شبكة قدس الإخبارية

"طلبوا الشهادة ونالوها"... شهداء على طريق الشهداء

photo_2023-03-12_11-16-55

نابلس - خاص قُدس الإخبارية: التصميم على "طلب الشهادة" و"محبة الناس"، صفات يتشارك فيها الشهداء على لسان عائلاتهم ومحبيهم، في كل قصة شهيد يرتقي على طريق من سبقوه وعرفهم وشارك طريق الاشتباك.

والدة الشهيد محمد الدبيك، الذي ارتقى مع رفيقيه في المقاومة جهاد الشامي وعدي الشامي، تذكر وصيته التي كررها دائماً "لا تزعلي إذا استشهدت"، وهي تكرر كلمات الحمد والشكر.

الوالدة الصابرة كانت قد وجهت له رجاء المحب الخائف أن يخفف من نشاطه ضد الاحتلال، كما تروي، لكن رده عليها: "لأ أنا لله".

محمد "المحبوب من الجميع"، كما تصفه والدته، بدأ طريق المقاومة منذ الطفولة يقول ابن خالته الذي يذكر سعيه الدائم خلف المقاومة "تربي على المواجهة… وين ما يشوف جيب جيش كان ينزل يضرب عليهم حجار".

محمد الذي لم يبلغ من العمر (18 عاماً) فقط كان له أدوار هامة في المقاومة، في وحدة الرصد وإطلاق النار وغيرها، بعد أن تربى مع الشهداء العزيزي والحوح وبقية قادة العرين، كما يقول ابن خالته.

تترحم جدة محمد عليه وهو تؤكد أن الطريق الذي اختاره كان يعرف نهايته "هو عرف هذا الطريق وين بوصل".

محمد الذي لا يتردد في تلبية طلب أحد، تروي جدته، وهي تداري دمعتها: "كنا ننادي عليه حمودي… الله يعين أمه ويصبرنا على فراقه ويجمعنا معاه في الشهادة".

"بدك إياني أموت شهيد ولا فطيس؟"، يقول محمد لجدته وهو يمازحها بعد أن أصرت عليه أن "يهدا ويروق"، كما تقول، وهو الطفل الذي تربى على المقاومة.

عنان الشامي ابن عم الشهيدين جهاد وعدي الشامي قال إن العائلة ترفض تقبل التعازي قبل تسليم جثمانيهما مع رفيقهما محمد.

ويروي أن العائلة تلقت الخبر منذ ساعات الصباح ولا أخبار حتى اللحظة عن موعد تسليم جثامينهم.

الشامي أكد على مواصلة طريق الشهداء "هذا طريقنا في هذه البلاد والحمد لله رب العالمين".

"طلب الشهادة ونالها"، يقول عم الشهيد جهاد الشامي، وهو يكرر عبارات الحمد على "نعمة الشهادة" كما يسميها.

ويضيف: هذا المحتل يجب أن يواجه بكل مقاومة، يريد أن يقتلنا حتى الأطفال في بطون أمهاتهم، وكلنا مشاريع شهادة ولن نتراجع.

ويقول وهو يردد الدعاء على "المتخاذلين والعملاء"، كما يسميهم، "كلنا مشاريع شهادة… أولادنا فداء لفلسطين".

طفل من الحارة التي يعيش فيها الشهيد جهاد الشامي يذكر كيف كان يحثهم على الصلاة، جهاد "الحنون" كما يقول الطفل جاره في المكان الذي يعيش فيه و"بسيط ويحب الجميع".

"جهاد أحسن واحد كان"، يقول الطفل بعفوية، وهو يردد الدعاء له بالرحمة "كل ما يشوفني كان يسلم علي، كنت أحبه ويحبني".

في يوم المجزرة التي ارتقى فيها 11 شهيداً بينهم حسام اسليم ومحمد الجنيدي، في نابلس، كان عدي وجهاد في مقدمة المشتبكين، كما أظهرت مقاطع مصورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أيام فقط فصلتهما عن الالتحاق برفاقهما في المقاومة.

وزفَت مجموعات "عرين الأسود" الشهداء الثلاثة وقالت إنهم ارتقوا في اشتباك من نقطة صفر مع قوة من لواء "جولاني" في جيش الاحتلال، خلال كمين قرب حاجز صرَة غرب نابلس.

#شهداء #المقاومة #جيش الاحتلال #نابلس #عمليات #إطلاق نار #كمين #عرين الأسود #محمد الدبيك #وديع الحوح #جهاد الشامي #عدي الشامي