شبكة قدس الإخبارية

أيار وسيناريو الانفجار في فلسطين

99T4QM-highres
واصف عريقات

اندفاع اليمين الإسرائيلي الحاكم إلى اليمين الأكثر تطرفا حتى وصلت فيهم الصلافة للقول إن فلسطين غير محتلة وأن القدس لليهود ولا حق للفلسطينيين فيها مسيحيون ومسلمون، ونشرهم لآلاف الجنود وإطلاق العنان لهم بالقتل، ودعوتهم للنفير العام وحمل السلاح، وما قاموا به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني خاصة في شهر رمضان، ما يشجع غلاة المستوطنين المتطرفين لمزيد من الاقتحامات والاعتداءات والتطاول ويرتكبون الحماقة الكبرى وينفذون تهديداتهم تجاه القدس والمسجد الاقصى، وأن اخذت القيادة الإسرائيلية الحالية الهشة والضعيفة الاعتبار من الموقف الفلسطيني الموحد وداعميه "من العرب والمسلمين والعالم الحر وتوحدهم حول القدس واستعدادهم للتضحية واعتبارها نقطة التفجير" لخشيتها من السقوط ولأنها تريد الحفاظ على تحالفها وموقعها مما اجبرها على التراجع "المؤقت" بعض الشيء ومحاولة تقليل جرائمها، فإن قيادة الصهيوني المتطرف العراقي الأصل وعضو ما يسمى بالكنيست "إيتمار بن غفير" وجماعته المسماه "لاهافا" التي تدعو إلى قتل العرب، وأمثالهم الـ 63 جماعة وتنظيم من المستوطنين المتطرفين وكلهم مسجلين رسميا ويجمعون على تهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى والصعود إلى "جبل الهيكل" "بحسب الشريعة اليهودية"، ومن هذه الجماعات والتنظيمات ما هو سري خاصة داخل الجيش الذي اكتشف عام 1984 اثناء الاعداد لمحاولة قصف المسجد الاقصى من الجو لازالته من الوجود، ومنها جماعة فتيان التلال "شباب التلال" وهم الفاشلون في الحياة والمطرودون من اهاليهم، يعيش معظمهم في بؤر استيطانيىة اسرائيلية في الضفة الغربيىة المحتلة، ويسكنون في مباني منفردة ومبعثرة ، وهم من يهاجم الفلسطينيين بشكل دائم، ومنهم انطلقت جماعة "تدفيع الثمن"، كما هو حال مؤسسة هيكل القدس التي تضم الفيزيائي الأمريكي "لاجرت دولفين" الذي حاول مع مؤسسها "جولت فوت" التحليق فوق المسجد الاقصى وقبة الصخرة لتصويرها بأشعة إكس بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي الذي ابتكره "دولفين" لتصوير باطن الأرض ليثبت للعالم أن الاقصى مقام في موضع الهيكل، وهو ما يؤكد نواياهم العدوانية واستعدادهم الدائم لارتكاب الجرائم بحق فلسطين وأهلها، وكل هذه الجماعات لن تبدي اهتماما لأي اعتبار وستشعل المنطقة بحماقتها عند تنفيذ مخططاتها، حاولت ذلك خلال شهر رمضان الحالي وردعها التصدي الفلسطيني، وما زالت تهدد بتنفيذ اقتحام للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الأول من شهر آيار حيث وجهت ما يسمى بهيئة مقر منظمات الهيكل دعوة لاقتحام كبير للمسجد الاقصى في يوم ما يسمى "الاستقلال" المقرر يوم الخميس 5 أيار الجاري بين الساعة السابعة والحادية عشرة صباحا وبين الساعة الواحدة والثانية والنصف ظهرا ، حيث قالت إن هذه الدعوات تأتي بعد الاخفاق في مسيرة الأعلام بمدينة القدس المحتلة.

من جانب آخر وفي نفس اليوم من شهر أيار ستنفذ رابطة الطيارين في اسرائيل عروضا جوية استفزازية احتفالا بذات المناسبة، وفي أيار يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة وتهجيرهم من بلادهم وما حل بهم من مآسي على طريقتهم باشكالها كافة وربما تاتي هذه السنة مختلفة عن كل السنين الماضية، وارتقاء عدد كبير من الشهداء وازدياد عدد الجرحى والمعتقلين والعمليات الفردية البطولية "وليست آخرها عملية سلفيت" التي نفذت في الايام الأخيرة شملت كل الجغرافيا الفلسطينية تدق جرس الانذار.

وفي شهر أيار سينفذ الجيش الإسرائيلي أكبر مناورة في تاريخه كان المفترض إجراؤها في ايار الماضي ولكن تم تأجيلها بسبب عملية سيف القدس والكل الفلسطيني، وعلى اثرها وبعدها أجرى الجيش الاسرائيلي سلسلة من التدريبات على تدارك الاخفاقات واستيعاب وتطبيق الدروس المستفادة وتحسين جاهزية وكفاءة وحداته وتحسين الدفاع على جبهة قطاع غزة ، كما اجرى عددا كبيرا من المناورات خلال العام 2021 استعدادا للمعارك القادمة وكيفية التعامل مع مختلف السيناريوهات الهجومية، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على النية المبيتة عند القيادة الاسرائيلية كما هي كل القيادات المتعاقبة على تصدير ازماتها "والتي وصلت حد الذروة الان" وتنفيذ مخططاتها من خلال ارتكاب حماقة وتنفيذ مغامرة عسكرية تجاه قطاع غزة، وتشديد الخناق على القدس والضفة الغربية وفلسطين التاريخية، تدرك القيادة الاسرائيلية بأن تنفيذ هذه الحماقة له ثمن باهض وفاتورة التصعيد ستكون مكلفة والعملية العسكرية ليست نزهة وكذلك تشديد الخناق على الفلسطينيين، وتوجهها الى هذا المخرج يؤكد على ضعفها وعدم قدرتها على ضبط المستوطنين ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم لا سيما وان المعارضة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو تتربص وتؤجج الموقف وتريد اسقاط حكومة الثلاثي بينيت لابيد غانتس لتحل محلهم ولو على حساب الدم الفلسطيني، كما ان هذا التصعيد يلبي رغبة (بعض) القيادة العسكرية التي تشعر بان عملية عسكرية ولو محدودة تعيد لها هيبتها التي ضربت و ثقة الجبهة الداخلية التي انعدمت بها خاصة من قبل مستوطني غلاف قطاع غزة، وهو نفس الشعور عند الاجهزة الامنية والشرطية والاستخبارية التي عجزت عن اكتشاف العمليات الفردية واظهرت عجزا اكبر عند التعامل معها وليس آخرها عملية مستوطنة "آرييل" وقبلها النقب والخضيرة وتل أبيب وجنين وكل فلسطين.

الفلسطينيون من جانبهم على دراية تامة بالمخططات الاسرائيلية، وان وضعوا تحت هذا الخيار فإنهم وكما أفشلوا المخططات السابقة سيفشلون المخططات اللاحقة عبر وحدتهم وتكاتفهم وتضامنهم وتكامل نضالهم واستعدادهم الدائم للتضحية تحت شعار فلسطين لنا والقدس تجمعنا.

إسرائيل القلقة على وجودها باتت تدرك حقيقة قوة الموقف الفلسطيني بشقيه الشعبي والعسكري المقاوم وقوة وصلابة وتماسك عمقه الاستراتيجي، وما جرى مع الفلسطينيين في شهر رمضان ويوم القدس العالمي (الجمعة الأخيرة من رمضان) خير مثال.

وتدرك إسرائيل أيضا بأن قوة ردعها قد تآكلت أمام المقاومة وتضاءلت ثقتها بداعميها وما يشكل لها عمقا استراتيجيا، و تخلي أمريكا عن أفغانستان وقبلها عن فيتنام خير مثال، وما يجري الآن في أوكرانيا والتخلي الأمريكي عنها ماثل للأذهان، لذلك زمان اسرائيل وغطرستها لم يعد ذلك الزمان.

فهل تتعظ قيادة "إسرائيل" من هذا الإدراك قبل فوات الأوان؟؟؟؟؟