شبكة قدس الإخبارية

تحذيرات من التعاطي معه... ماذا يريد الإعلام الإسرائيلي من المقابلات في القدس المحتلة؟

63kmC

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: بعد كل عملية فدائية، يتوجه الإعلام الإسرائيلي إلى الشارع الفلسطيني خاصة في مدينة القدس المحتلة لإجراء مقابلات تحت مزاعم أخذ "انطباع وآراء الفلسطينيين عن العمليات"، وهو ما يخفي مجموعة من السياسات الأمنية والسياسية التي يتداخل فيها هذا الإعلام مع أجهزة دولة الاحتلال.

خلال موجة العمليات الفدائية الحالية التي ضربت في عمق مدينة القدس المحتلة، اعتقل الاحتلال فلسطينيين بعد إشادتهم بالعمل الفدائي خلال مقابلات مع فضائيات إسرائيلية تجول مراسلوها في أحياء مدينة القدس المحتلة، بتهمة "التحريض" وهي الأداة التي وسع الاحتلال استخدامها بعد هبة القدس في عام 2015 لردع الفلسطينيين عن تأييد المقاومة خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت أداة رئيسية في عمليات "الحشد، والتعبئة، والإلهام".

الاعتقالات الأخيرة لمشاركين في لقاءات مع مراسلين إسرائيليين دفعت نشطاء وصحفيين فلسطينيين لإطلاق دعوات لمقاطعة وسائل الإعلام الإسرائيلية والتحذير من خطورتها.

ما هو موقع الإعلام الإسرائيلي في سياسات الاحتلال؟

طوال سنوات الاحتلال، بقي سؤال دور الإعلام في سياسات الاحتلال الأمنية والعسكرية خاصة "شائكاً"، ويعزز من "تعقيداته" وجود تيارات سياسية واجتماعية مختلفة في مجتمع الاحتلال تنعكس على مقاربات وسائل الإعلام، ولكن ما هو ظاهر من التجربة التاريخية أن هذا الإعلام كان جزء من عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني والمنطقة، وساهم في دعم دعايته وشارك في حربه النفسية.

الباحث نظير مجلي يرى أن تعامل معظم الإعلام الإسرائيلي مع الشعب الفلسطيني على أنه "عدو"، ويؤكد أن تعامل هؤلاء مع القضية الفلسطينية يغيب عنه "الفهم السياسي" باستثناء بعض الصحفيين أو المواقع التي تحاول "كشف الحقائق"، حسب وصفه، وتقدم تقاريراً عن واقع الاحتلال.

وعن هدف الإعلام الإسرائيلي من إجراء المقابلات في القدس المحتلة، يشير مجلي إلى أنه مع "إيصال الصوت الفلسطيني في كل المنابر" لكن عمل معظم الصحفيين الإسرائيليين يندرج في إطار كذبة جماعية إسرائيلية وهي "التحريض" لدى المجتمع الفلسطيني، حسب تعبيره.

ويتجاهل الإعلام الإسرائيلي في تغطياته المعاناة التي يعيشها الفلسطيني، منذ عقود، ويعمل على إظهار العمليات كسلوك نابع من "أفكار تخريبية" حسب وصفه، منقطع السياق عن حق شعب في النضال ضد القوة التي تحتله وتحرمه من موارده وأرضه وتعمل على تهجيره.

الباحث ياسر مناع يؤكد أن الإعلام الإسرائيلي هو "أداة من ادوات المؤسسة الأمنية"، ويشير إلى مفهوم "صهر الوعي" من خلال الترويج لأفكار سياسية وأمنية تؤثر على الوعي الفلسطيني، تزامناً مع تعزيز مفهوم "كاذب" حول "أخلاقيات" جيش الاحتلال.

ويرى أن المقابلات التي أجراها إعلام الاحتلال في القدس تهدف لتحقيق مجموعة رسائل بينها "تقديم دليل للمجتمع الدولي بأن الفلسطينيين يربون أولادهم على العنف من خلال المناهج التعليمية".

وحول دور الإعلام الإسرائيلي في الحرب على الفلسطينيين، يشير مناع إلى حادثة إطلاق مراسل "يديعوت أحرونوت" النار تجاه فلسطيني بزعم محاولته تنفيذ عملية، قبل شهور، إضافة إلى تحريض مراسلين إسرائيليين على الأسرى خلال البرامج على الفضائيات الإسرائيلية، وهو ما يعزز نظرية "التماهي بين الإعلام والأمن" في دولة الاحتلال.

ويؤكد على ضرورة عدم تعاطي الفلسطينيين مع الإعلام الإسرائيلي ومراسليه لأنه يندرج في إطار "التطبيع"، وهنا يحضر دور المسؤولين والأحزاب والمؤسسات في التحذير من ذلك.

 

#فلسطين #القدس #الاحتلال #المقاومة #عمليات #الإعلام الإسرائيلي