رام الله – خاص قدس الإخبارية: توالت ردود الأفعال الرافضة لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي عبر من خلاله نيته المشاركة في جنازة رئيس كيان الاحتلال السابق "شمعون بيريس".
وتوفى بيرس عن عمر يناهز ٩٣ عاما إثر تعرضه لجلطة دماغية في ١٣ أيلول، ليدخل في حالة الموت السريري قبل أن يتم إعلان وفاته.
ورصدت شبكة قدس الإخبارية أولى ردود الفعل الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #تعزية_السفاح ، والتي عبر خلاله الفلسطينيون عن رفضهم المشاركة الفلسطينية والعربية في جنازة بيرس، الذي يعتبر أحد مؤسسي كيان الاحتلال، ومرتكب مجزرة قانا في جنوب لبنان عام ١٩٩٦.
وذكرت القناة الثانية الاسرائيلية، أن الرئيس عباس أعلن عن نيته حضور الجنازة غدًا، فيما أعلن مكتبه اليوم أنه طلب من السلطات الأمنية الإسرائيلية تنسيق مشاركته في جنازة بيرس مع وفد مرافق سيضم "صائب عريقات و حسين الشيخ و ماجد فرج ومحمد المدني".
وقال الرئيس الفلسطيني في برقية تعزية كانت ضمن أولى برقيات التعزية، "بيرس كان شريكاً في صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، كما بذل جهودًا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة في حياته”.
بدران جابر أحد قيادي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال في حديث لـ قدس الإخبارية، ""هذا تقبيل ليد جلاد يواصل انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني من عمليات اعدام ميدانية واستيطان وانتهاكات يومية ... هو فعل مرفوض تماما".
وبين جابر أن موقف الرئيس الفلسطيني من المشاركة في جنازة شمعون مستغرب ومستهجن، "هذا انسان بنى تاريخه على ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره، تحفيز الاستيطان وتشجيعه وتأييده".
شمعون بيرس الذي اعتلى مناصب عدة في حكومة الاحتلال، استغلها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، فيبين جابر أن وجود بيرس في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ووزارة حرب الاحتلال، ووزير أمن داخلي جعلت جرائمه لا تعد ولا تحصى بحق الشعب الفلسطيني.
"هو المسوف رقم واحد في وهم التسوية الذي سوقه علينا وباعه لنا في ظل ظروف قاسية جدا نتائجها دماء شهداء واستيطان ومصادرة أراضي باتت معالم المرحلة الحالية".
وفي إشارة لموقف الرئيس الفلسطيني، قال جابر، "لم أرى يوما من يقدس من يجور عليه، هذا سلوك مستغرب جدا للرئيس محمود عباس .. وأتمنى أن تشمل انسانيته الفائقة للعادة نابلس وأهلها".
وتابع، "موقف عباس من المشاركة في جنازة بيرس هي قفزة بالهواء لا مبرر لها، هي مغايرة لضمير الشعب الفلسطيني ومواقفه النضالية".
"مدانة وطنيا ومستنكرة فلسطينية" اعتبر الناطق باسم حماس حازم قاسم مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جناز بيرس.
وقال قاسم في حديث لـ قدس الإخبارية، "لا يجوز لقائد فلسطيني أن يشارك في جنازة أحد مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وأسس كيان الاحتلال فوق أرضنا الفلسطينية".
وتابع،" هذا استخفاف بالدم الفلسطيني الذي أريق بفعل الاحتلال، وتنكر للدم العربي الذي طلخت يدا بيرس به في لبنان وعدد من الدول العربية .. هذا سلوك يتعارض مع العاطفة الشعبية الجمعية على أن قادة الاحتلال هم مجرمي حرب".
وأكد حازم على أنه لا يوجد تبرير لمشاركة الرئيس الفلسطيني في جنازة شمعون وأن وجدت فكلها مرفوضة، "التبرير يجب أن يكون برفض المشاركة بهذه الجنازة، فكل المسار السياسي الذي شارك به بيرس لم ينتج ألا آلاما للشعب الفلسطيني".
وبين أن تعامل السلطة الفلسطيني بشكل طبيعي مع الاحتلال بعد كل سلسة الجرائم التي ارتكبها، سيشجعه على مواصلة اعتداءاته، ويجعله في مأمن من الملاحقة السياسية والقانونية.
يذكر أن عددا من الشخصيات من دول الخليج على رأسها سلطنة عمان، ودولة في المغرب العربي، كشفت عن نيتها المشاركة في جنازة بيرس التي ستقام غدا الجمعة في كيان الاحتلال.