عمّان- خاص قُدس الإخبارية: لم يرونه منذ سنوات طوال، عقب اعتقاله لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي، والحكم عليه بخمس مؤبدات لاتهامه بأعمال فدائية ضدّها، مُنع خلال سنوات أسره من لقاء عائلته وزيارة أشقائه في الأردن له، حتى أضرب عن الطعام واتخذوا خطوات تصعيدية لتقريب اللقاء، إلا أن ذلك لم يتم أيضًا.

ويعتقل الأسير الأردني منير عبد الله مرعي منذ أكثر من 14 عامًا، لم يلتقي فيها أحدًا من أشقائه الذين تفرقوا عنه قبل اعتقاله أيضًا، بالرغم من المطالبات الكثيرة التي رفعت للحكومة الاردنية بعدما منعت سلطات الاحتلال الزيارة عنه ووضع شروط قاسية حولها.

شاهين مرعي، شقيق الأسير منير، اعتصم أمام وزارة الخارجية في العاصمة الأردنية عمّان لمدة 22 يومًا، لدفع الحكومة إلى الضغط على الاحتلال وتنسيق زيارة مستعجلة لشقيقه الأسرى تجمعه بشقيقاته أيضًا، وبشروط عائلية خاصة.

وكانت العائلة طالبت بزيارة للأسير منير، تتضمن وقتًا إضافيًا لمدة ساعتين وألا تكون الزيارة لمدة 40 دقيقة فقط، كما اشترطوا ألا يفصل بينهم الزجاج العازل وأن يتحدثوا إليه مباشرة ويجلسوا معه بشكل وجاهي، إضافة إلى السماح بادخال الأغراض والملابس والحاجيات، وذلك وسط تعنت اسرائيلي واضح.

وبعد أيام من الاضراب والمطالبات والتأكيدات، تقررت زيارة عائلة مرعي لنجلهم الأسير بعد غياب لسنوات، يتطلب منهم السفر إلى فلسطين المحتلة وانتظار لقائه في الموعد المحدد، إلا أن ذلك لم يتم لأن أي من المطالبات لم يتم تحقيقها.

وقال أشقاء الأسير الأردني منير مرعي إنهم لم يتمكنوا من رؤية شقيقهم داخل سجون الاحتلال بعد وصولهم إلى السجن، وذلك لأن شروط الزيارة لم تتحقق فرفض الأسير مرعي النزول للزيارة ورؤية أشقائه.

ويؤكد أخوة الأسير أنهم وصلوا إلى المعبر ولم ترسل السفارة الأردنية في فلسطين المحتلة أي مندوب لاستقبالهم على المعبر ولم يتواجد أي مندوب للسفارة أمام السجن، وأضافوا " تم التنسيق من الأردن مع أحد المحامين من الداخل الفلسطيني للاستقبال والمرافقة للسجن"

وبحسب العائلة، فانه عند وصولهم للسجن أبلغت إدارة السجن المحامي أنها اتفقت مع القنصل الأردني على أن تكون الزيارة لمدة ٤٠ دقيقة فقط ومغلقة من خلال الزجاج وباستعمال الهاتف، وهذا يعارض مطالب أهل الأسير مرعي المتكررة والعديدة للخارجية الأردنية بالتنسيق لزيارة مفتوحة "من غير زجاج فاصل" وأن تكون الزيارة لمدة ساعتين على الأقل، إلا أن الخارجية ماطلت ولم تعطي ردًا حتى ساعة توجّه الأخوة للزيارة.

وأضاف شقيق الأسير مرعي لـ قُدس الإخبارية، " أن وزارة الخارجية الأردنية تعلم بأن الأسير منير مرعي لن ينزل للزيارة دون تحقيق شروط الزيارة التي أنجزها الأسرى الأردنيين خلال الإضراب الذي خاضوه عام ٢٠١٣، والتي تنص على أن تكون زيارات الأسرى الأردنيين في المستقبل زيارات مفتوحة ولمدة ساعتين مع إدخال أغراض ومستلزمات شخصية إلا أن الخارجية للأسف لم تأبه لهذا الكلام" .

وبالفعل امتنع الأسير مرعي من النزول للزيارة ردًا على الشروط التي وضعت للزيارة علمًا أن شقيقاته لم يرونه منذ ١٧ عامًا وشقيقه منذ ٢٦ عامًا، فتوجًه أخوه وشقيقاته لأحد فنادق مدينة القدس المحتلة، بانتظار أن تتحرك وزارة الخارجية والسفارة الأردنية في فلسطين المحتلة.

وهدّد شقيقه شاهين والذي اعتصم مسبقًا لمدة 22 يومًا أمام وزارة الخارجية الأردنية أنه "إذا لم تتم الزيارة وعاد إخوتي من فلسطين المحتلة دون تحقيق الزيارة سنعلن عن خطوات احتجاجية قد تتجاوز الاعتصام الدائم والإضراب الجماعي عن الطعام أمام وزارة الخارجية الاردنية في عمان".

ودعت اللجنة الوطنية للأسرى المفقودين بسجون الاحتلال الاسرائيلي ونقابة المهندسين الأردنيين وعائلة الأسير منير مرعي الأهالي الأردنيين، للاعتصام؛ وردًا على تقصير وزارة الخارجية والسفير وليد عبيدات في عدم تطبيق شروط الزيارة المتفق عليها.

يذكر أن الأسير الأردني منير عبد الله مرعي معتقل منذ الثاني من نيسان 2003م، ومحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات، وخاض إضرابًا طويلًا عن الطعام لتحقيق مطالبه ورؤية عائلته.