شبكة قدس الإخبارية

اتهامات لغزة بالوقوف وراء العمليات بالضفة.. هل يغير الاحتلال سياساته تجاه القطاع؟

162ee6966e9b37_HMKEPIGOLNFJQ
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: صعد الاحتلال الإسرائيلي من تصريحاته عبر وسائل الإعلام العبرية عن علاقة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالعمليات التي يتم تنفيذها في الضفة الغربية المحتلة سواء عبر مجموعات مثل عرين الأسود وكتيبة جنين أو بعض العمليات ذات الطابع الفردي كعملية عدي التميمي ومحمد صوف ومحمد الجعبري.

وتكررت التصريحات والتسريبات سواء عبر المراسلين العسكريين أو المحللين السياسيين، لكن اللافت ما نقلته وسائل إعلام عبرية على لسان مسؤول أمني كبير ألمح في حديثه عن وجود تفكير لدى المؤسسة الأمنية للاحتلال بتغيير التعامل مع المقاومة في غزة.

ويتهم الاحتلال حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بالوقوف وراء بعض العمليات والتحريض على استمرار هذه الحالة كما يطلق الاحتلال وصفه على ما يجري، فضلاً عن الاتهام المباشر لبعض الأسرى المحررين بمحاولة تشكيل خلايا للمقاومة وتمويلها.

ويثير التلميح الإسرائيلي والتحريض تجاه غزة إمكانية لجوء الاحتلال لتنفيذ عمليات اغتيال على غرار عملية اغتيال القيادي في كتائب القسام والأسير المحرر المبعد إلى القطاع مازن فقها، لا سيما مع التحليق المكثف وغير المعتاد للطيران المسير في أجواء قطاع غزة منذ عدة أسابيع.

في الوقت ذاته، يرى مراقبون أن محاولة بعض المسؤولين الأمنيين والعسكريين توجيه الأنظار نحو القطاع يندرج في إطار بحثهم عن طرف لتحميله المسؤولية المباشرة عما يجري في الضفة الغربية من عمليات متصاعدة منذ بداية عام 2022.

في هذا السياق، يستبعد الكاتب والباحث في الشأن السياسي أحمد الكومي أن يكون هناك تغيير في السياسة المتبعة نحو قطاع غزة خصوصا أن نتنياهو ساهم في تصميم هذه السياسة الأمنية خلال فترة توليه لرئيس حكومة الاحتلال لسنوات.

ويقول الكومي لـ "شبكة قدس" إن أحد أسباب استبعاد التغيير يعود إلى أن المقاومة في غزة باتت مختلفة تمامًا عما كانت عليه في السنوات السابقة وهي قادرة على تحقيق توازن الردع والرد على أي استفزازات أو انتهاكات تجاه قطاع غزة.

في الوقت ذاته، يتوقع الكاتب والباحث في الشأن السياسي أن تتجه الأوضاع للتسخين في الضفة والقدس المحتلتين مع وجود شخصيات متطرفة داخل الحكومة المنوي تشكيلها مثل بن جبير أو سموتريتش مع نيتهم تطبيق بعض القرارات والقوانين التي ستأخذ المشهد للتسخين.

وعن إمكانية تنفيذ عملية اغتيال داخل القطاع، يعلق بالقول: "الهروب من الأزمات هو ما يميز المؤسسة الأمنية للاحتلال، ففي أوقات كثيرة كان الاحتلال يهرب نحو غزة، لكن التكلفة هذه المرة مختلفة وهذا لا ينفي أن الاحتلال قد يقدم على هذا الأمر، لكن لن يكون باستطاعة أي حكومة تحمل تبعات عمل أمني بهذا الحجم في ظل تطور قدرات المقاومة وقدرتها على الردع".

إلى ذلك، يرى الكاتب والباحث في الشأن السياسي ساري عرابي أن الاحتلال يبحث عن عنوان واضح يوجه له المسؤولية عن الأحداث التي تجري في الضفة الغربية، كونه لا يوجد عنوان واضح خصوصًا أن العشرات من العمليات ليس لها عنوان واضح.

ويقول عرابي لـ "شبكة قدس" إن الاحتلال يريد أن ينقل الأزمة من كونها مع الشعب الفلسطيني إلى كونها مع تنظيمات وفصائل محددة وفي مكان بعينه، إلى جانب أن التحريض ضد القطاع يعبر عن الأزمة الأمنية التي يعيشها الاحتلال.

ويضيف: "الاحتلال يريد تقديم إجابة للمجتمع الإسرائيلي عن إنجاز عسكري وأمني تجاه هذه الحالة وهو يبحث عن عنوان يكون استهدافه أسهل من ناحية تحديد العنوان بالضبط، أما عن جهوزية الاحتلال لمعركة مع القطاع فهو لا يريد التورط في معركة مع المقاومة تستنزفه برياً مثل عام 2014".

ويعتقد عرابي أن الاحتلال بإمكانه أن يفتتح المعركة ضد القطاع والمقاومة الفلسطينية لكن ليس بإمكانه أن يتحكم بمساراتها، وفي حال تنفيذ اغتيالات لأسرى محررين في غزة أو الخارج فالأمر لن ينعكس بشكل جوهري على حالة المقاومة الموجودة في الضفة الغربية.

ويردف قائلاً: "الجزء الأكبر من العمليات التي تجري في ساحة الضفة الغربية لا ترتبط بتنظيمات فلسطينية فضلاً عن كونها ترتبط بخيوط تنظيمية خارج ساحة الضفة وهو عامل مهم، والاحتلال قد يتجه للاغتيالات تجاه الأسرى المحررين من أجل تقديم إجابة لمجتمع المستوطنين".

ويواصل: "الاحتلال قد يتجه نحو الاغتيالات من أجل مواجهة جهود الفصائل والتنظيمات التي تسعي لإحياء خلاياها وعملها التنظيمي، لكن من الناحية المنطقية والعملية فالاحتلال سيركز في اغتيالاته على ساحة الضفة الغربية خلال الفترة الحالية".

ويؤكد عرابي أن المقاومة نجحت في ترسيخ معادلة منذ عام 2012 في مواجهة عمليات الاغتيال خصوصًا بعد اغتيال القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري ورسخت هذه المعادلة عدة مرات وفي عدة جولات خلال السنوات الماضية.

من جانبه، يؤكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي لـ "شبكة قدس" على أن الاحتلال لا يسارع للمبادرة في التصعيد ضد المقاومة الفلسطينية في القطاع ولا يذهب نحو ذلك نظرًا لوجود ند قوي يستطيع أن يتصدى لهذا الاحتلال.

ويقول مرداوي إن مسألة الربط الحاصلة بين العمليات بالضفة والقطاع هي "سمفونية" متكررة والاحتلال لطالما لجأ لهذا النوع من التذرع عندما يعجز عن مواجهة المقاومة يتذرع بأسباب خارجية أخرى، وأحياناً يردها إلى المقاومة في غزة إذا كانت هذه الأحداث والعمليات بالضفة والقدس المحتلتين.

ويضيف القيادي في حركة حماس في حديثه لـ "قدس": "التحريض على المقاومة بشأن وقوفها وراء العمليات هي سياسة معتمدة بالنسبة له وهي أمر غير جديد، أما الجديد أن الحكومة الحالية فيها تيار يميني متطرف يفكر بصوت مرتفع".

وبشأن التهديدات لاغتيال الأسرى المحررين، يذكر مرداوي أن ما يحصل يندرج في إطار التحريض على الأسرى المحررين وهي محاولة لذر الرماد في العيون وحالة المقاومة ستنتشر وتتسع أكثر في مختلف الجبهات والأماكن بكل الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح.

#حماس #فصائل المقاومة #الجهاد_الإسلامي #العمليات #الاغتيالات