فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: قالت تقرير للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين المحتلة: "إن جنود الاحتلال الإسرائيلي يعاملون الأطفال خلال اقتحام منازل عائلاتهم بـأساليب "العصابات"، وأوردت العديد من شهادات الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال على يد جيش الاحتلال، والذين أصبحوا يعانون من أمراض نفسية نتيجة ذلك.
ومن بين الحالات التي وثقتها الحركة وأوردتها في تقريرها الطفل (م. ش) 17 عاما وهو من سكان من حارة أبو اسنينة بمدينة الخليل، الذي كشف عن تعرضه للتهديد والضرب من قبل جنود الاحتلال الذين اقتحموا منزل عائلته بحجة التفتيش عن أسلحة.
وقال الطفل في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن جنود الاحتلال اقتحموا منزل العائلة في حوالي الساعة الـ12.40 بعد منتصف ليلة يوم 3/1/2017، وأرغموا أفراد العائلة على التجمع في غرفة واحدة، ومن ثم اقتادوا والده للخارج لعدة دقائق، قبل أن يعود أحد الجنود ويكبل يديه للخلف بمرابط بلاستيكية ويقتاده وحده إلى صالون المنزل.
وأضاف أن أحد الجنود اعتدى عليه بالضرب وتحطيم محتويات المنزل أمام عينيه، ومن ثم أحضر جنديا آخر بشرته سوداء وقال له إن هذا الجندي قد قتل شقيقه وسيتركه معه ليقتله انتقاما لشقيقه، مشيرا إلى أن الجندي صاحب البشرة السوداء أخذ يهدده ويحاول الوصول إليه من أجل ضربه، في حين كان الضابط يحول دون ذلك، وفي الوقت نفسه يسأل الطفل عن الأسلحة وأين توجد.
وتابع الطفل: "عندما أنكرت وجود أسلحة في المنزل استمر الجنود بتحطيم محتوياته، ومن ثم اقتادوني إلى مخزن أسفل المنزل معتم توجد به قطع سيارات، ودفعني أحدهم فسقطت أرضا على قطع السيارات، وكنت ما زلت مكبل اليدين، فطلب مني النهوض، وعندما فعلت أجلسني على خلاطة باطون صغيرة وأعاد سؤالي عن الأسلحة، وكان يضربني بين الفينة والأخرى هو وجنديان آخران، ومن ثم قال لي إن معي خمس دقائق فقط لأفكر وأخبره عن الأسلحة وإلا فإنه سيواصل ضربي ومن ثم يعتقلني".
وأضاف، في إفادته، "غادر الجنود وتركوني وحيدا في المخزن المظلم مكبل اليدين، وبعدما يقارب من الخمس دقائق عاد أحدهم وكان يرتدي خوذة عليها كشاف وأخرج سكينا من جيبه ووضعها على رقبتي وقال إنه سيقتلني إذا لم أخبره عن مكان وجود السلاح، وعندها شعرت بخوف شديد، ونفيت وجود أسلحة في المنزل، ليعيدني الجنود إلى أهلي بعد ما يقارب الساعة من الخوف والرعب".
ووفق البيان، فقد أفاد م.ش بأنه علم من أسرته أن الجنود حققوا أيضا مع شقيقه أحمد البالغ من العمر 4 سنوات وحده، ورفضوا أن ترافقه والدته، وأن أحمد أخبر والدته بعد عودته أنه لا يريد أن يموت وأن الجنود سألوه عن سلاح والده، وأن أحدهم هدده بالقتل إن لم يخبره عن مكانه، وأن علامات الخوف والرعب والبكاء كانت ظاهرة عليه.
أما في مخيم الفوار، بمحافظة الخليل أيضا، وفي التاريخ ذاته، اقتحم جنود الاحتلال منزل عائلة الطفل محمد القواسمة (11 عاما) في حوالي الساعة 2.30 فجرا.
وقال الطفل القواسمة، في إفادته للحركة، إن الجنود خلال تفتيشهم المنزل وجدوا حذاء ولباسا عسكريين و"جراب" مسدس تعود لشقيقه الذي يعمل في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فجن جنونهم ووضعوا أفراد العائلة في غرفة واحدة، وبدأوا بتحطيم محتويات المنزل وخلط المواد التموينية ببعضها.
وأضاف أن الجنود أحضروا مجندة للمنزل تمسك بكلبين بوليسيين، وقامت بتفتيش المنزل مستخدمة الكلبين، ومن ثم حضر جندي كان يرتدي قناعا على وجهه ويتحدث العربية بطلاقة وأخرجه خارج الغرفة.
وقال القواسمة: أخذني الجندي إلى غرفة ثانية وحدي وكبل يديّ بمربط بلاستيكي للأمام، ومن ثم أمسك بملابسي من عند رقبتي وأخذ يهزني بقوة ويسألني عن السلاح، فقلت له إنه لا يوجد عندنا سلاح، وعندها قام بجلب أحد الكلاب وقربه مني لإخافتي وكرر الأمر عدة مرات، وعندها بدأت بالصراخ، حضر والدي بعد أن تعارك مع الجنود وأخذني معه للغرفة التي يوجد بها بقية أفراد أسرتي، وبقيت هناك مكبل اليدين حتى غادر الجنود المنزل.
وتابع ان الجنود استولوا على أغراض شقيقه العسكرية، كما تركوا بلاغين لمراجعة مخابراتهم، له ولشقيقه الذي يعمل في الأمن الفلسطيني.
أما الطفل طارق اشتيوي (12 عاما) من كفر قدوم بمحافظة قلقيلية، فتعرض للتهديد من قبل جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه أو اعتقاله، في حال شارك في المسيرة السلمية الأسبوعية التي تخرج في القرية للمطالبة بفتح مدخلها الرئيسي المغلق منذ حوالي 14 عاما.
وقال الطفل اشتيوي، في إفادته للحركة، إن جنود الاحتلال اقتحموا منزل عائلته بتاريخ 5/1/2017 في حوالي الساعة الواحدة فجرا، وانه استيقظ مفزوعا على صوت صراخ داخل المنزل، وعندما فتح باب غرفته تفاجأ بأحد الجنود يقف على الباب وكان مقنعا.
وأضاف: "سألني الجندي باللغة العربية عن اسمي، فقلت له طارق، فاقتادني إلى الغرفة التي يتواجد بها والداي، وهناك بدأ التحقيق معي عن اسمي وعمري، وسألني إن كنت أشارك في المسيرة، فقلت له لا، فقال إن رأيتك في المسيرة سأطلق النار عليك أو سأعتقلك".
وأوضح الطفل أن شقيقه مالك (11 عاما) الذي كان ينام معه في الغرفة ذاتها، ووالده، تعرضا للتهديد نفسه من قبل جنود الاحتلال، مشيرا إلى أن شقيقته الصغرى شهد (10 سنوات) أصبحت تخاف النوم وحدها منذ ذلك اليوم.