الخليل - خاص قدس الإخبارية: في فلسطين تحيط بك وصايا الشهداء بكل ناحي الحياة، تمام كصورهم التي تحيط بك ما أن سرت في شارع أو زقاق، فما بالك لو كان الشهيد هو قريبك؟! فكيف لك ألا تكون إلا أمينًا على هذه الوصايا.
مؤمن ابن الشهيد رائد مسك كان عمره 3 سنوات، عندما ارتقى والده مدافعًا عن أرض الوطن، مفجرًا نفسه بحافلة مستوطنين وسط القدس المحتلة عام 2003، إلا أن مؤمن حينها هو من بشر والدته باستشهاد والده، رغم صغر سنه، فقد شاهد وصية والده تبث على التلفاز، فأسرع ليخبر والدته بذلك.مؤمن اليوم أصبح شابًا يافعًا، وحقق انجازين، متمثلين بتحقيقه لأمنية والده الشهيد بالتفوق باختبار الثانوية العامة "الإنجاز" ، وحصوله على معدل يؤهله لتحقيق حلمه في دراسة الطب، فقد حصل مؤمن على معدل 97.1، إلا أن الغصة كانت موجودة وسط هذا الفرح، بغياب والده عن هذه الفرحة.
"عندما وصلتني النتيجة انتابني شعور بنشوة النصر برغم غصة فراق الوالد الذي غاب جسدا وبقي روحاً نذكره في كل وقت"، يقول مؤمن لمراسل قدس الإخبارية.ويؤكد مؤمن بأن هذه النتيجة العالية التي حققها، ما هي إلا حصاد تعبه واجتهاده، لأجل تحقيق أمنية والده بالنجاح والالتزام بالعلم.
"بعدما عرفت النتيجة توجهت لأمي بكلمات امازحها لما قدمته لي طيلة حياتي وتحديدًا خلال فترة دراستي الثانوية "الحمد لله يما خلصتي توجيهي وريحتني"، فهي التي اجتهدت طيلة حياتنا لتسد مكان الأب والأم، وقد نجحت بذلك"، يكمل مؤمن حديثه لـ قدس الإخبارية.
وبين مؤمن حبه لمهنة الطب منذ صغره وهو اليوم على وشك أن يخطوا أولى خطواته في تحقيق هذا الحلم ليصبح طبيبًا قادرًا على معالجة الناس. ووجه مؤمن رسالة لأبناء الشهداء والأسرى عبر قدس الإخبارية، "إن هذا الطريق لا ينتهي وطريق الحرية يحتاج إلى ثمن، كل هذه الإجراءات التي تستهدف شعبنا لا تزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة على البقاء وهذه الدماء لا تزيدنا الا إصرار على التفوق والنجاح والتضحية التي تقهر المحتل". نجاح مؤمن وتفوقه ليست قصة الإنجاز الوحيدة لعائلة الشهيد رائد مسك، فيقول مؤمن بأن اخته "سماء" اتمت حفظ كتاب الله قبل أيام فقط من إعلان نتائج الثانوية العامة، ويعتبر مؤمن انجاز أخته، انتصارًا في الطريق الذي خطه والده بالعلم، حيث كانت وصيته للعائلة بالالتزام بالعلم ومواصلة تلقي دورات العلوم القرآنية. أم مؤمن تروي لـ شبكة قدس، "وصية رائد اليوم تتحقق بالأبناء، وما نجاح مؤمن إلا إهداء لأرواح الشهداء وإلى أسرانا، وإلى والده الشهيد القسامي رائد مسك الذي خط طريق أبناءه قبل رحيله". "الشهيد رائد لم يشاركنا الفرحة اليوم ولعل فراقه خلق لمؤمن حافزًا وتحديًا كبيرًا"، تختم أم مؤمن حديثها لـ قدس الإخبارية.