المتوقّع أن يزور ترامب القدس بتاريخ 22 أيار، وسيتم استقبال ترامب بحملة "الدرع الأزرق" التي تم في إطارها تجنيد قوات كبيرة في صفوف شرطة الاحتلال. شارع رقم 1، الشريان الواصل ما بين تل أبيب والقدس سيتم إفراغه تماماً، إذا ما قررت طواقم الحراسة الرئاسية أنه لن يطير باستخدام المروحية العسكرية الأميركية من موضع هبوط طائرته في اللد نحو القدس، لأي من الأسباب (في زيارة أوباما السابقة، مثلا، تم إلغاء خيار المروحيات لأن الجو كان مغبرا، وسارت القافلة الرئاسية على الشارع).
هنالك طواقم مشكلة من آلاف رجال الشرطة التي ستقوم بتأمين القدس كاملة، شارع رقم 1 وحده سيتم عزله تماماً، حيث سيتم منع أية سيارة من وطء الشارع منذ لحظة انطلاق موكب ترامب من المطار وحتى وصوله مقر استضافته. وستقتصر مهمة ألفي جندي من سلاح حرس الحدود على تأمين خط سير الرحلة على هذا الشارع الممتد من اللد نحو القدس، تم إلغاء إجازات الشرطيين وحرس الحدود، وسحب المئات من الطواقم الشرطية من الألوية المختلفة وضخها نحو القدس.
بل إن حالة الجهد هذه جعلت مفتش عام الشرطة يسحب نصف قوة شرطة الاحتلال العاملة في الضفة الغربية لكي تسهم في عملية التأمين. بل إن الشرطة قد لوحت بإصدارها أوامر الإقامة الجبرية ضد ناشطي اليمين الإسرائيلي، في حال كانت لديها شكوك، مجرد شكوك، أن هؤلاء قد يسعون إلى إزعاج ترامب عبر مظاهرة على جانب الطريق.
زيارة ترامب مهمة، لعدة أسباب، أولها أنه ترامب، وثانيها لأنه قد يغامر في زيارته هذه بدعوة الأطراف إلى عقد مؤتمر دولي. وهذا ما يجعل كلا من دوائر صنع القرار الإسرائيلي (ودوائر تلقّي وتنفيذ القرار في رام الله) محمومة بشكل غير مسبوق لخلق أجواء تليق بأبو ميلانيا.
الآن..جميعنا قرأنا البيان الصادر اليوم عن الحركة الأسيرة، وجميعنا شاهدنا عنتريات غلعاد أردان خلال نهاية الأسبوع، وجميعنا نعلم أن قرار بناء حمّام عمومي على باب نفحة لأهالي الأسرى هو قرار ينبغي على مجلس الكابينت أن يوافق عليه، وجميعنا نعلم مدى أهمية هدوء الضفة الغربية وقت الزيارة، فمن سيتولى مهمة فرض الهدوء في الضفة بالطبع هو من يتولى دائماً مهمة فرض الهدوء في الضفة، وكل شيء سيسير على مايرام، لأنه ينبغي أن يسير على ما يرام.
السؤال هنا هو التالي: ماذا لو قرر الناس في فلسطين أن بعض الأمور لن تسير على ما يرام؟ أنك، وسط هذا الاتساق الكلاسيكي في أوبيرا السلام، ستعرف أن تصدر ضجيجا؟
فهل، إن قرر الفلسطينيون إصدار الضجيج الذي لن يتوقف خلال الأسبوعين القادمين، سيسمح مجلس الكابينت، رغما عن أنف غلعاد أردان، ببناء الحمامات العمومية، وزيادة ساعات زيارة الأسرى، وغيرها من مطالب؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة