فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية:الساعة تشير إلى 9:45 ليلاً في قاعة الحقائب بمطار مدينة اللد المحتلة، حيث وصل اليابانيون الثلاثة في 30 أيار 1972، استلموا حقائبهم التي لم يكن فيها شيء مشابه لحقائب المسافرين الآخرين.
تسويوشي أوكودايرا، ياسويوكي ياسودا، كوزو اوكاموتو، فتحوا حقائبهم وأخرجوا مدافعهم الرشاشة وقنابلهم اليدوية، لتبدأ معركة تحرير المطار، معركة لم يحسب لها الاحتلال حساب، ولم يتوقع يوما أن الثورة الفلسطينية ممتدة وها قد وصلت اليابان، حيث جند الجيش الأحمر اليساري أربعة من ثواره، سيلتحق ثلاثة منهم بالمقاومة الفلسطينية، ويستشهد رابع خلال تدريباتهم البحرية.
تحت اسم "باتريك أرغويلو" انطلقت العملية الفدائية بتخطيط من الشهيد وديع حداد، القائد العسكري في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني.
15 دقيقة، حرر بها الفدائيون مطار اللد، أعطبوا خلالها طائرتين تابعتين لشركة “ال عال” الإسرائيلية، وقتلوا 31 إسرائيليا، وجرحوا حوالي 80 آخرين.
هدف الفدائيون الثلاثة كان اغتيال العالم في السلاح البيولوجي الإسرائيلي أهارون كاتسر، شقيق أفرائيم كاتسر رئيس كيان الاحتلال عام 1973، وذلك رداً على اعتداء قصف طيران الاحتلال مطار بيروت وطائرات شركة طيران الشرق الأوسط.
اشتدت رحى المعركة بالمطار، وحوصر الفدائيين الثلاثة، الذين أشاروا لبعضهم أن لحظة الاستشهاد قد حانت، كما قرروا سابقا، أن يفجروا أنفسهم بالعناصر الأمنية الإسرائيلية عندما يتم محاصرتهم.
استشهد سيوشي اوكداريا وياسوكي ياسودا، فيما لم تنفجر قنبلة كوزو أوكاومتو ووقع أسيرا بين يدي قوات الاحتلال، ليصدر بحقه فيما بعد حكما بالسجن المؤبد، وبعد 13 عاما من العزل الإنفرادي والتعذيب المتواصل، انتزع أوكاومتو حريته خلال صفقة تبادل الأسرى عام 1985.