شبكة قدس الإخبارية

محمد الحروب لا زال يقاتل المستوطنين

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - أنين القيد – قدس الإخبارية: تدهشك العزيمة والإصرار منقطع النظير الذي يمتلكه الحاج عبد الباسط الحروب، وهو يستقبلك بعد أن هدم الاحتلال منزله واعتقل أبنائه، انتقامًا من عملية نجله محمد قرب مفرق غوش عتصيون شمال الخليل التي أدت لمقتل عدد من المستوطنين.

بكل فخر يستذكر الحروب تفاصيل ذلك اليوم الاستثنائي في حياة العائلة، عندما خرج محمد بسيارته ومعه قطعة سلاح إلى مفرق "غوش عتصيون"، أو مفرق "الموت" كما اصطلح عليه مؤخرًا لدى اعلام الاحتلال، لينفذ بكل حرفية عملية أبهرت الجميع حتى اضطر الحاكم العسكري لمدينة الخليل أن يقول لوالده عند تسليمه قرار هدم البيت "ابنك مقاتل شرس وشخصية".

"محمد كان هادئا جدًا وملتزم في صلاته وعمله في محل الذهب ببلدة العيزرية، الا إنه إنسان حر ولم يقبل ممارسات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك وضد الفتيات والنساء، فانتفض لردعه واجباره على وقف هذه الجرائم" يبين الحروب.

ويضيف في حديث "لأنين القيد" أن "ما حير الاحتلال كيف لشاب صغير أن يمتلك خبرة عسكرية كهذه، في ظل المنع الأمني والمراقبة المستمرة للشباب في الضفة، فمحمد سحب سلاحه بيد واحد واطلق النار أثناء قيادة السيارة وهذا الأمر بحاجة لتدريب واحترافية".

ولا تزال تستذكر والدة محمد الموقف عندما اقتحم الجنود بشكل همجي المنزل وكسروا محتوياته، وحاول أحد الجنود ضربها فمسكت يده وصاحت به قائلةً "أنا أم البطل، وأم البطل ما حدا بقدر يضربها".

من أصعب اللحظات على الوالدين الصابرين وهي كثيرة، كما يقولان "اعتقال الصغير عودة الذي لم يتجاوز ال12 من عمره، واقتياده أمام أعيننا وهو مقيد بصغر جسده، حيث احتجز لمدة 4 أيام في معتقل "عتصيون" لافتخاره بعملية شقيقه على الفيسبوك".

ويقول الحروب "ابني معتز(16عامًا) طالبينلوا المخابرات 10 سنين سجن، بحجة انه كان يعرف عن عملية محمد واخذ الوصية وتلفوناته منه قبل ما ينزل على العملية، وشو بنا نقول غير الحمد لله".

"في المحكمة كانوا معتز ومحمد والنيابة جابت أهالي المستوطنين القتلى في العملية، فصاروا يطلعوا على الاولاد فمحمد ومعتز بلشوا يصرخوا عليهم وواحد من المستوطنين سقط من الخوف على الأرض" يروي الحروب وابتسامة فخر وضحكات تملأ المكان.

العائلة الآن بانتظار صفقة جديدة للمقاومة، لتعود ويلتئم شملها من جديد، وتفرح بأبنائها محررين.

ونفذ الأسير محمد الحروب عملية دهس وإطلاق نار مزدوجة عند تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني، بتاريخ ال27 من شهر "نوفمبر" من العام الماضي، أدت لمقتل 3 مستوطنين وإصابة 9 اخرين بجروح مختلفة.