شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يشن حربًا على المنهج الفلسطيني في مدارس القدس

302627740_374495564873731_1006543230576409553_n
نداء بسومي

القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: يواجه عشرات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين في القدس المحتلة محاولات إسرائيلية تستهدف فرض المنهاج الإسرائيلي واقعًا عليهم، ضمن خطة تستهدفهم وتنهي أي ارتباط بالقضية الفلسطينية، تصاعدت حدتها في الأشهر الأخيرة.

في يوليو الماضي، ألغت سلطات الاحتلال تراخيص ستة مدارس في القدس المحتلة، بذريعة "تدريس مضامين تحرض على دولة وجيش الاحتلال في الكتب الدراسية"، مستهدفة مدارس الإيمان، ويبلغ عدد طلابها نحو 1755 طالبًا وطالبة في المرحلتين الابتدائية والثانوية، والكلية الابراهيمية 288 طالبًا وطالبة.

ووفقاً لبعض التقديرات فإن الاحتلال خصص ميزانية تبلغ مليارين و100 مليون شيكل لتهويد القطاعات المختلفة في المدينة، خلال خمس سنوات في الفترة (2018 - 2022)، ويأتي على رأس الاستهداف تهويد وأسرلة النظام التعليمي في القدس بشكل كامل

حول ذلك، يصف رئيس لجنة أولياء الأمور في القدس زياد شمالي فرض المنهاج الإسرائيلي بـ "كي للفكر وطمس التاريخ والتربية الوطنية والانتماء لفلسطين، وهو أمر خطير جدًا على الأجيال القادمة فيما لو تم تعليمها بالمنهاج الإسرائيلي."

وبحسب شمالي، في حديثه لـ "شبكة قدس" إن عدد طلاب مدينة القدس من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر يبلغ 110 ألف طالب وطالبة، يتوزعون على مختلف المدارس والمؤسسات التعليمية التي تعمل في المدينة منذ عقود.

ويلفت إلى أن عدد المدارس المهددة بسحب التراخيص من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو 82 مدرسة، في الوقت الذي يوجد فيه تقصير رسمي من قبل السلطة الفلسطينية التي باتت غير مخولة بالعمل أو تقديم الدعم للمدارس في القدس.

ويرى شمالي أن أحد أبرز المشاكل التي يواجهها الطلبة في القدس تكمنُ المناهج المحرفة عبر حذف أي مادة تتناول القضية الفلسطينية، والمقاومة، وجرائم الاحتلال، واستبدالها بمواضيع تتبنى الرواية الإسرائيلية المزيفة إلى جانب شطب آيات قرآنية واستبدالها بآيات أخرى.

وعن الصعوبات والإشكاليات التي تواجه المدارس العاملة في القدس، يذكر رئيس لجنة أولياء الأمور أن الدعم المالي والمرجعية الخاصة بالمدارس أحد أبرز الإشكاليات التي تعصف بالمؤسسات التعليمية في المدينة خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن الاحتلال لا يتوقف فقط عند الإجراءات العقابية أو سحب التراخيص من المدارس وإغلاقها، بل يعمل على تقديم دعم مالي وامتيازات بإغراءات بعشرات الآلاف من الشواكل للمؤسسات التي توافق على فتح صفوف "بيجروت" إسرائيلي.

وتنقسم أنواع المدارس في القدس المحتلة إلى 4، منها ما يتبع بلدية الاحتلال، وأخرى تتبع مظلة الأوقاف (السلطة الفلسطينية) والمدارس الأهلية والخاصة، إلى جانب المدارس التي تتبع مظلة وكالة الغوث "الأونروا".

من جانبها، تقول الباحثة في مجال التعليم في القدس ولاء أبو عصب إن الاحتلال حذر مدرسة الكلية الإبراهيمية ومدارس الإيمان في القدس بتغيير المنهاج، وعدم ذكر أي شيء متعلق بالدين الإسلامي ووجود المجتمع الفلسطيني سياسيًا ووطنيًا في المدينة.

وتحذر أبو عصب في حديثها لـ "شبكة قدس" من مخاطر السياسات الإسرائيلية التي تستهدف محو القضية الفلسطينية من الأجيال الناشئة، ونزع ارتباطهم بأرضهم وقضيتهم عبر فرض مناهج محرفة أو مناهج إسرائيلية بحتة تنعكس بالسلب على الطلبة.

وتشدد أبو عصب على أن المنهاج الإسرائيلي المطبق من شأنه أن يخرج طلابًا بمستويات ضعيفة من الناحية الثقافية الوطنية والدينية، إلى جانب ضعف في اللغة العربية، وهي ضمن سياسات الاحتلال لتجهيل الطلبة المقدسيين في المدينة، وإفراغهم من الثقافة والعلم بخطط ممنهجة وسياسات مدروسة، على الرغم من كون الطلبة أول من يتفاعل مع قضاياهم الوطنية.

وتشير إحصائيات المنتدى التربوي المقدسي إلى أن أعداد المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي كليًا أو جزئيًا في مدينة القدس، كانت في العام الدراسي 2018/ 2019، 41 مدرسة تضم داخلها 7300 طالب، وفي العام الدراسي 2019/ 2020 أصبحت 50 مدرسة تضم 8300 طالب.

#مدارس_القدس #المنهج_الفلسطيني #البيجروت