شبكة قدس الإخبارية

لماذا كل هذا الحماس والتفاؤل حول ما يجري في الضفة الغربية الآن؟

310291385_823310889098217_3155701665488711393_n
محمد أبو شنب

أولا: الموقع الإستراتيجي للضفة الغربية وحساسية جغرافيتها وأهميته للكيان وبالمقابل للفلسطيني ليس فقط في سهولة الأهداف بل بالأثر الذي يحدثه الحجر هناك وكذلك مكانة الضفة من المشروع الوطني الجامع.

ثانيا: الاتصال الجغرافي بين الضفة والقدس يجعلها أقدر وأقرب على تحقيق عنصر الرد وحتى الردع في مرحلة ما بالمقارنة بغزة حتى بما تملكه من ترسانة.

ثالثا: الفشل الذريع لمحاولات كلفت العدو وداعميه مليارات الدولارات في تدجين الضفة وخلق واقع وجيل جديد مسالم ومتعايش مع العدو .. هذا الأمر تفكك شيئا فشيئا مع غلبة الإرادة هناك والتي تواجه تحديات كبيرة جدا ولا تزال .. لكنها كسرت الحواجز والجدران وبدأت بتدفق جديد .. يذكرنا بانتفاضة الأقصى وما قبلها .

رابعا: وهي الأهم ما يجري الآن في الضفة هو الانصهار الوطني الحقيقي جغرافيا وسياسيا والتجسيد الحقيقي للوحدة الوطنية التي يجمع عليها الكل الفلسطيني حتى الخصوم السياسيين والذي يمهد الطريق ويسهلها لمشروع وربما برنامج وطني موحد يعيد للقضية قدرتها على تحقيق الانجاز السياسي والميداني وعدم التفرد بحالة او بجبهة دون أخرى.

ما يجري الآن يفكك كل التعقيدات حول المشروع الوطني ويشتت الضباب حول الخيارات والمستقبل .. ويعيدنا جميعا شئنا أم أبينا إلى المسار الصحيح الذي كنا قد ضللناه في مواطن سابقة وفي كل مرة كان الفعل الشعبي يعيدنا إليه من جديد.

خامسا: هذه الحالة بالرغم من امتلاك العدو ومعاونيه الأدوات على احتوائها إلا أن التوقيت والظروف اليوم تظهر لنا أن التجارب السابقة أكسبتنا نضجا والحالة الوطنية الآن في تطور مستمر وسريع سواء في اتساع رقعة العمل المقاوم أو في نوعيتها وجودتها وكثافتها وفي الحفاظ على بنيتها كما في جنين ونابلس.

أخيرا: يصعب تتبع ورصد وافشال هذه الحالة خاصة وأن الفعل المبادر فيها غير مبني على هيكل تنظيمي وإنما على أفراد او خلايا صغيرة يصعب ملاحقتها وتحقيق ضربات استباقية لها.

ستتسع رقعة استهداف العدو وهجماته وستزداد ضراوة في الأيام القادمة وكما عودنا بهوسه الأمني أنه سيلجأ للعقوبات الجماعية والمزيد من الضغط على الحاضنة الشعبية كما يفعل الآن في غزة لكن عند مرحلة يتراجع تأثير هذه الإجراءات في مقابل يأس الشارع من أي خيارات أخرى دون التصادم والانتفاضة.

في لحظة ما سيكون لغزة دورها وكذلك لباقي الساحات في الداخل المحتل وفي مخيمات اللاجئين القريبة من حدود فلسطين التاريخية لكن حتى ذلك الوقت فلنبقي أعيننا على جوهرة النضال هناك ودرعنا الذي يتشكل وعرين الأسود.