شبكة قدس الإخبارية

الطفل العقاد.. مرضٌ نادر ينفخ بطنه والتحويلات الطبيّة تعيق علاجه

رويدا عامر

غزة – خاص قدس الاخبارية: لم يتجاوز توفيق العقاد من عمره 5 أعوام بعد، لكنه منذ ولادته يعاني من مشاكل في البطن أدت إلى انتفاخ بطنه بشكل ملحوظ، هذه المشكلة عزلته عن المحيط الذي يعيش فيه، ويرافق أمه مختبئاً خلفها خوفاً من نظرات الأطفال له.

توفيق يتصف بذكاء حاد، لكن له حكاية مؤلمة ترويها والدته سلوى العقاد (34عاماً) لـ "قدس الإخبارية
"، "هذه الأمراض المتكدسة في بطن توفيق خلقت معه منذ الولادة وهي عبارة عن تضخم في الكبد والطحال، وعندما ولد قال الأطباء أن ذلك عيبًا خلقيًا وسوف تستمر حالته هكذا، وليس لها علاج، المرض اسمه "أجليكجن استورز"،  ورغم الظروف الصعبة التي نمر بها كعائلة، إلا أننا نحرص على توفير الادية اللازمة للتخفيف عنه ألم المرض، ولكن مع الأيام نلاحظ أن بطنه ينتفخ أكثر فأكثر وهذا يعيق حياته بشكل كامل".

"أنجبت طفلة قبل توفيق وكانت مصابة بنفس المرض ولكنها توفيت وهي بعمر العام والنصف،  ولدي ولد بعمر (13عاماً) وبنت بعمر الثمانية أعوام ولكنهما سليمين بحمد الله،  نعيش في منزل سيئ جداً لا يوجد به بلاط وجدرانه متهالكة، وسقفه من الصفيح،  وزوجي موظف لكن راتبه يذهب لعلاج توفيق وبعد خصومات الرواتب أصبح وضعنا إلى أسوأ، والديون تتراكم بشكل كبير في الصيدلية من أجل علاج توفيق الذي يتعدى 350 شيقل،  ولكن نحاول بقدر الإمكان توفير مستلزماته حتى واذا كان سيؤثر على إصلاح منزلنا".

"توفيق يفضل الجلوس في البيت لأنه يتعب حينما يمشي كثيراً،  ويخاف من الناس  لكثرة ما يسمع انتقادات الجيران ويرى نظراتهم إلى بطنه، ولا يسمح لأي أحد أن يكلمه بل يبكي بسرعة ويمسك بي، كما أنه لا يتحمل حرارة الجو ودائماً يجلس بجانب صنبور المياه ليغسل جسده ويغرق نفسه بالماء هربًا من الأجواء الحارة لأن البيت من الصفيح ودائماً تكون حرارته عالية جداً"، توضح والدة توفيق لـ "قدس الإخبارية".

يعتبر توفيق حالة خاصة والجميع ينصح براعيته من الناحية الاجتماعية لأن صحته تدهور يوماً بعد يوم ونقص المناعة يزيد لديه، لذا تجبر عائلته على اعطاءه مضادات حيوية قوية، ما له من آثار سلبية على أوردته التي أصبحت ضعيفة جداً، ويعاني الأطباء معه عند اعطائه جرعات الدم.

رامي العقاد(37 عاماً) والد توفيق والذي يحاول مساعدة ابنه بكل ما يملك، يبين لـ"قدس الاخبارية"، "أنا أعمل موظف ولكن راتبي لا يكفي لأي شيء، فلدي أطفال آخرين لديهم مستلزمات يجب توفيرها،  ولكن رغم كل هذا إلا أنني لا أستطيع رفض أي طلب يطلبه توفيق، فاذا طلب شيئا ولم نوفره له يتعصب جداً ويرتفع السكر لديه وأنا أخاف أن أفقده كما فقدت ابنتي من قبله، لهذا أجبر على العمل الإضافي في معمل الحجارة من أجل توفير علاج واحتياجات توفيق".

"الصحة قالت لي أن مرض ابنك مزمن وهذا المرض مضاعفاته كثيرة، و ليس له علاج بل سيبقى هكذا، ولكن مؤخرا قالوا لي يحتاج الى تحويلة علاج ليجرى له متابعة خارج غزة،  لهذا انتشرت صور توفيق على صفحات التواصل الاجتماعي لعل أحدًا يجيب مناشدته وينظر له بعين الرحمة"، تقول عائلة العقاد.    

هكذا تزداد قائمة ضحايا التحويلات العلاج الى الخارج يوماً بعد يوم، ولكل مريض قصة انسانية صعبة تبكي الحجر قبل البشر، ولكن هذه القصص تحتاج الى قلوب رحيمة ترأف بحالتها كي تبعث الأمل في نفوس أهلها وتبرد النار المشتعلة في قلوب أمهاتهم، فلعل الشفاء يأتي بكلمة حق تقال بحق هؤلاء الأطفال الموجوعين من الحصار.