شبكة قدس الإخبارية

“عدي مُسطر المجد .. هزمَ منظومة الاحتلالِ وحدَه”

310752451_813951619806332_5801916580811669918_n
مها عويس

عدي التميمي..اثنان وعشرون عاماً من مخيم شعفاط في القدس،أدرك أن هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة السلاح حمل سلاحه لحاجز مخيم شعفاط وأطلق رصاصه من نقطة صفر فقتل مجندة وأصيب آخرون ثم انسحب من المكان بهدوء، نعم نقطة صفر ولكَ أن تتخيل أن الجيش الذي لا يقهر لم يطلق رصاصة واحدة تجاه عدي، إنها رعاية الله التي التفت حوله ثم تفنيدٌ لروايات الاحتلال بقوة جيشه.

بعدَ الرصاص الذي وُجه للجنود على حاجز شعفاط مساء التاسع من شهر أكتوبر الحالي انسحب عدي من مكان العملية المُحصن أمنياً وعسكرياً والمعروف بأنه ثكنة عسكرية بالدرجة الأولى، لتبدأ بعدها رحلةُ المطاردة ولتُكتب سطورٌ أُخرى من قصة البأسِ والجأشِ التي خاضها وحده.

إحدى عشر يوماً كانت مدة المطاردة للمُقاوم،الترجيحات الإسرائيلية توهمت بوجوده داخل مخيم شعفاط فحاصرت المخيم ومنعت الدخول والخروج منه وفتشت المنازل للبحث عنه، في الوقت الذي كان فيه المُقاوم طليقٌ حرٌ تاركاً وراءه تخبطات الاحتلال وإخفاقهم الأمني والعسكري والاستخباراتي.

المطاردة لازت مستمرة والبحث عنه مستمر ليفاجئهم بوجوده على مدخل مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس المحتلة وخارج منطقة توقعاتهم، يطلق الرصاص مباشرةً تجاه الحارس ويشتبك معه في مشهدٍ لا يمكن وصفه، فقط يتبادر في ذهنك سؤالٌ واحد عند مشاهدة الاشتباك هل هذا حقيقي؟ ما هذه الشجاعةُ يا عدي ؟ أُمطرَ بالرصاص، أصيب َ ووقع أرضاً لكنه لم يسقط سلاحه حتى لفظ نفسه الأخير،عندما كانو يبحثون عن عدي التميمي كان الأخير يبحث عنهم أيضاً ليشتبك معهم.

الإعلام العبري والمحللون عبروا عن استيائهم من العملية، نوعام أمير مراسل عسكري إسرائيلي قال "نجاح عدي التميمي بتنفيذ عملية أخرى يعتبر شيئاً مخزياً لإسرائيل " بينما مراسل القناة 14 العبرية هلل روزين قال " كل أذرع المنظومة الأمنية تقوم بملاحقة التميمي على مدار أيام وفي النهاية ينجح بالوصول لمكان بعيد عن مكان اختفائه ويقوم بتنفيذ عملية كيف يمكن حدوث شيء كهذا ؟"

استهدف الشهيد عدي حاجز شعفاط ثم حراس المستوطنة المحصنين عسكرياً على الرغم من مقدرته على تنفيذ عمليته تجاه مستوطنين وقتلهم لكنه اختار الحاجز العسكري والحارس المسلح ليخوض معهم الاشتباك، لم يكن يريد إلا الند كتب في وصيته" أعلم أنني سأسشتهد عاجلاً أم آجلاً وأعلم أني لم أحرر فلسطين ولكن نفذتها وأنا واضعٌ هدفاً أمامي "

الحاضنة الجماهيرية الشعبية في مخيم شعفاط شكلت تحدياً ونزالاً كبيراً للاحتلال ضربت جميع محاولاته بعرض الحائط بدايةً من حلاقة الرأس إلى تداول اسم عدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشتيت خوارزميات الاحتلال عن مراقبته، يعيدنا هذا المشهد للثورة الفلسطينية عام 1936 عندما أُعلن عن منع ارتداء الطربوش واستبداله بالحطة لمنع الاستعمار من الوصول للثوار الفلاحين المعروفين بهذا الرداء.

لطالما استخدم الفلسطينيون مُنذ زمن أساليبَ مُقاومةٍ مختلفة ومميزة لحمايةِ المُجاهدين من وصول يدِ الاستعمار المَهزوم إليهم اليوم يعودُ الشبانُ لخوض حربٍ مُماثلة.. حربُ التمويه والتضليلِ "لعين الاحتلالِ قصيرةِ الأمد"خاضها أجدادنا مُسبقاً وعادت اليوم لحماية الأبطال والمجاهدين.

المَجدُ للفلسطيني كانَ وما زال يعلمُ كيف يصنع مجدهُ وحده بكل الطرق.

#عدي_التميمي