شبكة قدس الإخبارية

ماذا تريد الإمارات والبحرين من العلاقات مع بن غفير وسموتريتش؟

Screenshot (1638)

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: في خضم الجدال حول الشخصيات التي تشكل التحالف الحكومي المقبل، في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أقدمت الإمارات ولاحقاً البحرين على دعوة إيتمار بن غفير أحد رموز تيار "الصهيونية الدينية"، الذي صعد مؤخراً في السياسية الإسرائيلية، إلى احتفالات في ذكرى عيدهما الوطني.

بن غفير الذي أثار صعوده في السياسة الإسرائيلية "مخاوف" لدى دول لها تحالفات استراتيجية تاريخية مع دولة الاحتلال، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، حلَ ضيفاً الأسبوع الماضي على السفارة الإماراتية في "إسرائيل" للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني الإماراتي، وصباح اليوم قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن البحرين وجهت دعوة مماثلة لرئيس حزب "القوة اليهودية" للمشاركة في احتفال عيد الاستقلال في السفارة.

هذه الاتصالات مع رموز تيار "الصهيونية الدينية" امتد أيضاً إلى بتسلئيل سموتريتش، الذي يستعد لتولي صلاحيات مختلفة في حكومة الاحتلال المقبلة تتمحور حول تسريع خطوات ضم الضفة المحتلة، إذ التقى السفير الإماراتي محمد آل خاجة مع سموترتيش، وبحثا تعميق علاقات التطبيع بين الطرفين.

في بدايات تعيينه في المنصب، أجرى آل خاجة جولة على رموز في التيار "الديني" بدولة الاحتلال، شملت حاخامات مثل دافيد لاو وشالوم كوهين، ودعاهم إلى زيارة الإمارات.

ما الذي تريده الإمارات؟

تبدو الإمارات والبحرين كحال بقية الأنظمة التي تورطت في مسار "التطبيع" الذي رسمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أكثر إصراراً على تمتين العلاقات مع دولة الاحتلال، وهي في سبيل هذا الهدف تستخدم كل الأدوات الممكنة أهمها بناء علاقات مع كل مكونات الحياة السياسية الإسرائيلية.

صحيفة "هآرتس" العبرية، اعتبرت أن الإمارات قدمت لإيتمار بن غفير من خلال دعوته إلى الحفل في السفارة، خدمة هامة وهي منحه "شرعية"، في ظل الانتقادات الواسعة له والتحذيرات الأمريكية لنتنياهو من الانصياع لمطالب "الصهيونية الدينية"، خاصة في الملف الفلسطيني.

"هآرتس" اعتبرت أن الأنظمة الأخرى التي أقامت علاقات مع دولة الاحتلال "المغرب، الأردن، مصر" لم تعلن أي موقف علني، حتى اللحظة، عن تركيبة الحكومة المقبلة في "إسرائيل"، لكنها اعتبرت أن هذه الأنظمة ستتعامل بــ"براغماتية" مع التركيبة الحكومية الجديدة بقيادة نتنياهو، والتي تسيطر "الصهيونية الدينية" على وزارات سيادية فيها.

البحرين التي بادرت لدعوة رئيس دولة الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، لزيارتها الأسبوع الماضي واستقبلته استقبال "الملوك" كما قالت الصحافة الإسرائيلية، شهدت حراكاً شعبياً واسعاً رافضاَ للزيارة، على عكس الإمارات التي نجح النظام فيها في قتل المعارضة وكتم أي صوت شعبي رافض للتطبيع.

الخوف من الحدث الثوري في فلسطين

النقطة المركزية التي تفسر سلوك الإمارات في فتح اتصالات مع بن غير وسموترتيش، هي محاولة التأثير لصالح محاولة التقليل من آثار خطوات عدوانية قد يقدمان على ارتكابها بعد توليهما مناصب حكومية، خاصة في المسجد الأقصى، الذي يعتبر أحد المحاور الرئيسية في عمل التيارات "الصهيونية الدينية".

تخشى الإمارات وأنظمة عربية مختلفة، كما تنقل "هآرتس" عن باحث في مركز "الأهرام للدراسات الاستراتيجية، من اندلاع انتفاضة أو هبة في الأراضي المحتلة قد تؤثر على الشارع في هذه الدول.

خلال شهر رمضان الماضي، تحركت دول وجهات في المنطقة لمنع تصاعد الأوضاع في الأراضي المحتلة، خوفاً من اندلاع حدث كبير على غرار معركة "سيف القدس"، التي أكدت أوساط سياسية وأمنية أنها شكلت "قلقاً" استراتيجياً لهذه الأنظمة، بفعل الحراك الذي أحدثته في الشارع العربي والإسلامي، بعد سنوات من العمل على الأصعدة السياسية والإعلامية لتغيير اتجاه الجماهير عن القضية الفلسطينية.

يأتي صعود تيار "الصهيونية الدينية" في السياسة الإسرائيلية، تزامناً مع تصاعد المقاومة في الضفة المحتلة، التي تمثلت في انتشار مجموعات من المقاومين بشكل كبير لأول مرة منذ نهايات انتفاضة الأقصى، خاصة في شمال الضفة، وتزايد العمليات خاصة باستخدام الأسلحة النارية والمتفجرات، تزامناً مع تزايد الإجرام الإسرائيلي الذي تمثل في ارتفاع أعداد الشهداء، خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما يمثل دافعاً لمزيد من فئات المجتمع الفلسطيني في الدخول بالحدث الثوري.

تعمل الدول الحليفة لدولة الاحتلال والأنظمة العربية المطبعة على سياسة نزع فتيل "الحدث الثوري"، من الأراضي المحتلة، وتقديم خطوات تبقي حبل العلاقة مع "إسرائيل" قائماً بما لا يمس بالقضايا الاستراتيجية التي تهمها، عن طريق تقديم بعض "الفتات" السياسي والاقتصادي، الذي لا يمنع المشروع الاستعماري من التمدد على حساب حياة الفلسطينيين.

في كل مرحلة تثبت الأنظمة العربية المطبعة على سعيها الدائم لتجذير العلاقة مع دولة الاحتلال، وفي المرحلة الجديدة من "التطبيع" الذي دخلت فيه أنظمة مثل الإمارات سقطت "الاعتبارات" السياسية التي كانت تقيمها أنظمة مصر والأردن وغيرها، ولم يعد التحفظ على إقامة علاقات مع جهات تدعو علانية لإبادة العرب مطلوباً لحفظ "ماء الوجه" أمام الشعوب.

 

#فلسطين #مصر #الأقصى #الإمارات #المقاومة #الأردن #المغرب #التطبيع #الانتفاضة #البحرين #الصهيونية - الدينية #سموتريتش #سيف - القدس #بن غفير