثيرة في قطاع غزة، كعقابٍ انتقامي.
حنان، زوجة الأسير هشام حسن حرارة (42عاماً)، لا يؤلمها خبر حرمانها من زيارة زوجها منذ خمسة شهور، بقدر ما تؤلمها الطريقة التي ستبلغ فيها أطفالها السبعة حول عدم إمكانية زيارتهم لوالدهم هذه المرة أيضاً.
تقول زوجة الأسير حرارة، "زوجي يتواجد في سجن إيشيل وقد تم تبليغنا بأن كافة الأسرى في أقسام هذا السجن ممنوعون من الزيارة باستثناء أسرى الضفة، وأنا في كل شهر أقوم بالتسجيل لزيارة لدى الصليب ويأتيني الرد بالمنع الأمني في كل مرة".
تؤكد زوجة الأسير حرارة على أن الأسرى في سجن إيشيل احتجوا لعدم سماح إدارة السجن لهم برؤية عائلاتهم وصعّدوا من احتجاجهم، حتى أبلغتهم إدراة السجن بأن لا شأن لها بهذا المنع وبأنه صادر بقرار من الاحتلال نفسه.
زوجة الأسير حرارة تشير إلى أنها وزوجها يؤلمهم هذا المنع الأمني بشكل خاص بسبب طفلتهم الصغيرة انجي والتي لم تزر والدها في الأسر منذ اعتقاله ولم يرها هو إلا عن طريق الصور، وقبل أن يصدر المنع الأمني بحق العائلة كان من المقرر أن تزور انجي والدها وتراه للمرة الأولى منذ تاريخ 27/12/2015، حين اعتقله الاحتلال أثناء عبوره عبر حاجز إيرز.
حين كان والد الطفلة انجي متواجداً في سجن نفحة كانت والدتها تخشى عليها من إرهاق الزيارة وإذلالها وحين جرى نقله إلى إيشيل وعدته بأن تجلبها لتراه، تقول زوجة الأسير حرارة" لو كنت أعلم بأنه سيتم حرمان أسرى القطاع من الزيارة كنت أخذتها لتراه منذ مدة".
تفاصيل كثيرة لم يشاهدها الأسير حرارة في حياة طفلته انجي وحياة أطفاله الستة الآخرين، كبرت انجي وأصبحت قادرة على السير والضحك واللعب ولم ير والدها أي من هذه التفاصيل، فحين اعتقله الاحتلال كانت بعمر السنة والثلاث شهور.
كان حظ شقيقتها الصغرى إلين أكبر من حظها حين تمكنت من زيارته في سجن ريمون، وهي لم تعرفه ولا تتذكره وحين شاهدها لأول مرة عقب اعتقاله لم يتمالك نفسه وهي الطفلة التي تركها رضيعةً صغيرة.
خلال أيام يترقب أطفال الأسير حرارة، عادة مكررة، إذ ستتصل والدتهم بالصليب وسيترقبون الجواب حولها، على أمل أن لا تتحطم آمالهم هذه المرة أيضاً، في الوقت الذي تنتظر فيه العائلة بتاريخ 25/10/2017، عقد جلسة للنظر في قضية والدهم الذي لا زال موقوفاً منذ قرابة العامين.
المصدر: موقع إعلام الأسرى