لا شك أن الإجابة على تساؤل دلالات فوز حركة الشبيبة الطلابية في انتخابات المجالس الطلابية في الضفة الغربية يحتاج الى بحث واحصاءات على مر السنوات العشر الاخيرة والتي هي مرحلة من مراحل القضية الفلسطينية ان لم تكن اهمها ولكن في محاولة لتبسيط الامور ربما نجمل بعض الملاحظات على اعتبار ان أي انتخابات فلسطينية مهما كان نوعها تكون قائمة على الاساس السياسي وليس الخدماتي " نقابات او بلديات او مجالس طلبة او حتى ربما فريق كرة قدم " وكأن فلسطين ينقصها كوادر سياسية ؟؟ علما ان ابرز ما يميز فلسطين هو ضعف امكانياتها في الكوادر الخدماتية وخير دليل هو اداء البلديات بشكل عام والنقابات ايضا .
فازت ممثل فتح " الشبيبة الطلابية " في كافة الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية بنسب متفاوتة ربما ابرزها واقواها في جامعة النجاح وانا هنا اقف عكس الرأي القائل بأن الظروف المناخية وطبيعة الحكم في الضفة السبب فالظروف السياسية يجب ان تكون تقف بمصلحة الكتلة الاسلامية ممثل حماس ولو كنتم مطلعين على وجوه بعض قيادات حركة الشبيبة الفتحاوية قبل الانتخابات لتوقعتم نتيجة كارثية فمثلا الحرب الاخيرة على غزة كانت لتعزز موقف الحركة الاسلامية وما حققته المقاومة الفلسطينية فيها صفقة شاليط وتبادل الاسرى ايضا كل هذه عوامل دعت الكتلة الاسلامية للمشاركة بعد سنوات الانقطاع ولكن النتيجة جائت مفاجئة لهم وانتصرت الشبيبة ممثلة فتح . ربما من أهم اسباب انتصار الشبيبة التالي : أولاً : طريقة حكم حماس لقطاع غزة وكيفية تصريفها للامور هناك وما يتم نشره اول بأول على مواقع التواصل الاجتماي من فيديوهات لراديكالية بعض التصرفات وتناقض بعض الافكار لدى قيادييها واخيرا موضوع اجبار الطلاب والطالبات على لبس ومظهر معين بل وتعذيب من يخالفهم كل هذه الاسباب ادت الى النفور ولو بشكل قليل من الحركة ناهيك عن الطريقة التي يحكم فيها الاخوان المسلمين في الدول العربية المجاورة . ثانيا : استمرار ممثلي حركة حماس في الجامعات بمهاجمة الشبيبة الطلابية ومعايرتها بأداء السلطة الفلسطينية سياسيا بدون محاولة منها لتعزيز دور الخدمات متناسين ان حركتهم تحكم القطاع بشكل كارثي ايضا . ثالثا : ضعف وفتور اليسار الفلسطيني بشكل عام وفي الجامعات بشكل خاص ولربما الوصول لمرحلة الانقراض السياسي.الانتخابات الجامعية لها اهميتها لدى الحركتين لما تعتبره استفتاء شعبي عليهما وهذا العام كما دوما يعكس مكانة الحركتين شعبيا فما حققته حماس ايضا ملموس وقوي ويدل على مكانة قوية وشعبية في كل التكتلات المجتمعية الا ان انتصار فتح في كل الجامعات يدل على انها لازالت رغم كل الملاحظات التي يمكن ان تسجلها عليها التنظيم الاقوى جماهيريا وانها تحظى بثقة واسعة من ابناء الشعب .
انتهت اعراس الديمقراطية في الجامعات الفلسطينية فكان من الجيد ان تعود المنافسة الانتخابية الى اذهان الطلبة والذين كانوا روح وجسد العمل النضالي الفلسطيني سابقا في اوج لحظات القضية الفلسطينية حساسية ليعكسوا حالة كبيرة من الوعي في فترة السبعينات والثمانينات واوائل الالفية الثانية في اوج الانتفاضة الثانية ولكن الان تتفاجأ لتشاهد قوة تأثير البعد السياسي على انعكاس الاصوات في الصناديق وانقسام الاصوات انقسام الاحزاب السياسية انقسام الوان علم البلد . ان هذه الانتخابات اثبتت وبلا ادنى شك ان ثقافة الانقسام هي ثقافة شعبية وليست على مستوى القيادات العليا لانك ستجد القاعدة منقسمة حتى في ابسط الطقوس وتمام العبودية لحزب على حساب الاخر من بداية ترديد الشعارات او رفع البيارق التي تخلو من علم البلد الى تتبع اخطاء الاخر ومعايرته سياسيا وليس على ما قدمه او ما سيقدمه للمجتمع الطلابي اذا انتصر . في نهاية هذه الكلمات لابد من الاشادة ولو بشكل عام بأن الانتخابات الجامعية ظاهرة صحية يجب ان تنتقل عدواها الى جامعات قطاع غزة.