شبكة قدس الإخبارية

رفضت مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ.. فصائل فلسطينية: خيارنا هو تصعيد المقاومة 

bb7f4f107d5e4b31bd35f8232958203a_XL

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: عقب إعلان حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اليوم، أن السلطة الفلسطينية ستشارك في اجتماع شرم الشيخ، المقرر يوم غد الأحد، والذي يعقد بمشاركة وفد من الاحتلال؛ أدانت فصائل فلسطينية المشاركة خاصة وأنها تأتي بعد سلسلة من الجرائم والمجازر الإسرائيلية التي أعقبت اجتماع العقبة الذي انعقد قبل أسابيع.

فصائل المقاومة الفلسطينية، قالت في بيان لها إنها ترفض مشاركة السلطة الفلسطينية في مؤتمر "قمة العار الأمني" في شرم الشيخ، مؤكدة أن الفريق المشارك في القمة خارج عن الإجماع الوطني والإرادة الشعبية ولا يمثل إلا نفسه.

وأضافت فصائل المقاومة: "نحن على يقين وثقة بأن شعبنا الفلسطيني سيبقى متمسكاً بخيار الجهاد والمقاومة ملتفاً حول قيادتها ورموزها، وهو يمتلك من الوعي ما يمكنه من تجاوز هذه الأزمات المفتعلة".

 وأصدرت حركة حماس بيانا قال فيه عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، إن "خيارنا ومصلحتنا المباشرة هي تصعيد المقاومة في وجه الاحتلال، ونرفض مؤتمر شرم الشيخ والمؤتمرات التي تسعى إلى الهدوء".

وأوضح أبو مرزوق أن الجهات الأوروبية والأمريكية تصدر كلاما عن جرائم الاحتلال لكن لا تتخذ أي إجراءات للضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف جرائمه، ومشكلتنا مع التنسيق الأمني في المعلومات التي يقدمها الجانب الفلسطيني للاحتلال. مؤكدا أن الفلسطيني عليه أن ينتبه إلى أن التعاون والتنسيق مع شعبه أهم من التنسيق والتعاون مع الاحتلال.

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، قال إن حركته تعتبر قمة الشيخ محاولة أمريكية لفك العزلة عن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرّفة، وأنّ مشاركة السلطة الفلسطينية فيها، لا طائل منها وطنيًا، وتشكل ربحًا صافيًا للاحتلال ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

وقال خالد البطش، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة الجهاد الإسلامي، في بيان اليوم السبت، إنّ قبول السلطة الفلسطينية المشاركة في قمّة شرم الشيخ إمعانٌ في التجاهل غير المقبول للإرادة الشعبيّة، وتجاوزٌ لقرارات الإجماع الوطنيّ خاصّةً قرارات المجلسين الوطنيّ والمركزيّ، بسحب الاعتراف بالاحتلال، والتحلّل من اتّفاقات أوسلو والتزاماتها الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، لاسيما وقف التنسيق الأمنيّ، وصك براءة للعدو من جرائمه في جنين ونابلس".

وأضاف أن مشاركة السلطة وفي هذا التوقيت تحديدًا، ستصب زيتًا على نار الأزمات الداخلية، وتمنح خدمات مجانيّة لحكومة الاحتلال اليمينة التي بات العالم يضيق ذرعًا بممارساتها وسلوكها، كما أنها تعطي الفرصة للكنيست الإسرائيلي للمضي قدمًا في إقرار قانون إعدام الأسرى.

وجدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، دعوة قيادة السلطة للتوقف عن المشاركة في هذه الاجتماعات، ولفت إلى أن البديل المنطقي عن الذهاب بعيدًا في دهاليز السياسة الأمريكية والأوروبية اللتين تسعيان لضمان أمن الاحتلال بأي ثمن على حساب الحقوق الفلسطينية، هو استعادة الوحدة الوطنية على أسس الشراكة والتمسّك بالثوابت وتعزيز صمود أهل القدس وغزة، ورفع وتيرة المقاومة بكل أشكالها.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمود الراس، أن إعلان السلطة عن مشاركتها في قمة شرم الشيخ إمعان في التمرد العلني على الإرادة الشعبية، وتجاوز لمخرجات جولات الحوار الوطني وقرارات الإجماع الوطني.

واعتبر الراس، أن ماركة السلطة، خطوة تقدم خدمات مجانية للاحتلال وحكومته الفاشية، مشددا على أن هذا السلوك مرفوض شعبيا ومدان وطنيا لأنه يؤسس لانقسامات جديدة وعميقة وتسميم العلاقات الوطنية.

ودعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في بيان لها وصل "شبكة قُدس" إلى إلغاء اجتماع شرم الشيخ مع ممثلي حكومة الاحتلال الفاشية ودعت السلطة الفلسطينية إلى عدم المشاركة فيه.

وقالت المبادرة في بيان لها اليوم السبت، إن هناك ما يكفي من الأسباب لرفض المشاركة في هذا الاجتماع وأولها عدم السماح لحكومة الاحتلال باستغلاله للتغطية على جرائمها، وثانيا أن هذه الحكومة  تنكرت لبيان العقبة قبل أن يجف حبره، وارتكبت مجزرة حواره وبعد ذلك مجزرة جنين، وستكرر سلوكها بالتأكيد إن عقد اجتماع شرم الشيخ، وثالثا أنها ترفض أي تجميد للنشاط الاستيطاني الذي صعدته بشكل خطير بقرارها بناء  13 مستوطنة جديدة وعشرة آلاف وحدة استيطانية وتواصل اعتداءاتها ومجازرها الإجرامية  ضد الشعب الفلسطيني.

وأضافت المبادرة إنه يجب على السلطة مقاطعة حكومة الاحتلال والسعي لمحاصرتها وليس الاجتماع معها في وقت نطالب فيه العالم بفرض العقوبات والمقاطعة عليها. وجددت تحذيرها من ممارسة التنسيق الأمني وحذرت من الضغوط الأميركية والإسرائيلية لجر الفلسطينيين إلى صراعات داخلية وهم يتعرضون لمجازر الاحتلال الفاشي وهجمات المستوطنين المسعورة و عمليات الضم الفعلي للضفة الغربية.

وانتقدت حركة المقاومة الشعبية، مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماعات الأمنية مع الاحتلال في شرم الشيخ يوم الأحد القادم، واعتبرت "أن مشاركة السلطة في لقاءات تعزز التنسيق الأمني مع الاحتلال، هو استخفاف بدماء الشعب الفلسطيني وإعطاء صك غفران للاحتلال على جرائمه".
ودعت قيادة السلطة "إلى المسارعة لوقف التنسيق الأمني، والانحياز لشعبها والدفاع عنه والتوجه للمحاكم الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمه الإرهابية".

وطالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، الرئيس محمود عباس بعدم المشاركة، في الاجتماع المقرر في شرم الشيخ غدا، كما ودعت مصر والأردن لإلغائه، وعدم المضي في هذا المسار "بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة".

وقالت الفصائل الثلاثة في بيان مشترك بأن المشاركة الفلسطينية في هذا الاجتماع، "لم تكن نتيجة أي قرار نظامي في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أو في الاجتماع القيادي الذي اتخذ  قرار وقف التنسيق الأمني الأخير، وأقر خارطة طريق محددة للتعامل مع الاتصالات المختلفة في هذا الشأن، وبالتالي فإن النتائج المترتبة عليه هي نتائج غير ملزمة لنا، وخاصة أننا سبق أن دعونا لعقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمراجعة قرار المشاركة في اجتماع العقبة ومجمل هذا المسار الأمني، ولم تتم الاستجابة لذلك".

وأشارت إلى أن هذه الاجتماعات "باتت ذات طبيعة أمنية منفصلة عن جوهر القضية السياسية للشعب الفلسطيني والمتمثلة في إنهاء الاحتلال، كما أنها بدلا من أن تساعد على تعزيز التكاتف الداخلي في مواجهة عدوانية (النازية الجديدة) لحكومة الاحتلال، فإنها ستزيد من عوامل الانقسام والضعف في مواجهة المخاطر القائمة".

وقالت بأن "خفض التصعيد" الذي تجري باسمه هذه اللقاءات، "يتوقف فقط على الوقف الفوري لإجراءات الاحتلال العدوانية ضد شعبنا، وهو ممكن من خلال الضغط الأمريكي والدولي الحقيقي على سلطة الاحتلال، الأمر الذي تتجنبه الإدارة الأمريكية وحلفاؤها، وتستبدله بالضغط على الشعب الفلسطيني وخلق مساواة مشوهة بين جرائم الاحتلال اليومية وبين الحق المشروع للشعب الفلسطيني في النضال ضد الاحتلال، ومحاولة تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية أمنية".