بيت لحم - خاص قدس الإخبارية: اتهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان أطرافاً مدعومة من السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية بمحاولة اغتياله معنوياً باستهدافه شخصياً ومحاولة إبعاده عن حضن شعبه وآلامه ومآسيه.
وقال خضر عدنان في حديث لـ"قدس الإخبارية": "إن ما جرى معه اليوم في مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم ما هو إلا حلقة من سلسلة حلقات تحريضية يشنها عليه قادة وضباط كبار في الأجهزة الأمنية الفلسطينية"، وأضاف، "لن أستمع لأية أصوات تهديد تصلني من أشخاص لا يجرؤون حتى على الظهور علانية للإعلان عن أنفسهم والجهات التي يمثلونها، والأجندة التي ينفذونها".
وعن تفاصيل الحادثة قال الشيخ عدنان: "في صباح هذا اليوم تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد الأشخاص وهو قيادي في أحد فصائل المقاومة في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم، وسألني عما إذا كنت أنوي الحضور لخيمة التضامن مع الأسرى المضربين المقامة في المخيم أم لا، فأجبته أنني لم أخبر أحدا بعد، فرد علي بالقول إن هناك جهات أعلنت سلفا أنك شخص غير مرحب فيه، فأجبته أنني أنا من أمتلك حريتي في الوجود في أي مكان أرغب بالوجود فيه، ولا يوجد أي منطقة محرمة علي في كل هذا الوطن".
وأضاف "بعد هذه المكالمة قررت وبإصرار الحضور لخيمة التضامن في المخيم، بعد مشاورات مع عدد من ممثلي الفصائل، وكان هناك مناسبة لاستقبال أسرى محررين من داخل المخيم، فحضرت برفقة والد الشهيد باسل الأعرج، والأسيرين المحررين محمد علان وثائر حلاحلة وغيرهم، وكان رد أهالي المخيم مدويا على رؤوس من يحاول زرع الفتنة في صفوف أبناء شعبنا، حيث جرى استقبالنا بحفاوة من قبل العشرات من أهالي المخيم من أسر الشهداء والأسرى ومن كافة الفصائل".
وأكد الشيخ عدنان على أن إصراره على الدخول لمخيم الدهيشة "نابع أولا من دعم الفصائل الفلسطينية التي تشاور معها، ومن شعوره بأن أي رضوخ لأي تهديد يعني كسر شوكة المخيم المعروف بتفانيه في الدفاع عن كرامة شعبه وسكانه، وحتى لا يعطي أية فرصة لكل محاولات تخريب العمل التضامني مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال".
وشدد الشيخ عدنان على أن "كل هذه التهديدات صادرة عن أشخاص شغلهم الشاغل تخريب العمل الجماعي المتضامن مع الأسرى، وتخريب الجهود التي يبذلها الأسرى اليوم في سبيل كرامتهم وحريتهم"، وقال: "إن كل ما تمارسه تلك الجهات المتنفذة والنابعة من موقف الغطرسة والسلطة، لن تصمد أمام هذه الإرادة والقوة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني".
وأضاف عدنان، "لم أرضخ لجبروت الاحتلال ولن أرضخ لجبروت غيره"، مؤكدا على أنه لم يخن شعبه ولم يخن قضيته حتى يتم التعامل معه بهذه الطريقة التي كانت متبعة ضد الجواسيس والخونة.
وقال عدنان: "أنتظر من قادة الفصائل ومن أحرار شعبي موقفا واضحا تجاه كل ما أتعرض له وعائلتي من طعن وقذف وتصغير واحتقار من قبل جهات مشبوهة، لم تسلم منه حتى زوجتي وأولادي وبناتي ووالدتي، ولن استجدي أحدا في تسجيل هذه المواقف".
وأكد الشيخ عدنان على أن "استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل قادة كبار في الأجهزة الأمنية للتعريض بي وبعائلتي إنما يعبر عن موقف جبان من هؤلاء، الذين لا يجرؤون على الإعلان عن أنفسهم والجهات التي يمثلونها صراحة".
وأضاف، "نفس الأشخاص الذين يرسلون التهديدات لي لثنيي عن المشاركة بفعاليات التضامن مع الأسرى هم أنفسهم يشنون علي حملات تحريضية على مواقع التواصل يروجون فيها للأكاذيب بأني غائب عن هذه الفعاليات وأن حضوري اليوم يقتصر فقد على المسيرات المحرضة على السلطة الفلسطينية، وهذا محض افتراء وكذب، ويعبر عن منطق أعوج ومنافق، فهم يريدوننا أيقونات جامدة في مسيرة الحركة الأسيرة، لا نسمع لا نرى لا نتكلم".
وختم بالقول: "عن أي وحدة يجري الحديث، وعن أي تضامن جماعي يعبر هؤلاء الذين يحملون في قلوبهم الحقد والعداء لكل عمل مقاوم للاحتلال وغطرسته".
تفاعل متضامن
وتفاعل عشرات المعلقين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما تعرض له الشيخ عدنان بمخيم الدهيشة، بالدفاع عن الشيخ بصفته رمزاً من رموز مقاومة الاحتلال بالإضراب عن الطعام، وهو مفجر هذه السياسة في الأعوام الأخيرة ورائدها.
وعلق العديد من المتفاعلين بالدعوة للوقوف إلى جانب الشيخ عدنان في هذه المرحلة، مشددين على أن ما يتعرض له من تهديدات ومضايقات، إنما تهدف لاغتيال المواقف الصامدة الصابرة التي لا تزال تقول لا في وجه الظلم.
وحمل معلقون بقية الفصائل الفلسطينية جزء من المسؤولية "بصمتها عما يتعرض له الشيخ عدنان من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية، على حد قولهم، داعين لوقفة جادة مع الشيخ في هذا الوقت بالذات".