القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: لم تستطع 28 شهرا قضاها الفتى الأسير المحرر محمد معتوق (18 عاما) من القدس المحتلة في سجون الاحتلال من منعه عن تحقيق حلمه بالحصول على شهادة الثانوية العامة للالتحاق بالدارسة الجامعية، ليعلن عن اسمه اليوم ضمن الناجحين في امتحان الثانوية العامة بمعدل 78.8 في الفرع الأدبي، على الرغم من عدم تمكنه من الاتحاق بزملائه على مقاعد الدراسة لمعظم أيام السنة الدراسية.
وبحسب والدته أم حمزة معتوق، لم يحصل محمد سوى على 40 يوما للدراسة على امتحانات الثانوية العامة بعد إطلاق سراحه من سجون الاحتلال، ليجد نفسه في سجن آخر، لكن هذه المرة برغبته الكاملة إشباعا لإصراره على المضي قدما في مسيرة تحقيق حلمه بأن يصبح طيارا.
تقول والدته: "اعتقل محمد في آخر أيام الفصل الدراسي الثاني للصف العاشر الأساسي، واستمر اعتقاله 28 شهر، وبعد عدة أشهر من اعتقاله أخبرنا محمد برغبته في إكمال الثانوية العامة داخل الأسر، فحاولنا إدخال الكتب لداخل السجن عن طريق الصليب الأحمر، وبعدة عدة محاولات باءت بالفشل، سمحت إدارة سجون الاحتلال لنا بإدخال الكتب ليتمكن محمد من الشروع في الدراسة".
وأضافت أم حمزة في حديث لـ"قدس الإخبارية"، "في تلك الفترة لم يكن قد تبقى على عقد امتحان الثانوية العامة سوى شهران، بعد شهر من إدخال الكتب أطلق سراح محمد، وكان لم يتبق على الامتحانات سوى 40 يوما، استقبل محمد مهنئيه بالإفراج لعدة أيام، وبعدها أغلق الباب على نفسه والتزم في دراسته على الامتحانات".
وأوضحت أم حمزة أن صعوبات واجهها محمد خلال تلك الفترة القصيرة، منها الضغط الشديد لخوفه من عدم إنهائه دراسة جميع المقررات، بالإضافة لبعض الانعكاسات التي تركتها فترة اعتقال محمد داخل سجون الاحتلال، كما كان محمد يواجه بعض الصعوبات في بعض المواد خصوصا العلمية منها، غير أن معلميه في مدرسة البريدج كانوا لا يفارقوه أبدا، في كل يوم يحضر أحد المعلمين لينظر ما يرغب محمد في استيضاحه".
وتابعت أم حمزة "يكمن السر في نجاح محمد الرفقاء الذين كانوا معه داخل الأسر، الذين زرعوا فيه حب العلم، وكانوا يحضونه على ضرورة متابعته لدراسة الثانوية العامة، بالإضافة إلى أن محمد هو جزء من عائلة متعلمة، فأمه متعلمة وأبوه متعلم، وله شقيق يدرس الطب، وشقيقة تدرس دكتور صيدلي، كل هذه العوامل أثرت على محمد ودفعته من أجل إكمال دراسته الثانوية والحصول على هذا المعدل رغم سنوات أسره".
كما كانت ظروف اعتقال الأشبال في سجون الاحتلال هي الأخرى حافزا لدى محمد للإصرار على إكمال دراسته الثانوية، لإدراكه بأن الاحتلال يعمل على تدمير هذه الفئة ويراهن على ذلك، بدفعها لترك الدراسة، فأصر محمد على الوقوف في وجه هذه المحاولات من الاحتلال من أجل دفع كل الأشبال لإكمال دراستهم وعدم الخضوع لضغوط الاحتلال.
وأكدت أم حمزة على أن محمد كان ينوي الاتحاق بالفرع العلمي وقد كان متفوقا في مدرسته، وكان يحلم في دراسة هندسة الطيران، غير أن سنوات أسره في سجون الاحتلال حالت دون تمكنه من تحقيق حلمه وأجبرته على الدخول للفرع الأدبي لأن الفرع الأدبي أسهل عليه بحكم كونه أسيرا في سجون الاحتلال.
وختمت أم حمزة بالقول: "لن نوفر أي جهد من أجل أن يحقق محمد حلمه بأن يصبح طيارا، هذا عهد أخذته العائلة على نفسه، بألا تقف حاجزا في وجه تحقيق هذا الحلم".