شبكة قدس الإخبارية

نيويورك تايمز: "إسرائيل" نفذت عمليات إعدام ميداني في نابلس

GettyImages-1243392705
هيئة التحرير

رام الله - قدس الإخبارية: رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية شهادات تؤكد استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي القوة المميتة ضد الفلسطينيين المدنيين خلال عمليته العسكرية في نابلس بتاريخ الثاني والعشرين من شباط الماضي، والتي راح ضحيتها 11 شهيدًا، وأكثر من 100 إصابة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، اليوم الخميس 2 مارس 2023، فإن 4 من الشهداء على الأقل لم يكونوا في موقف تهديد للقوات الإسرائيلية، ورغم ذلك تعرضوا لإطلاق النار المباشر.

ووفق نيويورك تايمز فإنها حصلت على مقاطع فيديو من عدة مناطق في نابلس، بالإضافة إلى أخرى من شبكات التواصل الاجتماعي نشرت في وقت العملية العسكرية الإسرائيلية، حيث شوهد الجنود وهم يدخلون على الأقدام إلى أحد الأسواق المزدحمة بالسكان ويتخذون مواقع لهم في منازل اعتلوا أسطحها، حيث كان يتواجد 3 نشطاء من عرين الأسود هم هدف العملية في منزل مجاور، وحين رفضوا الاستسلام بدأ تبادل لإطلاق النار استمر لعدة ساعات.

ونقلت الصحيفة عن شاهدة العيان سحر زلوم (63 عامًا) قولها أنها لاحظت شخصًا وصل إلى منطقة السوق في البلدة القديمة لنابلس، ولاحظته يبحث عن شيء، وسألته عما إذا كان بحاجة لشيء خاصة وأن ملامحه غريبة عن المنطقةـ، لكنه سحب مسدسًا على الفور وطلب منها العودة إلى منزلها.

ووفق الصحيفة فإنه وعند قربة الساعة 10:15 صباحًا، اقتحمت قوات عديدة مدينة نابلس، وبدأ السكان الغاضبين يتجمعون، وعند مفترق طرق يبعد حوالي 400 متر عن المنزل الذي كان يتواجد فيها المطلوبون، قامت مجموعة من الفلسطينيين بإلقاء الحجارة وما يجدونه أمامهم، ثم فجأة انحرفت إحدى الآليات العسكرية وتقدمت نحو تجمع المواطنين.

ويظهر مقطع فيديو تم التقاطه من منطقة قريبة وسجل ما كان يحدث، أنه لم يكن أيًا من الفلسطينيين مسلح في أوساط أولئك المتجمعين، لكن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي برر ذلك بأن السائق فقد على ما يبدو السيطرة على الآلية العسكرية بسبب إلقاء الحجارة.

في أحد مقاطع الفيديو يظهر المقاوم مصعب عويس، والذي كان يوجه سلاحه نحو آلية عسكرية، قبل أن يتعرض لإطلاق نار ويسقط أرضًا وهرع عدة أشخاص لمساعدته، وأخذ أحدهم سلاحه، وحين حاولوا نقله للعلاج أطلقت النيران مجددًا عليهم.

وفي الوقت نفسه وعلى مسافة 800 متر تقريبا، انتشرت مركبات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية للبلدة القديمة، واصطدمت إحداها بسيارة مدنية، ودفعت بها نحو جدار قريب، وعند التقاطع الذي يقع أسفل الشارع، اجتازت مركبة عسكرية أخرى حاويات القمامة التي تم وضعها لتكون بمثابة عائق، وكادت تصطدم برجل يقف في مكان قريب، قبل أن تصطدم بمبنى.

بعد 20 دقيقة، اقترب محمد عنبوسي (24 عامًا)، من نفس المفترق، وعندما كان مختبئًا خلف سيارة أطلق ألعابًا نارية على مركبة عسكرية متوقفة، وفي مقطع فيديو يسجل ما كان يحدث، شوهد جندي كان في عربة مدرعة على بعد حوالي 80 مترًا من عنبوسي، وأطلق النار عليه، وحين كان يستغيث محمد لإنقاذه، وصل جاسر قنعير لمساعدته وبعد دقيقة وهو يحمل عنبوس ويحاول الابتعاد فيه لمكان آمن، تم إطلاق النار على الاثنين في الظهر، وبينما هم مستلقون على الأرض بلا حراك، شوهدت المركبة العسكرية وهي تبتعد عن مكان الحادث، ووفقًا للسكان الذين نقلوا الجثتين، فقد أصيب قنعير برصاصة في رأسه، فيما يبدو أصيب عنبوسي برصاصة في منطقة الصدر.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عمر شاكر المدير الإقليمي لمنظمة هيومن رايتس ووتش حديث: "من الصعب النظر عبر اللقطات كيف كان محمد عنبوسي وجاسر قنعير يمثلان أي تهديد، أقل تهديدًا على الحياة الذي يبرر القوة الفتاكة حسب القانون الدولي، في اللحظة التي أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلتهما، هذا مثال آخر عن استخدام القوات الإسرائيلية القوة المفرطة".

وفي حوالي الساعة 12:30 بدأت القوات الإسرائيلية الانسحاب من نابلس، وتظهر مقاطع فيديو من المدينة أنه حتى أثناء انسحاب الجيش منها، قتل اثنان من المارة بالرصاص.

ووقع إطلاق النار في منطقة تجمع فيها العديد من الفلسطينيين بين عيادة ومسجد، أطلق رجل، لم تتمكن صحيفة نيويورك تايمز من التحقق من هويته، النار على مركبة عسكرية أثناء مرورها على طريق قريب، ورداً على ذلك، أطلق الجنود الذين كانوا يستقلون عربتين مصفحتين، النار بشكل عشوائي على الحشد أمام المسجد، وقتل في الحادث عبد الهادي الأشقر (62 عامًا) كان يغادر المسجد، ومحمد شعبان (16 عامًا).

في أحد مقاطع الفيديو، شوهد مسن 72 عامًا ملقى على الأرض، وتظهر علامات العنف على يديه وعنقه وجسمه، وقال المصري الناشط المحلي "هذه علامة على التهور الذي نفذوا به هذه الغارة، ولم يفكر أحد في الضرر الثانوي".

#نابلس #اشتباكات #عرين_الأسود