شبكة قدس الإخبارية

في ذكرى "النكسة": المقاومة تمحو "ليل العرب"

8rvlP

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: في مثل هذه الساعات من حزيران/ يونيو 1967، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ عدواناً جديداً على العرب والفلسطينيين، لتوسيع مشروعه الاستيطاني واحتلال مزيد من الأراضي العربية، بعد سنوات من حرب النكبة التي دمرت مئات القرى الفلسطينية وشردت أصحابها.

بدأ جيش الاحتلال عدوانه بتنفيذ عملية إغارة جوية عنيفة على المطارات العربية، أطلق عليها اسم "موكيد"، وأدت إلى شلل في سلاح الجو العربي خاصة المصري، ثم تقدمت القوات البرية نحو الضفة وغزة وسيناء والجولان.

خسرت الأمة العربية في حرب حزيران/ يونيو التي صارت تعرف لاحقاً باسم "النكسة"، مساحات واسعة من أراضيها وآلاف الشهداء بالإضافة إلى الحالة النفسية القاسية التي أصابت الجماهير، التي انتظرت نصراً في الحرب يحرر ما احتل من فلسطين في عام 1948.

لم تكن آثار النكسة سلبية فقط بل ساهمت في انطلاقة جولة جديدة من الثورة الفلسطينية، التي تزعمت فصائلها المشهد النضالي بعد تراجع الأنظمة العربية عقب الهزيمة التي لحقت بها، في الحرب، وشهد قطاع غزة والضفة عملاً من مختلف الفصائل منذ اليوم الأول للهزيمة لتأسيس بنية تنظيمية للمقاومة فيها.

رغم انهيار معظم الوحدات العسكرية العربية التي قاتلت في الميدان، إلا أن بعض المناطق قاتلت بشراسة وصمدت في وجه قوات الاحتلال، كما حصل في خانيونس والقدس وغيرها.

كان مفتاح انتصار جيش الاحتلال في الحرب هو "القوة الجوية" التي خلقت "صدمة نفسية"، في صفوف القوات العربية، عزز منها أخطاء عسكرية وإدارية اعترف بها ضباط وقادة شاركوا في قيادة القوات العربية خلال تلك المرحلة، وبعد سنوات من الحرب فقدت دولة الاحتلال الإسرائيلي ميزة حسم الحرب من الجو، بعد التغير الكبير على خريطة الأعداء وقوى المقاومة التي دخلت على خط المواجهة في السنوات الماضية.

شكلت هزيمة حزيران/ يونيو 1967 هزة سياسية وفكرية عنيفة في الوطن العربي، ورغم محاولات ربط الهزيمة بخلفيات فكرية أو سلوكية في المجتمعات العربية، إلا أن التجارب أثبتت أن ما حصل كان نتيجة أخطاء سياسية وعسكرية وإدارية وعدم استعداد للمعركة، وبعد شهور فقط أثبت المقاتل العربي والفلسطيني قدرته على الصمود كما حصل في معركة الكرامة، ولاحقاً في حرب 1973، ومختلف المواجهات العسكرية التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والعربية.

ما زالت آثار هزيمة 1967 حاضرة في نفوس العرب والفلسطينيين وعلى أرضهم، فما زال الاحتلال يسيطر على الداخل المحتل عام 1948 والضفة والقدس والجولان ومزارع شبعا، ولكن الدولة التي كانت تحتل مساحات واسعة من أراضي العرب من سيناء حتى جنوب لبنان أجبرت بفعل المقاومة والتضحيات العربية والفلسطينية على الانسحاب من جنوب لبنان وغزة وسيناء.

#النكسة