فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: تؤكد المعطيات على الأرض أن ما قاله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل يومين أمام مجلس حكومته المصغر (الكابينت) من أنه "سيرفع القيود" عن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية لم يكن إلا ذرا للرماد بالعيون، كون الاستيطان لم يتوقف أصلا، بل ارتفع بوتيرة مخيفة خلال الفترة القليلة الماضية.
ويُجمع سياسيون ومسؤولون فلسطينيون، أن "إسرائيل" ماضية بالاستيطان بما يضمن منع دولة فلسطينية ويعزل الضفة داخل كنتونات، دون الاكتراث لموقف دولي أو رئيس جديد أو قديم لـ الولايات المتحدة الأميركية
ويقول خليل التفكجي خبير الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس إن إسرائيل لا تتعامل بردات الفعل، وإن ما أعلن عنه من بناء للوحدات الاستيطانية مع تولي ترمب الرئاسة كان مطروحا ويسير قدما "دون العلن" وكله وفق مخططات كالقدس عام 2020 والضفة الغربية 1979 (مشروع نتنياهو دروبلس).
| خليل التفكجي: إسرائيل تسعى لإقامة مشاريع استيطانية كثيرة بالضفة والقدس |
عزل وكنتونات من جهته، يرى المفكر الفلسطيني د. مصطفى البرغوثي أنه لا بد من استغلال قرار مجلس الأمن الأخير للرد على استمرار إسرائيل بالاستيطان، وإسناده بحركة المقاطعة وفرض العقوبات عليها. وقال إن السلطة تدرك أننا لسنا بمرحلة حل أو مفاوضات، وإنما بحالة مواجهة وتصعيد للمقاومة الشعبية والمقاطعة لإسرائيل، وبالتالي عليها إنهاء الانقسام، وتوحيد الصف الوطني للتصدي لشأن لا يقل خطورة عن الاستيطان، وهو حديث نتنياهو عن "دولة ناقص" غير كاملة، والذي يؤكد بدء الترويج لفكرة "كنتونات ومعازل" بعيدا عن الدولة. وبين البرغوثي أن الانحياز الأميركي لإسرائيل ليس جديدا وأن ما ينذر بالخطر هو "العناصر الصهيونية" التي اختارها ترمب بحكومته ويدعو بعضها إلى نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كزوج ابنته الذي ينوي تعيينه مبعوثا للشرق الأوسط، وديفد فريدمان السفير الأميركي بإسرائيل الذي طالب بضم أجزاء من الضفة لإسرائيل وشارك وتطوع بنشاطات استيطانية ودعمها ماليا. ورغم ذلك، يؤكد البرغوثي أن العالم ليس مستباحا بالكامل لإسرائيل وأن على الفلسطينيين مواصلة النضال والضغط محليا ودوليا لتحقيق مطالبهم. | وليد عساف: المقاومة الشعبية وخيارات أخرى أمام السلطة لوقف الاستيطان |



