شبكة قدس الإخبارية

دلالات زيارة حماس إلى لبنان ولقائها بنصر الله

thumbs_b_c_ffc806390ecaa170f024325f09318a43
هيئة التحرير

بيروت - خاص قدس الإخبارية: جاءت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ولقائهم بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في ظل التهديدات الإسرائيلية أكثر من جبهة لا سيما جبهة لبنان وغزة.

ودفعت هذه الزيارة المراقبين لاعتبارها أنها تأتي ضمن أبعاد تنسيقية بين قوى المقاومة ككل في المنطقة، للاستعداد لأي تطور محتمل خلال الفترة المقبلة في ضوء ما تشهده المنطقة والإقليم من زيارات دولية وإقليمية لمستويات مختلفة عسكرية وسياسية.

وتشهد المنطقة مؤخراً سلسلة من اللقاءات التي تجري بين رؤساء وأمراء دول عربية إلى جانب لقاءات يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي تحت إدعاء مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة وتشكيل درع صاروخي وآخر جوي للحماية منه.

ويعتبر لقاء هنية بالأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله هو الأبرز، في ظل الحديث عن إمكانية اندلاع مواجهة جديدة لأسباب عدة أبرزها ملف الغاز والتطورات الحاصلة في المسجد الأقصى خصوصاً ومدينة القدس المحتلة على وجه الخصوص.

وتسابق الأطراف جميعها هذه الفترة نفسها للاستعداد سياسياً وعسكرياً وميدانياً لأي تطور يمكن أن يقلب حالة الهدوء "الخادع" الذي من شأنه أن يحول الأمر إلى جبهة مشتعلة، بالتزامن مع حالة عدم استقرار يشهدها الاحتلال الإسرائيلي بعدما تم حل الكنيست الحالي والاتجاه نحو انتخابات هي الخامسة في 3 سنوات وهو ما يعزز حالة عدم الاستقرار السياسي.

ولم يٌُفصح عن فحوى الزيارة والتفاصيل التي تم التباحث فيها بين كل من هنية ونصر الله إلا أن التسريبات والإفصاحات الشحيحة المتوفرة تؤكد أن "تحالف القدس" هو الهدف الذي تسعى كل الأطراف لتحقيقه هذه الفترة استعداداً لأي مواجهة محتملة.

وإلى جانب لقاء هنية بنصر الله، يحضر لقاءه مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في الواجهة خصوصاً فيما يخص تنسيق العمل المشترك على جبهة المقاومة في قطاع غزة إلى جانب ساحة الضفة الغربية المحتلة.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من اللقاءات التي سيقوم بها وفد حماس لدول إقليمية إلى جانب لقاء محتمل إلى روسيا المنشغلة بحربها مع أوكرانيا والغرب عموماً، فيما يبقى ملف الغاز حاضراً على طاولة كل الأطراف.

وتبدو أهمية هذه الزيارة غير المعلنة في الاستعداد لأي سيناريو محتمل يستهدف مواجهة التطبيع الحاصل في ظل الحديث عن إمكانية اتجاه السعودية نحو إقامة علاقات أمنية وسياسية واقتصادية معلنة مع الاحتلال خلال الفترة المقبلة.

وبالتوازي مع هذا الأمر، يبرز الحديث عن توسع المقاومة وحضورها في أكثر من جبهة لتركيز الاهتمام على استهداف الاحتلال الذي يحاول التمدد في المنطقة تحت غطاء مواجهة إيران، إلى جانب سباق التسلح القائم حالياً.

وتكتسب هذه الزيارة أهميتها في كسر المقاومة لحصارها السياسي المفروض عليها مع مقاطعة دول عربية لها تحت غطاء مواجهة "الإرهاب" في الوقت الذي تريد المقاومة تمتين جبهتها وتعزيز قدراتها وإمكانيتها استعداداً لأي مواجهة جديدة.

ويعد هذا هو اللقاء الثاني لهنية بحسن نصر الله منذ أن انتخب رئيساً لحركة حماس للمرة الثانية على التوالي قبل أكثر من عام، حيث يركز الاحتلال في الفترة الأخيرة على تواجد الحركة في لبنان مع اتهامات لها بإطلاق صواريخ من لبنان تجاه شمال فلسطين المحتلة.

ويتزامن اللقاء مع تسريبات عن إمكانية عودة الحركة إلى سوريا وهي الأنباء التي لم تنفها أو تؤكدها قيادات الحركة، في ضوء المتغيرات الحاصلة في المنطقة وعودة العلاقات بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي بعد قيطعة لسنوات.

وفي بيان مشترك أصدرته حركتي حماس والجهاد الإسلامي قالتا فيه "إنهما بحثتا التطورات الميدانية والسياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تقسيمه زمانًا ومكانًا والتهديدات المتواصلة بحق أبناء شعبنا".

وأضافت الحركتان: "جرى استعراض المتغيرات السياسية وجهود الاحتلال للتوغل في المنطقة عبر بوابة التطبيع وانعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية وشعوب المنطقة، وجرى التأكيد خلال اللقاء على المقاومة الشاملة كخيار استراتيجي للتعامل مع الاحتلال".

وفي بيان آخر، يفصح تفاصيل لقاء هنية بنصر الله، أكد البيان على أن اللقاء استعرض كل التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وخاصة ما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك والضفة والقطاع وأوضاع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وخاصة في لبنان.

وأضاف البيان: "تم استعرض خلال اللقاء التطورات السياسية في المنطقة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، والمخاطر المترتبة على مسار التطبيع على فلسطين والمنطقة برمتها في إطار سعي الاحتلال إلى تحقيق السيطرة على المنطقة ومقدراتها بوسائل مختلفة، وخلق صراعات داخلية بين مكونات الأمة".

وشددت الحركة على تطوير برنامج ومحور المقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي لاستعادة الحقوق الوطنية وحماية مقدرات الأمة وشعوبها من سلوك الاحتلال الذي يسعى إلى نهبها، بالإضافة إلى جريمته الكبرى باحتلاله الأراضي الفلسطينية والعربية.

#غزة #لبنان #حماس #المقاومة #هنية #النخالة #حزب_الله #الجهاد_الإسلامي #نصر_الله