شبكة قدس الإخبارية

ما يؤديه المستوطنون في ما يسمى "قبر يوسف" بنابلس.. صلوات؟!

5ef1e34e4c59b724b54e4610

أصبح ما يسمى "قبر يوسف" أحد أهم العناوين في وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية بعد تصدي الفلسطينيين للمستوطنين الذين يقتحمون المكان تحت حراسة وحماية ومشاركة جيش الاحتلال الإسرائيلي. وعادة ما تتضمن صيغة الأخبار والتقارير عن الاقتحام مضمونا يشير إلى أن المستوطنين اقتحموا القبر لأجل الصلاة. مثال: مستوطنون يقتحمون نابلس ويؤدون صلوات في قبر يوسف.

يوضح مركز الحارس للبحوث والدراسات، أن اعتبار هدف اقتحام المستوطنين لما يسمى "قبر يوسف" هو الصلاة، يثير تساؤلات حول ارتباطهم بالمكان، فهذه الطقوس العدوانية الاستيطانية التي يطلق عليها وصف "صلاة" أبعد ما تكون من مجرد فعل اقتحام، بل هي تشكيل لتاريخ المكان بما يتناسب والرواية الصهيونية، التي تتعامل مع الأساطير التاريخية كأداة مهمة لنفي ارتباط الفلسطيني بالمكان، وتعميق الاستيطان والاحتلال.

يحاول الاحتلال أن يشكل من خلال هذه الطقوس الاستيطانية المزيفة تحت ستار الصلاة، القصة التاريخية للمكان، وتثبيت المزاعم حول الروابط التاريخية والدينية والثقافية بين المستوطنين والضفة الغربية، في محاولة لتزييف وتكييف التاريخ لصالح الصهيونية، ومحو ثقافة وتاريخ الفلسطيني وروايته التاريخية.

يشير مركز الحارس للبحوث والدراسات إلى أن الدوافع المعلنة للسيطرة العسكرية للاحتلال في الضفة الغربية متعددة، مثلا يعلن الاحتلال عن إبقاء منطقة ما تحت سيطرته العسكرية بمزاعم عسكرية مثلا. لكن إبقاء منطقة تحت سيطرته العسكرية بمزاعم تاريخية له رمزية عالية مرتبطة بالثقافة والتاريخ وهوية المكان والتحكم بالرواية.

لذلك، يرى مركز الحارس للبحوث والدراسات أن التأكيد على ارتباط المكان بالمستوطنين، من خلال الإشارة إلى أنهم يقتحمون نابلس لتأدية صلوات خاصة بهم، هو بمثابة تجريد للفلسطينيين من روايتهم التاريخية المتعلقة بالمكان، وحجب لكل ما هو فلسطيني عن ذلك الفضاء، وإخلاء المنطقة عند كل اقتحام للمستوطنين استجابة لهذه الذريعة، هو ليس بمثابة تسليم لاقتحام المكان فقط، بل للسرد والوعي.

بناء على ما سبق، يرى الحارس أن الطقوس الاستيطانية التي يؤديها المستوطنون في "قبر يوسف" تحت مسمى "الصلاة" تندرج في إطار العدوان المباشر على التاريخ والمكان الفلسطينيين ومن إنتاج الفعل الاستيطاني، لذلك نقترح أن لا يطلق وصف صلوات على هذه الطقوس الاستيطانية العدوانية، وذلك لتجريدها من المعنى الروحي والثقافي والتاريخي.

إن وصف هذه الطقوس العدوانية الاستيطانية بالصلوات، هو بمثابة انسياق مباشر وغير مباشر مع الرواية الصهيونية التوراتية التي تحاول اختلاق بعض المزاعم حول بعض الأماكن التاريخية في فلسطين، من أجل التأكيد على حق المستوطنين اليهود التاريخي في الأرض الفلسطينية، وتثبيت فكرة التاريخ المشترك والمستمر.

 

المصدر: مركز الحارس للبحوث والدراسات