القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: أفرجت سلطات الاحتلال صباح الأحد، عن عميدة الأسيرات الفلسطينيات لينا جربوني من عرابة البطوف بالداخل الفلسطيني المحتل، بعد مضيها 15 عامًا في سجون الاحتلال.
وكان في انتظار الجربوني أمام السجن العشرات من أهلها وأقاربها وبعض قيادات وكوادر الأحزاب والحركات الوطنية.
واعتقلت المحررة الجربوني عام 2001 وخضعت لاعتقال قاس في معتقل الجلمة، وذلك للتحقيق معها في حينه بشبهات انضمامها للجهاد الإسلامي، وجرى إدانتها بالمحكمة والحكم عليها بالسجن الفعلي لمدة 17 عامًا.
وأمضت جربوني 15 عامًا في السجن، حيث لم تدرج ضمن صفقة وفاء الأحرار، بالرغم من الإفراج عن كافة الأسيرات الفلسطينيات أنذاك، لكّن تحايل الاحتلال وتعنته حال دون الإفراج عنها بزعم حملها للهوية الإسرائيلية لأنها من سكّان القدس.
من هي الأسيرة المحررة لينا الجربوني؟
الأسيرة لينا جربوني، من سكان عرابة البطوف في الداخل الفلسطيني المحتل عام1948 ، المحكومة (17 سنة) منذ تاريخ 18/4/2001 تعد أكثر الأسيرات اللواتي أمضين فترات اعتقال داخل سجون الاحتلال منذ عام 1967.
وأصبحت لينا أحمد صالح جربوني مواليد ،1974 ترمز إلى أم الاسيرات والتي تعتني بشؤونهن من كافة النواحي، وتمثل الأسيرات ومطالبهن أمام إدارة سجون الاحتلال، وهي تحظى بحب وإجماع كل الأسيرات الفلسطينيات لما تتحلى به قدرات ومن تجربة اعتقالية.
وتعد عائلة الاسيرة جربوني من العوائل الفلسطينية التي كان لها دور تاريخي في النضال ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الاسرائيلي، فالحاج على جدّ الاسيرة لينا كان أحد الثوار الذين قاوموا البريطانيين قبل نكبة 948 وصدر بحقه حكم بالإعدام غيابياً، كما أن والدها اعتقل لمدة 8 سنوات في سجون الاحتلال في نهاية السبعينيات، كما أن خالها عمر الجربوني استشهد خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 1982.
وتعرضت لينا عند اعتقالها لتحقيق قاس في معتقل الجلمة ولأشكال متنوعة من التعذيب النفسي والجسدي والعزل في الزنازين، وجرى اعتقال شقيقها كوسيلة ضغط عليها خلال التحقيق.
وقد مر على لينا جربوني خلال تواجدها بالأسر منذ عام 2001 ما يقارب 3000 أسيرة فلسطينية، وأعطت اهتمام خاص بالأسيرات القاصرات والأسيرات الأمهات كبيرات السن والمريضات، وخاضت مواجهات مع إدارة السجن من أجل تحسين شروط الحياة للاسيرات والتعامل معهن بكرامة واحترام.
وقد حافظت لينا من خلال موقعها بالسجن على الوحدة الجماعية للأسيرات وجسدت الوحدة الوطنية بين الأسيرات وهذا ما جعل منها قائدة وطنية بامتياز، وحولت السجن إلى مدرسة للتربية والتعليم للأسيرات الوافدات.
"لقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عن الأسيرة لينا جربوني سواء في المفاوضات أو في صفقات التبادل بإدعاء أنها تشكل خطراً على أمن الاحتلال، وحاولت السلطات المصرية الافراج عنها بعد أن تم استثناءها من صفقة تبادل شاليط، ولكن هذه الجهود باءت بالفشل.
لينا جربوني، أصبحت عنوان للمرأة الفلسطينية المناضلة، وعنوان لمواجهة ظروف السجن القاسية، وذلك من خلال الاضرابات عن الطعام ومشاركة الأسرى في كافة الخطوات النضالية التي خاضوها خلال السنوات السابقة.
لقد استطاعت لينا أن تفرض على إدارة سجون الاحتلال، فصل الأسيرات الأمنيات عن الجنائيات، ورفضت سياسة التمييز بين أسيرات من الداخل 1948 والأسيرات من الضفة وغزة والقدس، رافضة كل مخططات سلخ وفصل الفلسطينيين من الداخل عن جذورهم وانتمائهم الفلسطيني.
وتعشق لينا جربوني القراءة والمطالعة واقتناء الكتب، ويوجد داخل السجن مكتبة زاخرة بالكتب في مختلف المجالات الادبية والفكرية والسياسية وتملك حس ادبي مرهف وقدرة بلاغية رائعة حسب ما وصفته الاسيرات.
وتعاني لينا جربوني من تورم واوجاع في القدمين أصيبت بها خلال سنوات الاعتقال، وكانت قد أجريت لها عملية للمرارة، ولا زالت تشكو من آلام بالرأس والقدمين.
يذكر أن الأسرى الذين يقضون أكثر سنوات اعتقال هم من الداخل الفلسطيني 1948، ويطلق عليهم "عمداء الأسرى" وهم، كريم يونس وماهر يونس ولينا جربوني.