فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: سألوه "انت بدك توكل عنب والا تقاتل الناطور؟!"، صمت لبرهة وأجاب بهدوء: "بدي أوكل عنب وأخبط في بطن الناطور"، وذهبت مثلا بينهم ليصفوا أطباع هيثم بها، حتى انهم خطوها بالكلور على تيشيرت أسود وأهدوه إياها في يوم العيد.
هذه قصة هيثم سياج مع رفاق السجن كما عرفوه، هيثم الذي اعتقل في 21/10 من بيته في الخليل وتعرض للاعتداء من جنود الاحتلال، وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ورافق المقطع حملة من الناس المشفقين على هيثم ونزع صفة البطولة عنه وإلزامه بموقع الضحية، ولا يخفى أن كل من تحت الاستعمار هو ضحية إلا أن هذا لا ينفي البطولة.
والله ليس هيثم من يُشفق عليه او يُبكى عليه، فإن أردتم فاشفقوا على أنفسكم وابكوا كراماتكم المهدورة فهذا رجل لم يكن ليساوم على كرامته مهما كان الثمن وأكرر مهما كان الثمن، وعطفا على ما كتبته والدته على حسابها على الفيسبوك عن رده على عناصر الشرطة الفلسطينية عند اعتقاله يوم ضربوه وكسروا أضلاع أحد رفاقه، فقد استبسل في الدفاع عن نفسه ورفاقه، وسأحدثكم في السطور القادمة عن هيثم كما رواها هو ومن اعتقلوا معه في رام الله واريحا وبتونيا.
هيثما للحق
كانت قصيدة "لا تصالح" لأمل دنقل رفيقة هيثم في زنزانة مخابرات رام الله، زنزانة بحجم 70*180 وباب حديدي سميك فيه شباك صغير بحجم 15*20 يغلق بمزلاج حديدي صغير والباب أيضا له مزلاج حديدي كبير يدفع ليدخل في إطار الباب وللمزلاج يد ينزلها الحارس للأسفل ليصبح الباب محكم الإغلاق، وتقع الزنزانة في صف طويل من الزنازين المتلاصقة المقابلة لموقع وجود الحارس، ويطلق عناصر المخابرات على هذا القبو "السجن"، ولسجنهم باب حديدي يقع بالضبط بجانب سرير الحارس، ويفضي الباب إلى ساحة أو كما اصطلحت الحركة الأسيرة على تسميتها "الفورة"، والفورة عبارة عن ساحة كبيرة محاطة ومسقوفة بقضبان حديدية، ومن ثم سور عالي الارتفاع وحراسة دائمة للمبنى.
وإن كنت لا تعرف أين يقع مبنى مخابرات رام الله، فإنه يقع في قلب المربع الأمني للسلطة الفلسطينية، ويبعد أقل من مئة متر عن بيت محمود عباس، وبالإضافة لحراسة المبنى من قبل عناصر المخابرات، فإن المبنى ضمنيا يقع أيضا في حراسة الحرس الرئاسي، والحرس الرئاسي يشكل خمس دوائر أمنية للحراسة في تلك المنطقة، ويقع مبنى المخابرات ضمن دائرة الحراسة الثانية.
في ظل هذه الظروف قرر هيثم الفرار من السجن، وعليه أن يجتاز عقبة فتح شباك الباب ثم باب الزنزانة ثم باب السجن ثم الخروج من القضبان الحديدية للفورة ثم القفز عن سور المبنى المحروس بالكاميرات والعناصر على مدى 24 ساعة ثم تخطي 4 دوائر أمنية للحرس الرئاسي والدوريات الأمنية.
لم يكن القرار بالفرار التام، بل قرر الهروب لعدة ساعات ومن ثم العودة بإرادته لأن "كل شيء بوقته حلو" فليس هيثم من ينام على ضيم، ولقيام المخابرات بعزل أحد رفاقه في مكان آخر منعا للاتصال، كان الهدف من الفرار من السجن تأديب عناصر وضباط دائرة التحقيق الذين عذبوا ونكلوا بالمعتقلين واستهزؤوا بهم مرارا وتكرارا.
والاستهزاء هو أداة تحقيق لهدم الدفاعات النفسية للمعتقلين، ولم يكن هيثم ليرفع شكوى عبر المؤسسات الحقوقية لأنه يعرف "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم"، ولم يسبق أن أثبت معتقل سياسي التعذيب الذي وقع به في سجون السلطة، ولم يكن لهيثم أن يقبل مقابلة الصليب الأحمر، فقد رفض مرارا وتكرارا هو ورفاقه مقابلة الصليب الأحمر احتجاجا على الموقف المتآمر للصليب الأحمر ضد الأسرى في سجون الاحتلال.
وانطلاقا من مبادئ صلبة لديهم يرفضون الاستقواء بالأجنبي مهما كان حتى لو كان الصليب الأحمر، والتأديب هنا يأتي على شكلين، الأول بتعريض طاقم التحقيق للمحاكمة العسكرية لهروب سجين في عهدتهم والثاني لـ"كسر عينهم والتعليم عليهم" ورفع معنويات المعتقلين.
على شاكلة برنامج "هروب ماكر" الذي تبثه قناة ناشيونال جيوغرافيك خط هيثم خطته للفرار، والأدهى من هذا أنه أخبر ضباط المخابرات بنيته الهروب ليثبت للمستهزئين هؤلاء والمدعين للحرفية بأنهم "لا تفهمون الأمن" بحسب تعبيره لهم، وقد قام بالرهان مع أحد الحراس على هذا.
في اليوم الرابع والعشرين للاعتقال كان قد أعد كل شيء للهروب وكان هذا اليوم المناسب فأسوأ حارس وأكثرهم لؤما موجود، وطاقم الجلادين موجود.
قام بفك علبة السجائر وطويها على شكل عصا صغيرة لتأخذ صلابة أكثر، واستخدمها لفتح مزلاج شباك الزنزانة، وقام بصنع أنبوب كرتوني بطول 40 سم عبر فك علبة شيبس من نوع "برينجلز" كانت قد احضرتها عائلته في الزيارة لمعرفتهم بأنه يحبها، وبعد فك كرتون العلبة أعاد لفها وأحكمها، وكان لا بد من رفع يد المزلاج الحديدي الكبير للباب فاستخدم شلحته الصيفية عبر محاولات متكررة منه لرمي الشلحة وتعليق يد المزلاج بها ليرفعها، بعد المحاولة الرابعة نجح في هذا، ودفع المزلاج بهدوء باستخدام الأنبوب الكرتوني.
ثم توجه لأحد المعتقلين وفتح زنزانته وتسلل للباب الرئيسي للسجن، الذي يقع بالقرب من سرير الحارس الذي كان يغط في النوم، فتح هو وزميله باب السجن ومن ثم تذكر أنه لا يملك ولاعة، فعاد وسرق ولاعة الحارس الموضوعة على الطاولة أمامه، وخرجا من الباب ومن ثم كان قد حدد وجود فراغ في القضبان الحديدية التي تسقف الفورة، فراغ أكبر من الفراغات الأخرى، زميل هيثم لطوله، رفع هيثم إلى تلك الفتحة وخرج هيثم منها ليسحب زميله، ثم تسللا بجانب السور بهدوء وتسلقا السور وقفزا، بعد أن عرفا أن الكاميرات معطلة واكتشفا بأن الحراس شبه نيام، واتخذا طريقا في الأراضي الزراعية وليس الشارع باتجاه سردا، ومن ثم انحرفوا باتجاه البيرة عبر طريق أخرى لا تمر بشارع الإرسال حيث المربع الأمني.
بعد سبع ساعات من الهروب، أنهى الحارس المناوب مناوبنته دون أن يعرف بهروبهما، ليتصادف أن الحارس المناوب لهذا اليوم هو نفسه الحارس الذي عقد مع هيثم الرهان، في الساعة العاشرة صباحا أحضر الحارس وجبات الفطور، وبدأ ينادي على هيثم لاستلام فطوره فلم يجب هيثم الذي كان قد وضع عدة أغطية شكلها على شكل إنسان في فراشه، وأكمل الحارس دورة توزيع الطعام وعندما وصل إلى زنزانة زميل هيثم رأها فارغة فظن أنه في جلسة تحقيق، ومن المضحك أن كل المعتقلين الموجودين في الزنزاين وكانوا 13 معتقلا كانوا يعرفون بهروب هيثم وزميله فقد شاهدوهما وهما يتسسلان خارجا، والتزموا الصمت والهدوء حتى أنهم تيمموا لصلاة الفجر في ذلك اليوم لكي لا يستيقظ الحارس قبل أن يكونا قد ابتعدا.
عندما أنهى الحارس دورته في توزيع وجبات الفطور عاد إلى زنزانة هيثم وفتح الشباك وبدأ ينادي عليه، وعندما لم يستجب هيثم ظن الحارس أن هيثم قد مات، فأبلغ دائرة التحقيق، فطلبوا منه فتح الزنزانة ودخولها، وعندما دخل الحارس الزنزانة ورفع الغطاء اكتشف هروب هيثم فبدأ يصيح ويصرخ.
هرب هيثم وزميله الساعة الثالثة فجرا وعادا الساعة الحادية عشر ظهرا بعد أن انقلبت الدنيا وتم وقف طاقم التحقيق وبدء عمليات التمشيط والبحث عنهما.
عندما عادا حقق طاقم من مفتشي المخابرات معهما عن كيفية الهروب وعندما سألوهم لماذا هربتم أجابوا "عشان نثبتلهم إنهم ما بيفهموا أمن"، ولماذا عدتم أجابوا، "لأننا نحن من يقرر متى نتحرر وكل إشي بوقته حلو"،
في اليوم التالي تم نقل المعتقلين الستة إلى سجن التحقيق المركزي للمخابرات العامة في أريحا، وحكم على الحارس بالسجن 6 أشهر، وركن قيد حارس آخر، وحارس ثالث قدم استقالته، وتعرض كامل طاقم التحقيق للإقامة الجبرية داخل مبنى المخابرات لمدة شهر ممنوع أن يخرجوا منه بالإضافة لنقل الضابط المناوب في ذلك اليوم.
سياجا لرفاقه
على عكس الشائع، فإن سجن مخابرات أريحا كان جنة لهم حسب وصفهم مقارنة بزنازين رام الله، ولم يكن السجن إلا خرابة عند وصولهم فانتخبوا هيثم ليكون مسؤول الانضباط داخل القسم لحزمه، فكلماته محسوبة وحتى ابتساماته لها مقدار، وقوته وأخلاقه وتجربته الاعتقالية عند الاحتلال التي تؤهله لمعرفة قوانين الانضباط والنظافة والالتزام، ويحتوي القسم على عدة معتقلين سياسيين بالإضافة لوجود معتقلين جنائيين وسجناء بتهم العمالة للاحتلال أو تسريب أراضي، حيث يتم خلط السجناء المتهمين بالجاسوسية مع المناضلين إمعانا في إذلال وإهانة المناضلين.
ومنذ الأسبوع الأول فرض هيثم القوانين والنظام والانضباط، وفصل المتهمين بالعمالة عن المعتقلين السياسيين وألزم المعتقلين السياسيين بحضور الجلسات الثقافية والقراءة، وفرض نظام تكافل اجتماعي بحيث أن كل المواد الغذائية التي يحضرها الأهل أو يتم شرائها عبر الكانتين وتوضع في الثلاجة المشتركة للقسم هي ملك جماعي، وقد اكتشف رفاقه أن هذا الفتى يتوقد ذكاء وشجاعة وحزما وإصرارا وعزيمة، هذا الفتى الذي لم ينهي دراسة الثانوية العامة لأنه كان معتقلا عند الاحتلال كان أكثرهم التزاما ورغبة في التعلم والقراءة وتوسيع معارفه ودراسة اللغة الإنجليزية، خصوصا وأنه تعلم اللغة العبرية في اعتقاله في سجون الاحتلال، وأكثرهم جلدا على تحمل حصص شرح الكتب الطويلة والمملة والمعقدة.
بعد الأسبوع الأول بدأت عملية كسر عظم بين المعتقلين الستة وضباط السجن، وكانت سمعة المعتقلين قد سبقتهم، ليحسم هيثم أول احتكاك لصالح المعتقلين عندما قام ضابط بمحاولة إهانتهم فما كان من هيثم إلا الصراخ عليه والهجوم لضربه لينسحب الضابط من القسم، ويقول رفاقه: "لولا شجاعة هيثم في ذلك الموقف لأصبحت أيامهم جحيما في السجن من تنكيل الضباط وبعض الحراس، إلا أن هيثم كان قد فرض معادلة سمحت للمعتقلين بالتعامل مع الإدارة بندية كاملة".
المعادلة التي فرضها هيثم بالإضافة لاتفاق المعتقلين السياسيين على إعادة وجبة طعام هي التي سمحت لهم بالحصول على 14 مطلب من أصل 15 قدموها لإدارة السجن، ومنها مطالب بسيطة جدا، كالطلب بدخول حلاق كل أسبوعين، وزيادة دقائق الاتصال لعشر دقائق بدلا من خمس دقائق، والسماح بدخول طعام الأهل في رمضان، ودخول مواد التنظيف.
بعد نصف ساعة من إرجاع الوجبات تم الاتفاق، إلا أن ذلك لم يعجب هيثم فهو كان ينتظر معركة وقد أعد لها بعد أن أمر كل المعتقلين السياسيين "بالبسطرة"، وهو مصطلح يعني لدى الحركة الأسيرة لبس البساطير أو الأحذية للاستعداد للاشتباك مع حراس السجن، وأمر بتغطية كاميرات المراقبة بالملابس الداخلية وإلزم المتهمين بالجوسسة بالتزام غرفهم وعدم التدخل، في ذلك اليوم قال لرفاقه: "بدي أوكل عنب وبدي أخبط في بطن الناطور"، في نفس الليلة تم تنفيذ الاتفاق.
لهذه المواقف كان رفاقه يسمونه "سياجنا"، هو من يحميهم ويسيج حاظرتهم ويمنع أي اعتداء أو إهانة لهم، وقد كانوا يتندرون بالمثل الشعبي "الشر سياج صحابه"، وحوروا المثل إلى "هيثم سياج صحابه".
واتسع ذلك السياج حتى للمعتقلين الجنائيين ومنهم 7 أطفال تم اعتقالهم برفقة 13 فتى على خلفية جريمة قتل، وتم التحرش جنسيا بالأطفال من قبل أحد المحققين أثناء وجودهم في الزنازين، إلا أنهم عندما نقلوهم إلى القسم دخلوا في سياج هيثم فحماهم من ذلك المحقق، وتم منع المساس بكرامة أي معتقل حتى الموقوفين بتهم جنائية انطلاقا من أن الكرامة الإنسانية حق.
ورغم هذا، فإن ذلك الضابط الذي اشتبك مع هيثم في أيامهم الأولى لم ينس ما حدث، ليبدأ بمحاولة التنكيل بالمعتقلين، لدرجة أنه كان يمنع زيارة أهلهم ويسمح لأهل المتهمين بالعمالة بالزيارة، لذلك اتفق المعتقلون السياسيون على تأديب ذلك الضابط عبر سحبه لوسط الساحة وضربه، وفي يوم مناوبة الضابط افتعل هيثم معه مشكلة إلا أن الضابط ذهب وأبلغ مدير السجن ليأتي المدير الذي كان لطيفا حسب وصفهم ولم يكن عندهم نية بضربه، ويفتح الباب ويعتدي على هيثم، في تلك اللحظة التي ضرب المدير فيها هيثم، انقض هيثم عليه وأشبعه لكمات وصفعات وركلات، للحظة ساد الوجوم على وجوه المعتقلين والحراس، فلم يتوقع أحد أن يتجرأ شخص ويضرب ضابط برتبة عالية يشغل منصب مدير التحقيق المركزي للمخابرات العامة في الضفة الغربية، وبعد ذلك انقض بعض المعتقلين على ذلك الضابط واشبعوه ضربا، ورغم هذا فإنه تم وقف هيثم لمدة ساعة واحدة في الزنزانة بعد أن أخرج المعتقلون كل فرشات السجن وهددوا بحرق السجن فاضطرت الإدارة للخضوع لهم، ولم يضرب هيثم ولم يتم عقابه وما أن انقضت تلك الساعة حتى كان قد كسر باب الزنزانة، بعد تلك الحادثة بأسبوعين تقرر نقل المعتقلين إلى سجن بتونيا.
ومن الجدير بالذكر أن المعتقلين قد شكوا بمحاولة اغتيال هيثم عبر دس مادة ما في سيجارة أعطاه إياها أحد المعتقلين الجنائيين، ليصاحبهم بعد ذلك هاجس كبير بحيث أنهم لم يأكلوا أو يشربوا أو يدخنوا من أحد إلا إذا كان ثقة حتى خروجهم من السجن ولا يجلسون إلا وظهورهم محمية ومنعوا دخول أي أحد إلى غرفتهم في سجن أريحا وإذا ناموا سهر أحدهم على حراسة الآخرين.
في سجن بتونيا كانت سمعتهم قد سبقتهم، لا أحد تقريبا يعرف التهم الموجهة لهم، لكن أثناء جلسات المحكمة كان سجناء بتونيا يلتقونهم في نظارة المحكمة ويلاحظون معاملة أفراد الأمن الخاصة لهم باحترام وإجلال فعرفوا أنهم معتقلون سياسيون، فهناك الكثير من عناصر الأمن صغار الرتبة ممن يتعاطفون مع المعتقلين السياسيين ويقدمون لهم سرا خدمات، لذلك ما إن دخلوا سجن بتونيا حتى استقبلهم السجناء الجنائيين بكل ترحاب واحترام.
وفي أحد الأيام، زار مدير مصلحة السجون السجن وأخذ جولة تفقدية للزنازين ليقف أمام هيثم الذي كان بالصدفة يلبس ذلك التيشرت الذي خط عليه "بدي أوكل عنب وبدي أخبط في بطن الناطور" ضحك المدير وقال لهيثم: "لا داعي للخبط في بطن الناطور"، وأمر بتوزيع العنب على كل سجناء سجن بتونيا الأربعمائة، انتشرت القصة في كل السجن وأصبح يشار إلى هيثم بالبنان بأن هذا الذي أطعم كل السجن عنبا.
هيثم هو صاحب فكرة الإضراب عن الطعام وأقنع رفاقه بها، وقد أجلوا الإضراب أكثر من مرة حتى أنهى الأسير بلال كايد إضرابه في سجون الاحتلال لكي لا يشتتوا أي جهد لدعمه، ولم يكونوا يعلموا بإضراب الأخوين البلبول والقاضي إلا بعد إبلاغهم إدارة السجن بإعلانهم الإضراب فلم يستطيعوا التراجع، وقد تحداهم مدير أمن السجن بأنه سيخلع بدلته العسكرية إذا استفادوا من إضرابهم، وفي يوم الإفراج اختفى مدير الأمن من أمامهم، إلا أن هيثم عند خروجه قال لأحد عناصر الأمن: "قل لمديرك إذا كان عنده شرف عسكري فليخلع بدلته".
اعتقل هيثم من بيته في الخليل من قبل قوات الاحتلال واعتدوا عليه لأنه رفض أن يعطيهم هويته ورفض أن يتم تكبيله وعصب عينيه، وادعى جنود الاحتلال أنه قام بضرب الضابط، هيثم شاب لا يعطي الدنية في كرامته لأحد لأنه هيثم الحق وسياج المستضعفين.