شبكة قدس الإخبارية

كيف أضحى ضوء الليزر أداة من أدوات المقاومة الشعبية؟

148022Image1
نداء بسومي

رام الله - خاص قدس الإخبارية: لا يكفُ الفلسطينيون عن ابتكار وسائل في مقاومتهم الشعبية للاحتلال، بدءًا من الحجر ووصولًا إلى البالونات الحارقة التي كبدت الاحتلال في فترات انطلاقها ما كبدته من خسائر وحرائق داخل الأراضي المحتلة، وأخيرًا وليس آخرًا، استخدام الليزر بعيد المدى في الإضاءة على سيارات المستوطنين وإعاقة سيرهم على الشوارع الالتفافية التي شُقت على أراضي الفلسطينيين.

الليزر على بساطته أزعج الاحتلال، وبات يسميه في إعلامه العبري "إرهاب الليزر"، وكان له أثره البسيط في رصيد المقاومة الشعبية الفلسطينية، حيث تنقل صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، منتصف شهر يونيو الماضي، عن إصابة عائلة مستوطنين وهي في طريقها إلى مستوطنة "كوهاف هشاحر" المقامة قرب قرية المغير، وذلك من خلال تسليط الشباب في القرية لضوء الليزر على سيارتهم ما أدى تشويش الرؤية عليهم، ما أجبرهم على الوقوف، وتبدأ حينها المرحلة الثانية من المقاومة الشعبية برشق سيارتهم بالحجارة.

على إثر ذلك، سلّم الاحتلال أهالي قرية المغير منشورات تهديدية حول استخدام الليزر بحق المستوطنين، وقال في تهديده "إذا لم تتوقف هذه الظاهرة، فسنقوم من أجل انقاذ الأرواح البشرة باتخاذ كافة الإجراءات المتاحة لنا."

ليست المرة التي يوزع فيها الاحتلال هذه التهديدات في قرية المغير، بحسب عضو المجلس القروي مرزوق أبو نعيم، الذي يقول في حديثه لـ "شبكة قدس" إن جيش الاحتلال ومستوطنيه هم من بدأوا باستخدام الليزر ضد الفلسطينيين في قرية المغير، من خلال تسليط أبراج مراقبة الجيش وأفراد المستوطنين ضوء الليزر القوي على سكان القرية، وعلى إثر ذلك، بدأ الشباب باستخدام الليزر ضد سيارات المستوطنين، حيث يبعد الشارع الذي يسلكونه نحو 500 متر عن القرية.

ويضيف أبو نعيم أن الاحتلال غضب من هذه الظاهرة، واعتقل 3 شبانٍ على إثرها، كما قام المستوطنون صباح الإثنين، 11 يوليو 2022، بقطع 24 شجرة زيتون يزيد عمر الواحدة منها عن 20 سنة، وحرقوا خيّم رعاة الماشية، وطردوهم من مناطق الرعي.

ويوضح عضو مجلس قروي المغير أن الاحتلال يستمر في تضييقه على سكان القرية، من خلال إعلان30 ألف دونمٍ كمناطق عسكرية مغلقة، يحظر على الفلسطينيين الاقتراب منها، في حين تفتح الأبواب على مصراعيها أمام المستوطنين، إضافةً إلى إغلاق مدخل القرية المتكرر من قبل المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال.

بدوره، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة أن الشباب الفلسطيني المنخرط في العمل المقاوم يستمر في توظيف جميع الأدوات المتاحة بين يده لمقارعة الاحتلال، وبينما كانت أدوات الانتفاضتين في السابق الحجارة والمولوتوف، فإن اليوم مع تطور وسائل التكنولوجيا أوجد الشبان مجموعة من التقنيات التي يمكن استخدامها في مقاومتهم الشعبية.

ويقول هلسة في حديثه لـ "شبكة قدس": " نحن نعلم أن هذه الأدوات ليست أدوات تحرر وطني، لكنها تصب في خدمة إدامة جدوى مقاومة الاحتلال، بالمفرقعات والبالونات الحارقة والليزر والكوشوك والطائرات الورقية، فكل تقنية تستحدث في العالم ويستطيع الفلسطيني توظيفها يرى فيها الاحتلال سلاح يزعجه ويقض مضاجعه، ويتعامل معه كأنها البندقية والمولوتوف."

ويشدد هلسة على أن هذه الأدوات – على بساطتها – تذكر الاحتلال بأن المقاومة ما زالت مستمرة في الشعب الفلسطيني، وأن هذه التقنيات البسيطة تواجه الاستخبارات وقوة الاحتلال العسكرية، ويقف الاحتلال عاجزًا امامها، وأمام ملاحقة إضاءة ليزر أو مفرقعات، لذلك يتعاطى معها على أنها تهديد لأمنه.

#المقاومة_الشعبية #الليزر