غزة – خاص قدس الاخبارية: لازالت جامعة الأقصى تعاني من الأزمات التي خلفها الانقسام السياسي والتي كانت بدايتها مع سحب الاعتراف بشهادات الطلاب ومن ثم وقف الحسابات البنكية للجامعة، وتلاها فصل ما يقارب 22 موظف من عمله، ومؤخراً خصم رواتب الموظفين ليصل نسبة صرف رواتبهم ما بين 15%-30% من الراتب الذي يتقاضونه، على الرغم من الجامعة تخدم الأغلبية العظمى من الطلاب بما يعادل أكثر من 27 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة.
السيد ماجد أبو حمام أحد المحاضرين في الجامعة يقول لـ "قدس الإخبارية" موضحاً تأثير الخصم عليه، "راتبي كان مقطوع سابقاً، وبعد تولي الدكتور كمال اشرافي رئاسة الجامعة تم ارجاع صرفه لي، ولكن بنسبة 10% وهذا لا يكفيني لإعالة اسرتي المكونة من 14 فرد، من بينهم طلاب جامعة يحتاجون لرسوم جامعي ومصاريف، هذا بالإضافة الى الاقبال على مناسبة عيد الأضحى ومناسبات أخرى جميعها تحتاج الى مصاريف وهذا الراتب يحملنا ديون ويزيد العبء علينا أكثر".
كما وأوضح محاضر آخر المبلغ الذي يحصل عليه بعد الخصم قائلاً:" بدأ خصم الراتب منذ اصدار قرار خصم الرواتب على الموظفين بنسبة 30% ونحن تخصم رواتبنا في الجامعة بنسبة أكثر من 70%، ولكن لم يتوقف عند ذلك فهناك قيمة مرابحة تخصم من الراتب في البنك، هذا بالإضافة الى معاملات مالية تربطنا بالبنك تخصم من الراتب أيضاُ شهرياً، هذا يعني انه لم يتبقى في الراتب شيئاً لكي يعيل الأسرة".
أما عن الجهود المبذولة لحل المشكلة يقول، "هذا قرار رئاسي ومصادق عليه من مجلس الوزراء في رام الله، ورئيس الجامعة الدكتور كمال اشرافي حاول عدة مرات لحل المشكلة وذلك من خلال ذهابه الى رام الله لكي يتم استثناء الجامعة من المناكفات السياسية، ولكن يبدو أن مساعيه لم تجد نتائج لحتى اللحظة".
وبدوره طالب الدكتور أحمد حماد المحاضر في جامعة الأقصى خلال حديثه مع "قدس الاخبارية" بـمساواة التعامل بين موظفين جامعة الأقصى والموظفين في باقي المجالات عند خصم الراتب بنفس النسبة وان كانت 50% لتخفف الضرر قليلاً عليهم.
دكتور رياض أبو زناد يؤكد أن خصم الراتب يسيء لمكانة المحاضر الأكاديمي، رغم تعبه وبناء جيل جديد واعي، قائلا: "جميعنا مواطنين بنفس الدرجة ونعاني من ذات الأزمة، ولكن رجال العلم مختلفون كونهم علماء الأمة وأصحاب الدرجات العليا العلمية، يؤهلون كادر تعليمي لسوق العمل".
ويضيف، "وحين تصاب هذه الفئة بآفة الراتب بعد فترة عمل تكاد تصل الى 25 عاما أمراً صعب جداً، ولا أظن أن أي جهة في العلم تقبل هذا الظلم الذي يقع على الموظف الجامعي والنظر اليه كموظف عادي وهو فئة مميزة في المجتمع، ومن الغريب أن الجامعي هو جزء من المشكلة والأزمة وأي مجتمع يحترم نفسه لا يضع الأكاديمي في أزمة".
أما الجهود المبذولة لحل الأزمة من قبل رئاسة الجامعة فيوضح أبو زناد لـ "قدس الإخبارية": "أعتقد أن الجميع مأزوم ويبحث عن الحل لإنقاذ الجامعة، ولا زلنا في طور البحث عن جهود لحل المشكلة، ولا يوجد عمل نقابي في الجامعة بسبب الانقسام السياسي البغيض، وللأسف حتى الجهود التي تبذل الآن هي قفزات في الهواء لا أحد يسمع أو يرى، ونحن نجلس مثل غيرنا ننتظر لتلقي المعلومات من أي مصدر مثل الصحافة ولا يوجد اتصال بيننا وبين صناع القرار".