شبكة قدس الإخبارية

"ما خفي أعظم": كيف ربطت معركة "سيف القدس" بين ساحات المقاومة؟

b92deccccf1752b4246f2cbd86434956

غزة - خاص قُدس الإخبارية: حمل تحقيق ما خفي أعظم الذي بثته قناة الجزيرة يوم أمس وكشف من خلاله عن كواليس معركة سيف القدس، عدة رسائل مهمة حاول المتحدثون فيه التأكيد عليها، كان أولها التركيز الشديد من طرف من قابلهم معدّ برنامج ما "خفي أعظم" على نقطة البداية في المعركة، والتي كانت بمثابة مبادرة من طرف المقاومة، على فكرة طرحها الإسرائيليون أنفسهم مفادها أن التحذير الذي أطلقه قائد هيئة الأركان محمد الضيف وقصف القدس الذي تلاه كانا قد حسما المعركة لصالح المقاومة في دقائقها الأولى، وأن المقاومة تحولت من فعل الدفاع إلى فعل الهجوم من أجل تثبيت معادلات استراتيجية صاغتها قبل الحدث الشرارة.
ويتضح من خلال ما خفي أعظم أن المقاومة تجري مراجعات شاملة وهي من تحدد الاشتباك في المرحلة التالية، فاستهداف القدس بالصواريخ لم يكن مرتبطا بقضايا آنية أو حسابات تتعلق بقطاع غزة أو بسبب ظرف سياسي أو أمني مستجد، وإنما ضمن استراتيجية شاملة تم صياغتها في مطلع عام 2021 عنوانها الرئيسي ربط الساحات، واليوم هذا العنوان تحوّل إلى كابوس وحمل ثقيل بالنسبة للاحتلال الذي اعترف أنه لم يعد قادرا على التخلص منه، واليوم يمكن القول أكثر من أي وقت مضى إن ما تحقق هو انتصار كامل، لأن الهدف كان ربط القدس بـ غزة وهو ما تحول لأمر واقع، وأحد تجلياته مظاهر الارتباك والاستعداد قبل مسيرة الأعلام التي ستقام غدا، رغم أن هذه المسيرة ظلت على مدار 34 عاما تقام بشكل روتيني دون أي تبعات.
أما بالنسبة للغرفة الأمنية المشتركة، والتي ضمت ضباط استخبارات من محور المقاومة والمقاومة الفلسطينية، كانت من أهم ما كشف عنه التحقيق، لأن رسالة الكشف عنها تتجاوز حدود ما ورد عن تأثيرها ودورها، ومن المهم التذكير أن المعركة في أيامها الأخيرة شهدت إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الشمالية، ويبدو أن رسالة المقاومة في "ما خفي أعظم" أن هذه الصواريخ كانت في سياق التنسيق الكامل بين كل الأطراف وليس كما يدّعي الإسرائيليون أنها لم تكن بالتشاور مع الأطراف الفاعلة في المحور، وبالتالي هذه دلالة مهمة على أن جبهة أخرى كانت مستعدة عسكريا وأمنيا للدخول إلى خط المواجهة وهو ما قد يحدث في مواجهات قادمة.
ولعل ما كشفه عضو هيئة أركان كتائب القسام محمد السنوار عن توزيع المهام في الضربة الأولى بين القسام وسرايا القدس، بحيث تضرب الأولى القدس بالصواريخ، وتستهدف الثانية آلية عسكرية بالكورنيت شمال قطاع غزة، والضربتان تمثلان في قواعد الاشتباك مع الاحتلال إعلان بدء المواجهة، يؤكد أن حسابات المقاومة مرتبطة بالميدان وتوزيع الأدوار، وأن كل طرف في المقاومة يقوم بدوره ضمن خططه الاستراتيجية الأساسية للهجوم، لكن بالتنسيق الدقيق ضمن غرفة عمليات مشتركة.
وكشف كتائب القسام عن استشهاد 18 مقاتلا خلال محاولتهم تنفيذ عملية خطف جنود إسرائيلين، هو رسالة متعددة الاتجاهات، والغرض منها التأكيد للأسرى أن تحريرهم مسألة وقت ومرتبط بمعطيات الميدان والقرار في هذا السياق واضح ويأتي ضمن الخطة الاستراتيجية التي تم إعدادها مطلع عام 2021 وكشف عنها التحقيق. أما الرسالة الموجهة للاحتلال فهي أن المقاومة لن تبقى في حالة انتظار وأسيرة حساباته الأمنية والسياسية الداخلية، وكأنها تقول له إن كنت ترى في صفقة التبادل مشكلة فإن عدم إتمامها سوف يوقعك في مشكلة أكبر وسيضاعف الأثمان.

#غزة #سرايا القدس #الأسرى #كتائب القسام #سيف القدس #محمد الضيف #محمد السنوار