الحقيقة المثبتة تاريخيا بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين أن كل الدعم الذي تغدقه بعض الدول الخليجية على الفلسطينيين إنما ترمي من خلاله لمآرب خاصة، حينما يحين الوقت تحول تلك الدول دعمها إلى وبال على الفلسطينيين وقضيتهم، كما جرى اليوم بعد الموقف السعودي الإماراتي الذي صنف المقاومة الفلسطينية بالإرهابية.
ونقول لكل من يسأل لماذا نهاجم السعودية والإمارات وقد كانتا في فترة من الفترات رائدتا الدعم المالي للشعب الفلسطيني..
أولا، ما فائدة كل هذا الدعم ثم تصفني بالإرهابي؟ كحال من يعطي فقيرة صدقة ثم يتهمها بشرفها.
ثانيا، ليس كل من يقدم الدعم للفلسطينيين يعني أنه يدعم القضية الفلسطينية، فأمريكيا وبريطانيا تدعمان أيضاً موازنة السلطة بملايين الدولارات سنوياً، فهل هما تؤيدان الحقوق الفلسطينية؟.
ثالثا، السعودية والإمارات تقدمان ملايين الدولارات لحدائق حيوان وجمعيات خيرية ونوادي رياضية أوروبية، وقد يدفعون ملايين الدولارات ثمناً لألعاب نارية، وقد "يفت" أحد الملوك الملايين أمام راقصة ليقضي معها ليلة حمراء، هذا إذا استثنينا المليارات الموجودة في البنوك الغربية وصفقات الأسلحة الخيالية، في النهاية هذه أموالهم وهم أحرار بها، ولكن في النهاية كل ما تقدمه هذه الدول هو مجرد "فتات" إذا ما قورن مع حجم مدخولاتهم ونفقاتهم..
رابعا، السعودية والإمارات تقدمان أغلب الدعم للسلطة الفلسطينية والتي هي بالأساس مشروع أمريكي وغربي، بدليل أن هذه الدول امتنعت عن دعم السلطة بقرار أمريكي عندما استلمت حماس الحكومة عام ٢٠٠٦.
خامسا، إن هذه الأموال أغلبها من عوائد النفط، وهي بالأساس ملك لكل المواطنين وليست ملك يمين الأمراء والشيوخ..
سادسا، إن أغلب هذه الأموال أشبه بـ"رشاوي" سياسية تستخدم كأداة ضغط عند الحاجة، بدليل تراجع الدعم الإماراتي للسلطة بعد رفض الرئيس عباس المصالحة مع دحلان.
سابعا، هذه الدول أنفقت في المقابل المليارات لدعم الأطراف المعادية لثورات الربيع العربي والقوى الموالية للغرب، فعلت ذلك مع السيسي وحفتر وجنوب السودان ولبنان وتونس، وهناك احتمال أنها دعمت محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا.
وثامنا نقول، إن دعم الشعب الفلسطيني ليس منة من أحد، بل هو واجب الدول العربية والإسلامية والغربية، فهي شريكة بشكل مباشر أو غير مباشر في ضياع فلسطين.