شبكة قدس الإخبارية

بعد الانتخابات المحلية.. الاعتقالات السياسية تطال المتضامنين مع الأسرى

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: صعّدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ منتصف نيسان الماضي حملات الاعتقال السياسي في مختلف المدن الفلسطينية تزامناً مع الانتخابات المحلية التي شهدتها الجامعات والمجالس البلدية.

إلا أن حملة الاعتقالات السياسية لم تتوقف فور انتهاء الانتخابات، بل أخذت بالتصاعد في ظل ما يشهده الشارع من حراك تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ 17 نيسان، إذ تم التحقيق مع عدد كبير من المعتقلين حول مشاركتهم بالفعاليات التضامنية.

عمار دويك من الهيئة المستقلة لحقوق الانسان بيّن لـ قدس الإخبارية، أنه تلقى اتصالات وبلاغات كثيرة من عدة عائلات حول اعتقال أبنائها، ما يشير إلى ارتفاع عدد الاعتقالات السياسية في الأيام الأخيرة.

ورفض دويك الحديث بتفاصيل أوفى عن الموضوع، لحين استكمال المتابعة والبحث، والتدقيق بالمعلومات التي تصله تباعاً.

فيما أكد المحامي مهند كراجة من مؤسسة الضمير لـ قدس الإخبارية، على أن حملات الاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقوات الاحتلال ارتفعت مؤخراً وخاصة في صفوف طلبة الجامعات وذلك بعد انتهاء الانتخابات.

وأشار إلى أن الاعتقالات السياسية التي طالب عدداً من الناشطين جاءت بعد النشاطات التضامنية مع الأسرى المضربين التي تنظمها وتقودها الأحزاب الفلسطينية.

وأوضح أن الكثير من القضايا وصلت مؤسسة الضمير، إلا أن عدد المعتقلين حتى الآن لا يمكن حسمه، وخاصة أن القضايا موزعة بين عدد من المؤسسات الحقوقية والمحامين التي تم توكيلهم من قبل العائلات بشكل خاص، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية ومنذ الأسبوع الماضي تمنع الضمير من زيارة من تم اعتقالهم حديثاً.

ولفت إلى أن الاعتقال على ذمة المحافظ وخاصة في مدن شمال الضفة المحتلة، ارتفعت مؤخراً أيضاً بشكل كبير وواسع، إذ يتم اعتقال الناشطين على ذمة المحافظ وتحويلهم إلى سجن أريحا دون عرضهم على المحاكم وتوجيه لوائح اتهام لهم.

تحقيق وشبح 24 يوماً

علاء زعاقيق (27) عاماً من بلدة بيت أمر شمال الخليل يعاني من أوجاع شديدة في مختلف أنحاء جسده جراء ما تعرض له من شبح وتعذيب على مدار 24 يوماً قضاها في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

المحكمة الفلسطينية وبعد قرارين لتمديد اعتقاله على ذمة التحقيق، أفرجت عن علاء مقابل كفالة مالية، ليعود لمنزله محملاً بالأوجاع والآلام، وتهمة سياسية ملفقة تلاحقه مجدداً.

علاء اعتقل في 17 نيسان خلال تواجده شمال الخليل، إذ كان في زيارة عائلية، لتمدد المحكمة الفلسطينية اعتقاله مدة (15) يوما، تبعها تمديد آخر مدة سبعة أيام.

ويؤكد علاء لـ قدس الإخبارية، أنه تعرض للشبح لأربع مرات، تدهورت إثر ذلك حالته الصحية، إذ كان يتم ربط يديه إلى الخلف وتعليقه بباب غرفة التحقيق، إضافة لضربه بشكل مستمر، على الرغم أن العائلة قدمت للأجهزة الأمنية تقريراً طبياً يؤكد أن علاء يعاني من تمزق بعضلات الصدر.

وقضى علاء 24 يوماً داخل زنازين التحقيق، حرم خلالها من الزيارة والخروج للساحات، كما تم سحب الفراش منه.

ويرفض علاء التعاطي مع الاتهامات السياسية التي حاولت الأجهزة الأمنية تلفيقها له، مشيراً إلى أنه تم التحقيق معه على منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول الأسرى المضربين وضعف التضامن معهم.

يذكر أن هذه المرة السادسة التي يتعرض فيها علاء للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتوجه له اتهامات سياسية، كما اعتقل لدى سجون الاحتلال أربعة أيام

اعتقال المتضامنين مع الأسرى

غسان نجاجرة أحد الناشطين في الفعاليات التضامنية مع الأسرى في مدينة بيت لحم وخاصة في قرية نحالين، أكد لـ قدس الإخبارية أن اعتقل مدة يومين لدى جهاز الأمن الوقائي، وأخضع لتحقيق حول حول عمله الإعلامي ونشاطه التضامني مع الأسرى.

ولفت نجاجرة – أحد أعضاء لجنة إسناد الأسرى في نحالين – أنه طُلب منه عدم الاقتراب من خيمة التضامن مع الأسرى في القرية، مؤكدا على أنه تم الإفراج بسبب الضغوطات الخارجية من أقاربه وأهالي قريته، إذ وفور اعتقاله اعتصم أهالي الأسرى مطالبين بالإفراج عنه.

واتهمت الأجهزة الأمنية نجاجرة - وهو أسير سابق في سجون الاحتلال-  "بإدارة خيمة التضامن" مدعيين أن ما يجري تنظيمه هو "ضد السلطة الفلسطينية".

وقال نجاجرة، إن من ضمن الملفات التي حققت معه حولها، تغطيته الإعلامية لاعتقال الفتى بهاء الدين شكارنة وتسليط الضوء على مواصلة الاحتلال اعتقاله بسبب عدم تمكن أسرته من دفع الغرامة المالية، وهو ما حذا بإثارة قضية بهاء الدين ومساعدة العائلة فيما بعد وتمكينها من دفع الغرامة.

غسان نجاجرة ليس الوحيد، فالأجهزة الأمنية اعتقلت أيضا هشام ردايدة منذ يوم الأربعاء وذلك بعد استدعائه من قبل الأمن الوقائي، فيما تؤكد العائلة أنها تجهل أسباب اعتقال نجلها وخاصة أن الأمن الوقائي رفض السماح لها بزيارته والتواصل معه.

أمين ردايدة شقيق هشام قال لـ قدس الإخبارية، إن شقيقه أسير سابق قضى في سجون الاحتلال ثماني سنوات كان من الناشطين في الفعاليات التضامنية مع الأسرى ومتواجد بشكل دائم في خيام الاعتصام.

ولفت إلى أن شقيقه واحتجاجا على اعتقاله، أعلن إضرابه عن الطعام رغم معاناته من مرض الضغط، وهو ما يقلق العائلة على حالته الصحية.

وأكد أحد النشطاء الشباب من مدينة رام الله لـ قدس الإخبارية - متحفظا على هويته- أن الأجهزة الأمنية صعدت مؤخرا من الاتصالات التي تحمل مضمونا تهديدا لعدد من الناشطين في خيم التضامن مع الأسرى والذين يقودون الفعاليات التضامنية بعدد من القرى والبلدات الفلسطينية،

ولفت إلى أنه تم الاعتداء على إحدى خيام التضامن من خلال تمزيق صور الأسرى ويافاطات التضامنية وتدمير الخيمة بشكل كامل، وذلك بعد سيل من التهديدات وخاصة بعد إغلاق شوارع مدينة رام الله الرئيسية للضغط على السلطة الفلسطينية للتحرك بقضية الأسرى.

مريض السكري مضرب عن الطعام

منذ ١٧ أيار، تواصل الأجهزة الأمنية في نابلس اعتقال طارق أبو سخل (42) عاما على الرغم من معاناته من ارتفاع بالسكري، وتدهور وضعه الصحي إثر ذلك قبل يوم واحد من اعتقاله، بعد أن اتهمته بالتواصل مع جهات غير شرعية في إشارة لاتصاله مع شقيقه المبعد إلى غزة.

حمزة أبو سخل شقيق طارق، أكد لـ قدس الإخبارية على أن شقيقه ورغم مرضه إلا أنه أعلن إضرابه عن الطعام وامتناعه عن تناول دوائه، إذ لم يبلغ بسبب اعتقاله ولم يتم التحقيق مع وتوجيه له أي اتهامات حتى الآن.

ولفت إلى أن طارق هو أب لثلاثة أبناء، اعتقل عام 2009 إذ قضى 40 يوما بالتحقيق لدى جهاز الأمن الوقائي قبل أن يتم الإفراج عنه.

وطارق أحد مقاولي مدينة نابلس المعروفين وأحد أعضاء ملتقى رجال الأعمال في فلسطين، هو نجل سعد السخل الذي استشهد في سجن المخابرات الفلسطينية عام 2013، "نتعرض كعائلة لاعتقالات الأجهزة الأمنية باستمرار، إلا أن  اعتقال طارق يقلقنا لأنه مريض سكري ويصر على مواصلة إضرابه عن الطعام".