القدس المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: أثارت حادثة اختفاء طفل من القدس مخاوف وتساؤلات كبيرة، لكنّ أهم ما يُلاحظ هو عِظم حالة التكاتف بين الأهالي بالقدس، وتصديهم للاحتلال وبقاء القدس حيّة في أذهانهم.
فالليلة الماضية اختفى الطفل يزن الشرباتي، في أحراش منتزه "كنده" قرب قرية عمواس المهجرة، حيث كان بين أهله وذهب ليلتقط زهر اللوز، وضلّ طريقه منذ الخامسة والنصف وحتى ساعات المساء دون أن يعرف ذووه مكانًا له، وهو طالب الصف الثاني في مدرسة الابراهيمية الابتدائية، ودارت الشكوك والمخاوف حينها من قيام المستوطنين باختطافه.
وسادت حالة من التوتر الشديد المنطقة بأكملها، نظرًا لصعوبة البحث عن الطفل وسط كثاقة الأشجار الحرجية، إضافة إلى حلول المساء وهو ما دفع طواقم التطوع للبحث عنّه في أرجاء المنطقة، كما هبّ شبان من مناطق مختلفة للمساعدة.
بعد ساعات من اختفائه، شكّل أهالي القدس حاضنة شعبية لأهله وفرق عاملة للبحث عنه بكافة المناطق، بالرغم من شرطة الاحتلال لا تبذل أي جهد لمتابعة قضايا الفلسطينيين داخل القدس المحتلة، إلا أن أهالي القدس نجحوا بالوصول إليه وإرجاعه إلى أهله من خلال تكاتفهم.
وأقيمت الاحتفالات التلقائية عقب العثور على الطفل يزن، بوجود عائلته وعدد كبير من الأهالي الذين اجتمعوا لتهنئة أسرته بسلامة نجلهم، إلا أن القدس كانت حاضرة أيضًا، حيث هتف المتواجدون بالنشيد "أنا ابن القدس ومن هون".
كما هتف الحاضرون في المكان بعبارات وطنيّة، منها "الله، فلسطين، القدس عربيّة" معبرين عن فخرهم بتعاونهم وترابطهم الاجتماعي الذي لم ينل منه الاحتلال، واعتزازهم بوطنيتهم وعروبتهم.