شبكة قدس الإخبارية

الإجراءات الأمنية للمقاومين ضرورة حتمية لديمومة العمل المقاوم بالضفة

Oinbq
رامي أبو زبيدة

تزداد أهمية الأمن أثناء عمليات المواجهة مع المحتل من خلال تزايد نشاطات العدو المعادية ومدى شراستها ويتطلب ذلك معرفة كافة العوامل المؤثرة على أمن المقاومة ودراسة المعضلات الأساسية التي تواجه الأمن فيها واجراء تقدير موقف صحيح وجهد يوصلنا إلى وضع الخطط الصحيحة واتخاذ الاجراءات الأمنية اللازمة لذلك.

الحذر واليقظة هما دفاعان أساسيان ضد هجوم العدو، فالشخص المستيقظ والشديد الانتباه هو أقل احتمالاً لأن يسقط ضحية لمكائد العدو من الشخص الذي هو غافل عما حوله، في الأونة الاخيرة تكررت العديد من الأخطاء الامنية لدى العديد من الشباب في الضفة الغربية خاصة في مخيم جنين نتج عنها سقوط الشهداء واعتقال مقاومين.

نقدم في هذا المقال مجموعة من النصائح حول الإجراءات الاحتياطية التي يجب أن تُتخذ من قبل المقاومين لكي يتحرزوا من القبض عليهم وتجنب المراقبة، ولكي يكون لديهم القدرة على التملص من مراقبة واجراءات الاحتلال وأعوانه.

ابتداءً الاجراءات التي يجب أن تتخذ من قِبل أي فرد ستعتمد بشكل كبير على التهديد المقيم لذلك الفرد، وهذا يمكن أن يتحقق من خلال الأخذ في الاعتبار: "الموقع في الحركة، المظهر، مهام العمل، تهديدات وتصريحات العدو...الخ"

الاحتياطيات الأمنية يجب أن تُربط بإمكانية الهجوم أو إمكانية المراقبة.

مثال:

أكثر الشباب نسبياً عرضة للهجوم عليهم عندما يدخلون أو يتركون بيوتهم، او عند اقترابهم من مكان عملهم، أو في أوقات أخرى حينما يمكن توقع تحركاتهم، المطلوب في هذه الأوقات اتخاذ الدرجة العالية من اليقظة والحذر.

مهم جداً لشباب المقاومة بالضفة الغربية معرفة وتوقع حالات الضعف التي من الممكن ان يستهدف من خلالها، وبالرغم من أنه بالممارسة قد لا تكون دائماً قادراً على تفاديها، فيجب أن تكون دائماً مستعداً لملاقاتها وتوقعها، وبهذه الطريقة ستكون بمنأى من أن يأخذك العدو على حين غرة.

تنبيهات أمنية هامة:

كن منتبهاً إلى التصرف المريب أو غير القابل للتفسير من قبل الأشخاص الذين من حولك أو بجوار بيتك أو مكان عملك.

تذكر بأن استهدافك والهجوم عليك سوف ينجح فقط إذا مسكك العدو على حين غرة. فالعدو عندم يرى بأنك على أتم الحذر سوف يجبره حذرك على التوقف والتفكير، مما يتيح لك ترتيب شؤونك المهمة وأخذ سبل الانسحاب والإفلات أو استدعاء المساعدة.

حاول دائماً استدعاء المساعدة مع أول إشارة لحدوث شيء غير مألوف أو يكون على وشك الحدوث.

تحركاتك ونشاطاتك ينبغي أن تكون محدودة ومحسوبة بشكل دقيق لنفسك ولأولئك الذين بحاجة لمعرفتها، فالعدو لن يستطيع حساب خطط الهجوم إلا إذا استطاع أن يتوقع تحركاتك.

الروتين والتوقعية هما عدونا الأعظم؛ فهما يمكنان العدو من توقع حركة المقاوم القادمة، لذا فعليك سؤال نفسك دائماً:

هل أنا أتبع مجموعة من الروتين؟

هل يستطيع أي أحد أن يتوقع ما ستقوم به؟

وتعتبر إجابتك عن هذه الأسئلة هي أساس التكتيك الذي عليك أن تتبعه لتنفيذ عملياتك، والبعد عن أي احتمال للقبض عليك.

لا تتواجد دائما في نفس الأماكن وأي مكان قد يتوقع الناس إيجادك بسهولةٍ فيه.

لا تلتقي الناس بانتظام في نفس الأماكن أو في نفس الأوقات.

تجنب استعمال نفس الطرق التي من خلالها تذهب للأماكن التي تزورها بانتظام، كمثل العمل والأصدقاء.

لا تكشف أبداً عن تفاصيل تحركاتك لأي أحدٍ إلا إذا استلزم الأمر ذلك.

تعود على فحص الطريق أو المنطقة أمام بيتك أو عملك قبل الانصراف، لفحص ما إذا كان هناك أي أشخاص يثيرون الريبة أو سيارة غريبة عن مقربة.

تجنب الأماكن بدون طرق للهروب، واختر الطرق التي تقدم مسارات متعددة للرحيل.

لا تمش أبداً من مكان لآخر في طريق مستقيم وواضح. وامشِ بطريقة لا يمكن التنبؤ بها بما يجعل من الصعب على المهاجمين الملاحقين أو المتعقبين تخمين تحركاتك القادمة.

أحذر من التحدث عبر الهواتف المحمولة "الجوال" حول الأمور التي تتعلق بالمقاومة أو استخدامها في الأماكن الحساسة كنقاط الرباط وأماكن العمل الخاص، الهواتف المحمولة تعتبر بمثابة جاسوس كبير، ولذا ندعو جميع المقاومين في الضفة إلى عدم استخدام الجوال في العمل الفدائي والمقاوم ونحذرهم من الاستهتار بذلك.

خطر مواقع التواصل الاجتماعي

بات ملحوظاً أن بعض العناصر والأفراد يستخدموا مواقع التواصل بصورة غير مناسبة، الأمر الذي يعرضهم وزملاؤهم لخطر الاختراق أو الكشف لدى الاحتلال، ومن هذه الصور:

1. قيام بعض الأفراد بنشر صورهم مع أحد شهداء المقاومة خصوصاً الدالة على عمل مقاوم.

2. تداول سيرة الشهيد وتفاصيل حياته الخاصة عبر المواقع.

3. نشر صور جديدة وحصرية للشهداء (الأجدى أن تكون في طي الكتمان).

4. نشر منشورات تدل على عمل تنظيمي مقاوم، وعمل إشارات لأشخاص ذوي اختصاص.

نصائح وتنبيهات لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي:

1. احذر من نشر الصور الدالة على عمل مقاوم.

2. تجنب تداول سيرة الشهيد وتفاصيل حياته (الخاصة) عبر المواقع.

3. لا تنشر صور للشهداء (الأجدى أن تكون في طي الكتمان).

4. ابتعد عن المنشورات الدالة على عمل تنظيمي مقاوم، وتجنب عمل إشارات لأشخاص ذوي اختصاص.

في النهاية تذكر أن حماية ظهر المقاومة هو أمانة دينية ومسؤولية وطنية، ولا تجعل استهتارك يقدم خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني، فالجميع يدرك أهمية المعلومة في الحرب القائمة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، ففي الوقت الذي تعمل المقاومة فيه على حماية أسرارها العسكرية والأمنية، يحاول الاحتلال الحصول على أي معلومة توصله إلى أفراد المقاومة أو خططها وعتادها.

استمرار المقاومة بالضفة الغربية وتطورها، ومشاغلة الاحتلال على عدة جبهات بالضفة والقدس والداخل في وقت واحد من شأنها أن تفرض معادلة جديدة على الاحتلال يصبح استنزاف جيش الاحتلال ومستوطنيه مجدياً ومغيّراً وليس مجانياً وعبثياً ويفتح الباب واسعا لتطور وتنامي مشروع الـمـقاومة بالضفة الغربية.

#المقاومة