شبكة قدس الإخبارية

استنكار فصائلي وغضب شعبي من وقف التحويلات الطبية في غزة

هيئة التحرير

غزة - قدس الإخبارية: حملت العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة السلطة الفلسطينية المسؤولية عن وقف مئات التحويلات الطبية لعشرات المرضى في قطاع غزة، الأمر الذي تسبب بوفاة عدد منهم وبقاء العشرات منهم يتهددهم الموت.

وحذرت الفصائل من استشهاد المزيد من المرضى في ظل استمرار سياسة وقف التحويلات، ومنع الاحتلال الإسرائيلي إصدار التصاريح اللازمة لسفر هؤلاء المرضى للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتلين.

فمن جهتها، حمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحكومة الفلسطينية مسؤولية وقف التحويلات الطبية ونتائجها الخطيرة على أبناء شعبنا، والتي أدت في الأيام الأخيرة إلى استشهاد العديد من الأطفال المرضى.

وطالبت الجبهة في بيان لها اليوم الخميس بضرورة وقف سياسات العقاب الجماعي بحق أهلنا في قطاع غزة، والتي تمثلت في رزمة الإجراءات المتخذة التي أصابت قطاعات حيوية في غزة وفي مقدمتها القطاع الصحي.

وأشارت إلى وقف التحويلات بالخارج، ووقف توريد الأدوية والمعدات الطبية لمستشفيات غزة، بالإضافة إلى ما يترتب على استمرار أزمة الكهرباء، وتفاقم المشكلات الاجتماعية التي سببها الحصار، وقرارات السلطة الأخيرة.

وشددت الجبهة على أن غزة لن تبقى رهينة لجماعات المصالح، داعية لحراك وطني وشعبي وتضافر كل الجهود الوطنية لتجنيب وتحييد كل القطاعات الحيوية تجاذبات الانقسام بما يساهم في التخفيف من معاناة شعبنا المتفاقمة.

 كما حمّلت الجبهة المؤسسات الدولية مسئولية في ظل صمتها وتواطؤها على استمرار الاحتلال في حصاره وإغلاقه للقطاع منذ أكثر من عشر سنوات.

ومن جهته، هاجم الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، سلوك رئيس السلطة محمود عباس بوقف التحويلات الطبية لمرضى غزة.

وقال أبو زهري في تصريح صحفي، "إن وقف التحويلات الذي أدى إلى استشهاد العديد من الأطفال والمرضى يمثل جرائم ضد الإنسانية".

ودعا إلى أكبر حراك إنساني لإنقاذ غزة ووقف مخطط عباس نتنياهو لخنق غزة.

وشدد على أن "قطع عباس لرواتب المئات من الأسرى جريمة وطنية وإنسانية ومساس بقدسية قضية الأسرى وإذعان للإملاءات الخارجية".

حملت حركة الجهاد الإسلامي السلطة الفلسطينية وحكومة رامي الحمد الله المسؤولية الكاملة عن وقف التحويلات الطبية لمرضي قطاع غزة، مطالبة إياها بالتحرك السريع لإنقاذ هؤلاء المرضى.

جاء ذلك خلال وقفة تضامنية نظمتها حركة الجهاد ظهر اليوم الخميس أمام برج شوا وحصري وسط مدينة غزة، رفضًا لقرار السلطة وقف التحويلات الطبية، وتنديدًا باستشهاد 12 مواطنًا بينهم أربعة أطفال منذ بداية العام الجاري، بسبب منع تحويلهم للخارج لأجل العلاج.

وقال القيادي في حركة الجهاد أحمد المدلل في كلمته خلال الوقفة "نقف اليوم رفضًا لهذا الحصار الظالم الذي أثر على كل مكونات الحياة، وخصوصًا المرضى في المستشفيات وأطفالنا الذي يموتون ولا يجدون العلاج".

وأضاف "وقف التحويلات الطبية يعني أن مزيدًا من الأطفال سيموتون، فهذه جريمة إنسانية ترتكب بحق أهلنا في غزة، لذا فإن السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية الكاملة عن وقف تلك التحويلات".

وأشار إلى أن مرضى غزة يموتون كل يوم على مرأى ومسمع من حكومة رام الله والعالم أجمع دون أن يُحرك ساكنًا، مؤكدًا على ضرورة وقف هذه الإجراءات والممارسات اللاإنسانية بحق أهالي غزة.

وأكد أن الانقسام الفلسطيني لا يمكن أن ينتهي في ظل استمرار الإجراءات القمعية سواء بمنع التحويلات الطبية أو خصم رواتب الموظفين أو قطع الكهرباء عن غزة، بل إنها تزيد من حدة الانقسام ولا تُحقق الوحدة الوطنية.

وحمل المدلل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن منع إصدار التصاريح اللازمة للمرضى ومرافقيهم للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني.

وشدد على أن "الانفجار في وجه الاحتلال قادم لا محالة، خاصة في ظل استمرار هذه الممارسات والوضع الكارثي الذي يعيشه سكان غزة، وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام مرضانا الذين يموتون أمام أعيننا".

وأشار إلى أن العالم كله سيتحمل المسؤولية كاملة عما سيحدث في المنطقة جمعاء، لأن القطاع يعيش على "صفيح ساخن".

وطالب المدلل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والشتات بأن يهبوا في وجه هذه الإجراءات القمعية، والتي تشارك فيها السلطة.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية التي استطاعت أن تصنع معادلة الرعب والردع مع الاحتلال قادرة على إنقاذ شعبها في غزة، مطالبًا بالوقت ذاته المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة مرضى وأطفال غزة.

ودعا جمهورية مصر العربية إلى فتح معبر رفح البري بشكل فوري، باعتباره المنفذ الوحيد لسكان القطاع لسفر المرضى للعلاج في الخارج.

ووجه المدلل رسالة للسلطة، مطالبًا إياها بالعمل السريع على إنقاذ المرضى وإصدار التحويلات الطبية للذين ينتظرون الموت في كل لحظة فورًا.

كما ودعت حركة الأحرار الفلسطينية، لتشكيل ما قالت إنه "جبهة وطنية للتصدي لسياسات الرئيس محمود عباس ومتاجرته بأرواح ومعاناة الشعب الفلسطيني والمرضى في قطاع غزة".

وتساءلت الأحرار في بيان لها اليوم الخميس: "كم من المرضى يجب أن يرتقوا شهداء حتى يتحرك المجموع الوطني لصد قرار إعدام عباس للمرضى بوقف التحويلات الطبية لهم".

وحملت في بيانها "عباس وبطانته مسؤولية تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني في غزة نتيجة إجراءاتهم اللا وطنية واللا أخلاقية، محذرة من ارتفاع عدد الشهداء المرضى من جراء إصراره على وقف التحويلات الطبية.

وقالت الأحرار إن "عباس وسلطته أصبحا كيانا معاديا لشعبنا والمطلوب تعريتهم وطنيًا وفضح مؤامرتهم الصهيو-أمريكية التي تستهدف صمود شعبنا وسلاح مقاومته".

من جهتها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية، اليوم الخميس، إن "منع السلطة الفلسطينية للتحويلات الطبية لسكان قطاع غزة جريمة مركبة"، مطالبة بالعدول عن ذلك على الفور.

وأضافت المجاهدين في بيان لها اليوم الخميس "نستغرب استمرار قيادة السلطة بسياسة التصعيد الإنساني على غزة في ظل المعاناة والحصار والعدوان الواقع على القطاع منذ سنوات".

وتابعت، "على حكومة الاحتلال المجرمة أن تعلم أن استمرار حصار غزة ومضاعفة معاناته سيولد الانفجار في وجه الكيان.. فلن تقبل المقاومة استمرار تعذيب وتجويع ومحاصرة أهل غزة الصابرين".

واستنكرت المجاهدين الأصوات المبررة للإجراءات العقابية على غزة بالحرص على المصالحة الفلسطينية، متسائلة: "أي مصالحة تأتي من خلال إذلال الشعب المنهك في غزة".

وطالبت السلطة بـ"العودة للصواب والرجوع إلى حضن الشعب لا للانصياع للرغبات الأمريكية والصهيونية"، مشددة على أن استهداف غزة يعني محاولة تصفية القضية الفلسطينية.

كما دعت مصر لفتح معبر رفح بشكل مستمر وعاجل للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

كما وينتاب الشارع الفلسطيني حالة من الغضب الشديد، على قرار وقف التحويلات الطبية من رام الله والاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية.