القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: ظهرت وزيرة الثقافة والرياضة بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، "ميري ريغف" بمهرجان "كان" الدولي للأفلام وهي ترتدي ثوباً وعليه صورة البلدة القديمة من القدس بما فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن ظهور الوزيرة الغريب جاء على هامش مهرجان الأفلام الدولي "كان" بفرنسا، والذي تشارك فيه "إسرائيل" بفيلم "أرواح إسماعيل".
وأضافت الصحيفة، أن الوزيرة بررت ارتداءها لهكذا ثوب بأنه تعبير عن السيطرة الإسرائيلية على القدس في الذكرى الخمسين لاحتلالها عام 67، وللتأكيد على أن القدس هي العاصمة الأبدية لـ"إسرائيل"، على حد زعمها.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الفستان من تصميم "الإسرائيلي" أريك أفيعاد هيرمان، واختارته الوزيرة بمناسبة حلول 50 على احتلال فلسطين.
يُشار إلى أن مهرجان كان السينمائي يمتد لغاية الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة واسعة من قبل مشاهير سابقين وحاليين.
ردود أفعال
وأثار ارتداء الوزيرة بحكومة الاحتلال لفستانها غضب ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بظهورها في مناسبة رسمية بزي رسم على جزئه السفلي مدينة القدس، إضافة إلى ردود فعل رسميّة من شخصيات وهيئات.
فبدوره، استنكر أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم مراد السوداني، ارتداء وزيرة الثقافة والرياضة بحكومة الاحتلال "ميري ريغف"، ثوب يحمل صورة لمدينة القدس، تظهر المسجد القبلي وقبة الصخرة، صمم خصيصًا لحضور مهرجان "كان" الدولي للأفلام في فرنسا، وذلك للدلالة على سيطرة الاحتلال على كامل المدينة في ذكرى احتلالها.
وقال السوداني في بيان صحفي الخميس إن ما قامت به "ريغف" يكشف الوجه الحقيقي لوزيرة ثقافة احتلالية ما زالت وفي كل مرة تواصل تزييفها للحق والحقيقة الفلسطينية، التي تستلبها ثقافة النقيض الاحتلالي الذي يستهدف الجغرافيا والتاريخ والوعي، من خلال الشطب والمحو والفبركة وسياسات التزييف اليومي.
وأضاف أن ارتداء الوزيرة المتطرفة لفستان يحمل صورة القدس يأتي في ظل الحملة الاحتلالية لاستهداف الوعي الفلسطيني والعربي والعالمي المحمول على التضليل والتشويه لتمرير رواية الاحتلال الزائفة.
من جهتها، اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ارتداء "ريجيف" فستانًا مطبوعًا عليه صور من مدينة القدس، ولا سيما المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة، استمرارًا للسياسة الاسرائيلية القائمة على تهويد القدس ومقدساتها وبسط السيطرة عليها بالقوة، وإيهام العالم بأحقيتهم فيها بمختلف الأساليب والوسائل.
وأكدت الهيئة في بيان صحفي الخميس أن "إسرائيل" لم تبق وسيلة لنشر أكاذيبها وادعاءاتها بأحقيتها في القدس ومقدساتها، مشيرةً إلى أن ارتداء "ريجيف" الفستان وما طبع عليه من صور للمقدسات هي خطوة تؤكد فيها على أن "القدس عاصمة إسرائيل".
من جانبه، قال الأمين العام للهيئة حنا عيسى إن هذه الأساليب والوسائل هي تهويدية على طريق تهويد القدس وسلخها عن عروبتها، داعيًا إلى تفنيد ودحض المزاعم اليهودية كافة من خلال تسليط الضوء على تاريخ القدس وحضارتها وقدسيتها الإسلامية والمسيحية، مهيبًا وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية بتسليط الضوء على هذه الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال بحق المدينة المحتلة.
لا تستغربوا!
من ناحيته، عقّب مدير مركز دراسات الأسرى رأفت حمدونة، اليوم الخميس، على صورة فستان الوزيرة بحكومة الاحتلال الذي يحمل صورة القدس، بالقول إن الاستهجان يجب أن يكون لغياب صورة الأسرى المضربين وإبراز معاناتهم، وليس لما فعلته ما تسمى وزير الثقافة الإسرائيلية، من لبس فستان مرسوم بقبة الصخرة.
وأضاف، "لا تستهجنوا وضع صورة قبة الصخرة على فستانها، بل استهجنوا غياب صورة القائد مروان البرغوثى والأسرى المضربين وإبراز معاناتنا بطرق ابداعية، مشيرًا إلى أنه "ليس المهم ما تفعله ريغف لكيانها، ولكن المهم ما نفعله نحن لخدمة حقنا وتاريخنا وتدويل قضايانا العادلة، كالقدس والأسرى".
وأوضح حمدونة، أن ريغف استطاعت من خلال هذه اللفتة أن توصل رسالة مزيفة ونشر روايتها بالقول، "لبست فستانا عليه صورة القدس خلال مشاركتها في مهرجان كان للأفلام الوثائقية في فرنسا احتفالاً بالذكرى ال 50 لتحرير القدس وتأكيداً على وحدتها- على حد زعمها، متسائلًا فماذا نحن فعلنا لمواجهة روايتها؟.
وأشار إلى أن الوزيرة " ريغيف " هى نفسها التى وصفت في 24 تموز/ يونيو 2011، الأسرى الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية" وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلك".