لا مبرر لهم، مهما تحدثوا ومهما أعطوا من مبررات لن يغفر التاريخ لهم ولا دماء الشهداء، ولا أي شبر من تراب الوطن، لأن الخيانة خط أحمر لا شفاء منه إلا الموت.
قد باعوا أنفسهم بالقليل من أجل أسباب تافهة، لا تصل إلا حد تبرير ما فعلوا من الخيانة، لبعض من المال أو لتصاريح أو لعمل أو لغيرها، من الاسباب التي هي أشرف بكثير، مما يفعلون، هم العدو الأول رصاصات في صدورهم ورصاصة واحدة في صدر العدو.
هي حرب مفرداتها المال واستغلال الحاجيات وأساليب الوعي والحالة النفسية وتواجهها مقاومة شديدة ورفض مجتمعي وحرب عقول تدور رحاها بين عقول فلسطينية تسعى للتحرر وبين احتلال يسعى للحفاظ على أمن الدولة المحتلة والإبقاء عليها.
لا أحد يجبر عليها، أنها خدمة يقدمها طواعية من نفسه مع صدق وإخلاص في العمل، كما قالها ضابط من الاحتلال بأن أساس العمل بينهم هو الإخلاص والصدق.
يتملكهم الخوف في البداية مع معاتبة لضمائرهم صباحاً ومساءً إلا أنها فترة وتنقضي وتصبح الخيانة بشكل اعتيادي تسري في نفوسهم، يتوهمون في البداية بأن الأمر عادي، هي بضع معلومات فقط، معلومات بسيطة، لا ضرر فيها ولا خوف، كتحديد بعض المواقع والتحركات والأهداف، دون إلحاق الضرر بأي أحد، لهذه الفترة يبقى المنخرط في صفوف العملاء في حالة ارتياح، مقابل وعود كثيرة بالأمان والمحافظة على حياتهم والتمسك بهم، ومع الإغراءات الكثيرة بالأموال والممتلكات، سعادة واطمئنان وبعض شيء من الخوف.
ولأن هذا الشيء ليس هو الغاية مما يسعى إليه الاحتلال من تجنيد العملاء، فدائما الاحتلال يفكر بإيقاع الخسائر والوصول إلى ما يريد، فتتغير السياسة وينتقل العميل من مرحلة الأمان إلى الفقدان والضياع، ويبدأ الضابط بتهديده بالأمان واستقرار وضعه المالي والنفسي ليفعل أي شيء يطلبه الضابط، حتى القتل، في هذه المرحلة يبدأ الخوف والقلق الشديد ليقع في النهاية بين أيدي المقاومة.
الخيانة خط أحمر لا شفاء منه إلا الموت.