شبكة قدس الإخبارية

سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون.. ما هي أهداف الاحتلال من وراء هذا القرار؟

1lzb7j510x4m
يوسف أبو وطفة

رام الله - خاص قدس الإخبارية: أعادت التسريبات الأخيرة عن مقترح يسمح للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بالتنقل عبر مطار "رامون" الواقع أقصى جنوبي فلسطين المحتلة، كبديل أو حل آخر عن جسر الملك حسين، فتح ملف المطار شبه المعطل من جديد.

ويعتبر المطار الذي تمكنت المقاومة الفلسطينية من استهدافه خلال معركة سيف القدس بصاروخ من طراز عياش 250، أحد أفشل المطارات التابعة للاحتلال الإسرائيلي من ناحية أعداد الرحلات والطائرات وعدد المسافرين. إذ أنه منذ عامين لم تقلع منه أي رحلة خارجية.

ومع هذه التسريبات المتواترة عبر وسائل الإعلام المحلية وتلك العبرية فإن موقف السلطة الفلسطينية هوض هذا الطرح تماماً خشية من توتر علاقتها بالأردن، على اعتبار أن عمان تعترض بشدة على المطار منذ نشأته وتأسيسه.

حكاية المطار منذ تأسيسه..

يقع مطار رامون في منطقة في وادي تمنة جنوب فلسطين المحتلة على بعد 18 كيلومتر (11 ميل) شمال مدينة إيلات، تم افتتاح المطار في 21 يناير 2019، وبعد تأسيسه رفض الأردن للمطار كونه قرب الحدود مع مدينة العقبة، حيث تقدم الأردن بشكوى ضد الاحتلال بهدف تقييده باتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944، والموقعة من قبل 192 دولة حول العالم.

عام 2021 تعرض المطار لضربة أمنية غير مسبوقة وغير متوقعة حينما استهدفته المقاومة الفلسطينية بصاروخ موجه من قطاع غزة، ليعلن في أعقابه توقف حركة الملاحة في المطار الذي تم استخدامه حينها كبديل عن مطار "بن غوريون" اللد.

وكلف مشروع بناء المطار نحو 7.1 مليار شاقل ومقام على مساحة تصل إلى نحو 14 ألف دونم قابلة للتوسيع، فيما سافر من مطار رامون العام 2019 نحو 348 ألف مسافر، وفي العام 2020 هبط العدد إلى 126 ألفا، ثم في العام 2021 هبط عدد المسافرين دوليا فقط على متن 9 طائرات مختلفة إلى 4800 فقط، أما في العام 2022، فقد وصل عدد المسافرين في الربع الأول إلى إلى 20 مسافرًا.

الموقف الفلسطيني.. الرفض أولى من القبول

مدير عام مركز شمس عمر رحال، شدد على ضرورة رفض فكرة القبول بسفر الفلسطينيين عبر مطار رامون كونها كمن "يدس السم في العسل" إذ أن حرية حركة الحركة والتنقل مكفولة في القانون الدولي وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية مادة رقم 12.

وقال رحال لـ "شبكة قدس" إن المطار ساقط من الناحية الجغرافية والاقتصادية، فهو يتواجد أقصى جنوب البلاد وسيتكبد الفلسطيني تكاليف السفر والعناء إلى هذه المنطقة، إضافة إلى عدم وجود حركة طيران في هذا المطار وهو مشروع فاشل إسرائيلياً.

وأضاف: "الاحتلال يريد أن يكون هناك مكاسب اقتصادية سيما وأن آلاف الفلسطينيين يتنقلون عبر مطار الملكة علياء، إضافة إلى رغبة الاحتلال في تسويق رواية للعالم بأنه سمح بسفر الفلسطينيين عبر مطار جوي، ومحاولة توجيه ضربة اقتصادية للأردن".

وبحسب رحال فإن الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال تضمنت مشروع مطار وهو ما حصل في قطاع غزة، وللفلسطينيين الحق أن يستخدموا مطاراً خاصاً بهم في القدس وأن يعاد تشغيل مطار غزة وأن يكون هناك مطار في أريحا.

ولفت إلى أنه ومن الناحية القومية يجب على الفلسطينيين رفض فكرة تشغيل هذا المطار، كونه يعتدي على الأراضي الأردنية وعدم القبول بهذه الحلول الترقيعية والتمسك بفكرة المطارات والمعابر الفلسطينية الخاصة.

واستبعد رحال وجود أهداف أمنية بالنسبة للاحتلال من وراء تشغيل مطار رامون أمام الفلسطينيين كونه يسيطر على المعابر والمنافذ، وبالتالي هو لا يحتاج إلى "مصيدة" جديدة للنشطاء الفلسطينيين كونه يقوم بذلك عبر المعابر المختلفة سواء بالاعتقال أو قرارات منع السفر.

إجراءات أمنية مطولة ومكثفة

ولا يعتقد مدير مركز شمس أن الاحتلال سيسمح بالوصول إلى مطار رامون بالنسبة للفلسطينيين بمنتهى السهولة إذ سيقوم بإجراءات أمنية مكثفة وغير بسيطة قبل الوصول إلى المطار، إضافة للتكلفة العالية سواء كان ذلك بسيارة أو حافلة أو قطار أو وسيلة نقل مرتفعة على كاهل الفلسطينيين.

ولفت إلى أن الحل يتمثل في معبر الكرامة بالعودة إلى ما كان عليه الواقع قبل 3 سنوات وهو فتحه على مدار الساعة وهو ما من شأنه التعامل بسلاسة مع تدفق الفلسطينيين إلى المعبر، غير أن الحكومة تقاعست ولم يكن لديها بدائل.

من جانبه قال الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إن الاحتلال يبحث عن تشغيل مطار رامون بهدف تغيير الواقع القائم في الضفة المحتلة، بعيداً عما يتم تناقله عبر التسريبات الإعلامية في وسائل الإعلام.

وأوضح بشارات لـ "شبكة قدس" أن هناك ما يشبه استراتيجية سياسية جديدة للتعامل مع الضفة الغربية واعتبارها بطريقة غير مباشرة مع الاحتلال وإدارتها بشكل جزئي واعتبارها عملية ضم غير مباشرة للضفة الغربية بعيداً عن التفسيرات العلنية.

واستكمل قائلاً: "الاحتلال يبحث عن خلق منافذ تستهدف منع الاحتكاك ومنع الضم المباشر للسكان، والاحتلال يبحث عن حلول في إطار الهوامش للتعامل مع قضية الضفة المحتلة التي لن تنحل، فالمشهد السياسي لن يحمل جديد".

ونوه بشارات إلى أن المنافع الاقتصادية تبدو شيئاً هامشياً فيما يتعلق بملف مطار رامون في ظل بحث الاحتلال عن تحقيق مكاسب سياسية جديدة على حساب الفلسطينيين، حيث يبدو ما يجري ضمن طريقة لخدمة مشاريع الاحتلال كما ورد في إعلان القدس.

#الاحتلال #مطار_رامون