شبكة قدس الإخبارية

هل تنجح الخطة الأمنية في وأد المقاومة في الضفة الغربية؟ 

0856.JPG

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: منذ اللحظة الأولى لتشكل المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، ظهر إلى العلن سعي الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى إنهاء أو احتواء هذه المجموعات المسلحة من خلال التعاون الأمني مع الاحتلال والاعتقالات والملاحقات وتقديم العروض مقابل تسليم السلاح، حتى جاءت الخطة الأمريكية الجديدة التي تقول إنه سيتم تدريب نحو 5000 آلاف عنصر من الأجهزة الفلسطينية في الأردن بإشراف أمريكي للعمل في جنين ونابلس لمحاربة المقاومين، وسيتزامن عملها مع تقليص عمليات جيش الاحتلال في المناطق المذكورة. 

أحمد عطاونة مدير مركز رؤية للتنمية السياسية، قال إن الخطة الأمريكية "خطة فنزل"، ليست جديدة والشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية جربوا مثل هذه الخطة لأكثر من مرة مثل "دايتون" وغيرها، وهناك محاولة لتسويق الوهم تتكرر، والأزمة الحقيقية ليست فيما يفكر به الاحتلال أو الأمريكان، بل الأزمة الحقيقية هي ذاتية فلسطينية فيمن يعتقد أن بإمكانه أن يستمر بهذه الطريقة بإدارة الشأن السياسي الفلسطيني.

وأضاف: نحن نعيش أسوأ تجليات اتفاق أوسلوا الذي كبل القيادة السياسية الفلسطينية وخلق على الأرض وقائع أصبح الفلسطيني غير قادر على تجاوز الوقائع التي فرضها أوسلو، والأمريكي يراهن على أن هناك طرفا فلسطينيا لديه قدرة عالية على التحكم في المشهد السياسي الفلسطيني والميداني، وهذا الطرف يعتقد أنه لا يوجد أمامه سبيل ولا مسار سوى الاستمرار في التعاطي مع الاحتلال والمجتمع الدولي، على الرغم من أن القيادة الفلسطينية لا تجيد استخدامها مثل سحب مشروع قرار مجلس الأمن.

وأشار، إلى أن هناك فريقا فلسطينيا رهن نفسه لمسار أوسلوا وبشكل ما بالعلاقة مع الاحتلال والمجتمع الدولي، وتعتقد السلطة أن ضمان الهدوء في الضفة ضمانة لاستمرارها، وإجراءاتها كمن يدافع عن وجوده وبقائه وهذا ما يجب حله فلسطينيا والتوصل إلى صيغة تخرج الحالة الفلسطينية الرسمية من الخوف على المستقبل إذا ما واجه الشعب الفلسطيني الاحتلال، وهذه المعادلات ستنتهي يوما ما.

وأشار عطاونة، إلى أن موقف السلطة الفلسطينية في المرحلة الحالية حاسم وغاية في الأهمية، ومن الواضح أن البيئة الفلسطينية والإقليمية والدولية تدفع الفلسطينيين باتجاه مواجهة جديدة مع الاحتلال وهذا هو السلوك الطبيعي للفلسطيني مع الاحتلال الذي يزداد فاشية ويحظى بمستوى عال من الدعم الدولي، والفلسطيني صاحب قضية لا يمكنه التراجع أو التخلي عنها.

ووفقا لـ عطاونة، فإن السلطة الفلسطينية ستكون أمام اختبار حقيقي إذا تصاعد مستوى المواجهة وهذا المرشح الظاهر، والمشكلة أن بنية السلطة والأجهزة الأمنية لديها الاستعداد وتمت تجربتها مسبقا في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

الباحث خالد عودة الله، قال إن ما يقوم به الشعب الفلسطيني هو ممارسة لحرب دفاعية عن وجوده على هذه الأرض والمسألة الأساسية تتعلق بقدرتنا على مواجهة المحتل بغض النظر عن الأدوات والعناوين، ومن المؤكد أن الحالة النضالية اليوم هي الحالة التي ولدت في فراغ وجاءت بسبب مجموعة من التعقيدات الأمنية والسياسية، ورغم هذه فهي لها منابع قوة بسبب علاقتها غير المباشرة مع الفصائل. 

وأضاف: ما نشهده اليوم لا يمكن أن نقارن الحالة النضالية والقمع المتوقع وتعدد أدواته بالحالة الفلسطينية ما بعد الانتفاضة الثانية، ونحن اليوم في حالة يعتقد فيها المشروع الصهيوني أنه قادر على حسم وجوده الاستيطاني خاصة في الضفة.

ورأى عودة الله، أن الحرب التي نشهدها اليوم خاصة في نابلس، تجعل المنطقة تتحول إلى منطقة فيها حالة من الحسم وإخضاع المنطقة بحيث تكون المنطقة مضيافة لحالة التمدد الاستيطاني.

وحول مخرجات مؤتمر العقبة، قال: البنية التي أسسها دايتون لا زالت فاعلة ولا حاجة لضخ عناصر جديدة في الأجهزة الأمنية كونه لم يتوقف يوم تمويلها وإرشادها، وما يجري هو تهديد للمجتمع الفلسطيني بعصا فلسطينية، ولا نتحدث عن خطة بالمعنى الحقيقي.

وأردف: اليوم وبشكل واضح المجتمع الدولي يريد للوضع في فلسطين، أن يبقى تحت السيطرة لوجود ملفات تحتل أولوية منها مسألة النووي الإيراني والحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع الصين، والتعامل مع الحكومة الإسرائيلية التي تعلن الحرب بشكل صريح بالاضافة إلى المقاومة الفلسطينية.

ويرى عودة الله، أن ما جرى في حوارة بالأمس يشير إلى تشكيل ميليشيات للمستوطنين تعمل بوتيرة معينة حسب الحاجة بما يكمل عمل الجيش الإسرائيلي، ونحن لا نتحدث فقط عن تشكيلات وعنف استيطاني في الضفة وهناك تشكيلات مشابهة في الداخل المحتل، وبكل وضوح نحن أمام مشروع استيطاني صهيوني يعمل على كامل الجغرافيا والأرض الفلسطينية بأدوات وصور مختلفة.

وأردف: الوجود الاجتماعي الصهيوني المستمر هو أحد أشكال استمرار المواجهة سواء كانت عنيفة أو اقتصادية تقوم على الاستغلال واستخراج فائض القيمة من العامل والاقتصاد الفلسطيني، وهو ما يجعل من المهم علينا إعادة تعريف المواجهة بحيث تكون بهذه الشمولية، وهو ما يعيدنا إلى مربع أن لا يمكن لمجتمع ضعيف أن ينتج مقاومة قوية وإلا سيتورط في مواجهة غير قادر على تحمل تبعاتها.