شبكة قدس الإخبارية

تاريخ الأقمار الصناعية التجسسية الإسرائيلية.. ما هي مميزات "أوفيك 13"؟ 

أوفيك 13.PNG

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: بدأ الاحتلال الإسرائيلي أنشطته في الفضاء في أوائل الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين أطلق العديد من الأقمار الصناعية إلى الفضاء للاستخدامات العسكرية والاستخدامات المدنية والأبحاث. وقد تم تنفيذ النشاط العسكري الفضائي، الذي ركز في البداية على برنامج الأقمار الصناعية للتصوير الفوتوغرافي "أوفيك" وقاذفة "كوميت"، من خلال مديرية برنامج الفضاء، وهي وحدة تأسست عام 1981 في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وانطلقت الأقمار الصناعية العسكرية التابعة لسلسلة "أوفيك" من قاعدة "بالماحيم" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، باستثناء القمر الصناعي "تكسار" العسكري الذي انطلق من الهند. ونُفذت عمليات الإطلاق العسكرية باستخدام قاذفة شافيت التي تم تطويرها وتصنيعها إسرائيليا بناءً على تصميم قاذفة صواريخ عسكرية إسرائيلية من طراز "يريحو 2".

ويتم صناعة الأقمار الصناعية في العديد من البلدان، وتستخدم كل دولة في العالم تقريبًا خدمات الأقمار الصناعية، ولكن عددًا قليلاً فقط من الدول لديها القدرة على إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء، بينما تقتصر قدرة الإطلاق الإسرائيلية على الأقمار الصناعية خفيفة الوزن والمدارات المنخفضة فقط. 

وبلغ استثمار حكومة الاحتلال في مجال الفضاء في عام 2018 حوالي 82 مليون شاقل، وهو رقم ما يزال يعتبر منخفضًا مقارنة بالدول الأخرى.

ويعمل لدى الاحتلال أكثر من 60 شركة وحوالي 2500 موظف في مجال الفضاء، ويتركز عملهم في تطوير مكونات للأقمار الصناعية والعمل في مجال الفضاء. 

في بداية عام 2023، قرر سلاح جو الاحتلال وضع مجال الفضاء العسكري واستخداماته تحت إشرافه، تحت "إدارة الفضاء" التي يديرها ضابط برتبة مقدم، ومهمتها زيادة نشاط الاحتلال العسكري في الفضاء.

الأقمار الصناعية العسكرية لدى الاحتلال

"أوفيك" هي سلسلة من الأقمار الصناعية الإسرائيلية التي بدأ تطويرها في عام 1981. كان أول قمرين صناعيين في السلسلة مخصصين للتجارب، والباقي أقمار صناعية للتجسس مخصصة للتصوير لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية. 

وتم إطلاق الأقمار الصناعية العسكرية الإسرائيلية من قاعدة إطلاق الصواريخ في قاعدة القوات الجوية للاحتلال "بلماحيم" على متن قاذفة الأقمار الصناعية شافيت، وجرى تطوير الأقمار الصناعية ومنصات إطلاقها من قبل شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وتم تصنيع الكاميرات والأنظمة البصرية بواسطة شركة Al-Op.

ويشار إلى أن إطلاق "أوفيك 1" كان في 19 سبتمبر 1988 و"أوفيك 2" في 23 أبريل 1990. وقد تم استخدام الأقمار الصناعية لإثبات قدرة منصة الإطلاق واختبار أنظمة الأقمار الصناعية، وطاف كل منها في الفضاء لبضعة أشهر قبل أن يسقط في الغلاف الجوي ويحترق. 

وكان "أوفيك 3" أول قمر صناعي للتصوير، وأطلق في عام 1995 وأنهى مهامه بالتفكك مرة أخرى في الغلاف الجوي للأرض في عام 2000. وتحطم كل من "أوفيك 4" الذي انطلق في 22 يناير 1998 و"أوفيك 6" الذي انطلق في 6 سبتمبر 2004 خلال الانطلاق. 

والأقمار الصناعية العسكرية الإسرائيلية التي لا زالت في الخدمة، هي: "أوفيك 5" المتخصص في التصوير العسكري وأطلق 28 مايو 2002. وكذلك قمر التصوير العسكري "أوفيك 7"، الذي انطلق في 11 يونيو 2007. والقمر الصناعي العسكري "تكسار"، الذي انطلق في 21 يناير 2008، وهو القمر الوحيد في سلسلة "أوفيك" الذي لم يُطلق من الأراضي المحتلة بصاروخ "شافيت"، بل من الهند وقاذفة بي إس إل في الهندية. 

وأطلق قمر التصوير العسكري "أوفيك 9" في يونيو 2010، والقمر الصناعي "أوفيك 10" في 9 أبريل 2014. فيما أطلق قمر التصوير العسكري "أوفيك 11" في 13 سبتمبر 2016 من قاعدة "بالماحيم"، وقمر التصوير العسكري "أوفيك 16" في 6 يوليو 2020 من قاعدة "بالماحيم". وأخيرا "أوفيك 13" الذي انطلق في 29 مارس 2023 أيضا من قاعدة "بالماحيم".

ونظرا لأن "أوفيك 13" هو آخر الأقمار الصناعية التي أطلقها الاحتلال، فمن المهم الإشارة إلى قدراته، مع العلم إلى أنه يدار من من خلال مديرية الفضاء في وزارة الحرب، وبمشاركة الوحدة 9900 في شعبة الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية. وتعتمد الصورة التي ينتجها القمر على رادار القمر الصناعي وليس على ضوء الشمس.

وبحسب ما هو منشور حول "أوفيك 13"، فإنه يرسل القمر الصناعي شعاعًا إلى الأرض ويتيح الانعكاس والتغييرات في حزمة الرادار التي تعود إلى القمر الصناعي، إنشاء صورة مشابهة للصورة التي يتم إنشاؤها بواسطة كاميرا كهربائية بصرية. وهكذا يمكن للقمر الصناعي أن ينتج صورًا في الضوء وفي الظلام ومن خلال السحب وفي أي حالة طقس تقريبًا.

ويتميز القمر الصناعي "أوفيك 13" بأنه يعتمد على الرادار، على عكس أقمار "أوفيك" الأخرى التي هي أقمار صناعية بصرية (باستثناء أوفيك 8 وأوفيك 10)، وبالتالي لا يحتوي القمر الصناعي على مكونات الكاميرا التي قد تتلف بسبب الفضاء وهو ما يعني أنه سيعمل لسنوات أطول.