شبكة قدس الإخبارية

تفاصيل فريدة.. اكتشاف مقبرة فلسطينية في عسقلان

هيئة التحرير

عسقلان- قُدس الإخبارية: لأول مرّة، اكتُشفت مقبرة فلسطينية فريدة من نوعها تحتوي بحسب باحثين في موقع الحفر على هياكل عظمية لـ 200 إنسان، ووجدوا فيها أساليب دفن خاصة، حيث احتوت القبور على قطع سيراميك ومجوهرات وأسلحة وأمور أخرى.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن عملية البحث في الهياكل بمراحلها الأولى، لكن انتهاءها سيمكننا من استنباط الكثير حول خصائص المجتمع والثقافة الفلسطينية، مشيرة إلى أن 11 تموز الماضي شهد تنظيم مؤتمر ومعرض حول عمليات الحفر في منطقة “عسقلان” في متحف “روكفيلر” في القدس، وذلك احتفالًا بمرور ثلاثين عامًا على الحفريات والتنقيب في المنطقة.

وأضافت، أن الحاضرين للمؤتمر تحدثوا حول أنماط متنوعة لهياكل عظمية تعود لفترات مختلفة بحسب المعلومات الصادرة عن دائرة علم الآثار في المنطقة، وتحديدًا منذ الفترة البرونزية (أي قبل 4500 عام) حتى الفترة الصليبية (قبل 1000 عام)، كما سلط الضوء على الحقبة التاريخية الفلسطينية الممتدة من القرن الحادي عشر حتى الثامن قبل الميلاد، وفي المقابل لتأسيس “مملكة إسرائيل” في القدس وجبالها المحيطة، ازدهرت عدة مدن وقرى فلسطينية آنذاك، وكانت أهمها عسقلان لكونها منطقة ساحلية ومنخفضة

وأوضحت، أنها المرة الأولى التي يتم فيها حفر مقبرة فلسطينية، إذ تشير التقديرات بأن طرق الدفن الفلسطينية قريبة من الكنعانية، إذ اتخذوا الدفن في المُغُر طريقة، أو في مقابر ثانوية ليتم نقل الجثمان إلى المقبرة المركزية بعد سنة.

إن وجود المقبرة الفلسطينية في عسقلان قد تحيل الباحثين إلى إعادة التفكير من جديد في هذه القضية، حيث قال يقول ذلك رئيس بعثة الحفريات البروفيسور دانييل مستر “هناك الكثير من التخمينات، بحسب ما رأينا في مواقع عدة، والآن يجب إعادة النظر في كل ما بحثناه وشاهدناه واستنتجناه في مواقع مختلفة، وكل ما نعي أننا ندركه حول الموضوع” مضيفًا “تسمح لنا هذه المقبرة بالتعرف على الفلسطينيين من خلال أنفسهم وليس من خلال أعدائهم”.

وبحسب الصحيفة، فان المقبرة تقع بالقرب من أسوار البلدة، إذ كان الناس يدفنون على عمق ثلاثة أمتار من الرمال، حتى الآن تم اكتشاف قرابة 200 هيكل وبقايا عظام الرفات، ونصفهم من رجال والنصف الآخر نساء، كما أن جزءًا بسيطًا من الهياكل العظمية تعود لأطفال.

ويدفن الموتى بشكل بسيط تقريبًا، فغالبيتهم بلا أغراض شخصية. ومع ذلك، وجدت بعض هياكل النساء ترتدي مجوهرات، في حين وضعت أسلحة بجانب الرجال، حيث وجدت الكثير من السهام بجانب هيكل عظمي مدفون بجانب “وادي لوحيم” مع ذلك، الأمر الأكثر ميزة في عملية الدفن والذي يعطيها قيمة رمزية مختلفة؛ هو وجود جرار صغيرة "جرتين" من السراميك داخل القبور.

وفسّر الباحثون ذلك باعتقادهم، أن أهل المتوفى كانوا يضعون سائلًا معينًا داخل تلك الجرار، مثل النبيذ أو الزيت، إلا أن الجو والإقليم وطبقات الأرض والفترة الزمنية تعيق اكتشاف نوع السائل الذي وضع داخل قبور الفلسطينيين.

إلى جانب ذلك، دفن غالبية الموتى ووجوههم موجّه نحو الغرب باتجاه البحر، وأرجلهم باتجاه الشرق. على عكس غالبية الموتى، ودفن الأطفال ووجوههم موجهة نحو الأرض، ودفنت قلة قليلة في تابوت بعد حرق الجثة.

وتجري عمليات البحث تحت غطاء يمنع دخول أشعة الشمس بشكل مباشر كي لا تتأثر العظام وتتحلل وتفقد خواصها التي تساعد في البحث، وفي هذا السياق يقول مستر إن استمرار البحث سيؤدي لكشف معلومات حول التغذية والوضع الصحي وطبيعة حياة الفلسطينيين وأصولهم.

"إن إيجاد خاتم في القبر يمكّنك من معرفة أي إصبع لبسه، كما يمكنك قراءة العلاقة الإنسانية مع الأغراض في تلك الفترة، وعليه فإن هذه هي المرة الأولى التي يمكننا سماع قصة الفلسطينيين من الفلسطينيين بأنفسهم، وهذه أيضاً دلالة على الحياة من خلال الموت، كما أن “هذا الاكتشاف يحيل بنسبة 99% إلى الكتابة حول أنماط الدفن الفلسطينية من جديد”، يقول البروفيسور لورانس ستايجر من جامعة هارفارد.