شبكة قدس الإخبارية

دراما المقاومة الفلسطينية تؤرق الاحتلال.. كيف سعى لمحاربتها؟

rclFS
نداء بسومي

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: في حلقاته الأولى التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك، يحاكي مسلسل "قبضة الأحرار" جانباً من عملية التسلل التي نفذتها وحدة من قوة "سيرت متكال" إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2018.

وتستعرض الحلقات صراع الأدمغة القائم بين المقاومة الفلسطينية وهذه الوحدة، ومحاولة كسب الوقت في الوصول إلى المعلومات وإبطال الخطط، خصوصاً وأن الحلقات الأولى للمسلسل شهدت اعتقال قيادي كبير في المقاومة، غير أن القوة الخاصة لم تنجح في الهرب به إلى الأراضي المحتلة عام 1948. 

ويركز العمل الفني الذي تم إنتاجه في قطاع غزة على بعدين أولهما أمني وآخر عسكري، حيث تم استقاء الأحداث من الواقع الذي مرت به المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة في صراعها مع الاحتلال في شتى المجالات.

في حديثه لـ "شبكة قدس"، يقول رئيس دائرة الإنتاج الفني في حركة حماس، محمد ثريا، إن "الإشكالية الأساسية هي وجود الاحتلال الصهيوني، وطالما هناك احتلال فعلى جميع صناع الدراما أن يتناولوا المقاومة والعمل المقاوم، وأن يوجِدوا نضالًا فنيًا تجاه الاحتلال".

ويشير ثريا إلى أن الأعمال الدرامية المعنية بالمقاومة لا تُعنى فقط بالمقاومة العسكرية، بل بالمقاومة بجميع أشكالها وامتدادها لتشمل الثبات والصمود على الأرض، وفي الوقت ذاته، عدمَ إغفال الجانب الاجتماعي والإنساني بأن الفلسطينيين محاصرون في قطاع غزة، ومعرضون للحواجز والقتل والاعتقال في الضفة المحتلة، وهو ما يسلط عليه الضوء سواء في مسلسل قبضة الأحرار أو بوابة السماء أو الفدائي. 

ويضيف ثريا، أن حركة حماس تعتقد أن الفن جزء كبير من رسالتها نحو الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، وأن العمل الفني والإعلامي والسياسي والعسكري يخرج من مشكاة واحدة، يستوجبُ إيصال الرسائل للعالم، والفن جزء من هذه الرسائل بقوته المؤثرة، لأنه يُطبع في الأذهان، ولديه قوة في نشر الوعي والثقافة والقوة والتأثير في الأجيال القادمة. 

الاحتلال منزعج 

منذ بدء دراما المقاومة والاحتلال الإسرائيلي يحرّض عليها ويستهدف منصات عرضها التلفزيونية أو الرقمية، وهو ما يعزيه رئيس دائرة الإنتاج الفني في حركة حماس إلى إدراك الاحتلال لحجم تأثير هذه الأعمال، موضحًا: "منذ صدور مسلسل الروح وبوابة السماء والفدائي وحبر النار، والاحتلال يدرك تأثير هذه المشاهد، فنحن نحرض الشعب الفلسطيني مباشرة على مقاومة الاحتلال في كل مكان". 

وحول تحريض الاحتلال على مسلسل قبضة الأحرار الذي يعرض حاليًا في رمضان، نوّه ثريا إلى أن الاحتلال ومنذ بدأ عرض المسلسل وهو يحرض عليه، وخلال الأيام الخمسة الأخيرة، أغلق 10 حسابات على يوتيوب، و5 صفحات على فيسبوك، و3 حسابات على إنستغرام الخاصة بالمسلسل. 

بدوره، يؤكد الباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية حيدر المصدر، على أن الاحتلال ينزعج من أي دعاية ثقافية جماهيرية أكثر من انزعاجه من الدعاية العسكرية والسياسية، لأن هذه المسلسلات تستهدف التربية والتنشئة، وبالتالي تستهدف فئات جماهيرية متنوعة ويكون الإقبال عليها كبيرًا.

ويضيف المصدر في حديثه لـ "شبكة قدس": كل ما يتعلق بالتنشئة والفكر وزراعة المفاهيم يُزعج الاحتلال الذي يخوض صراع تغيير مفاهيم، ومن هنا تأتي قوة المسلسلات في المحافظة على المفاهيم الموجودة أمام قوة الاحتلال ومحاولاته تغييرها. 

دراما المقاومة: البعد الثقافي 

ووفقًا للمصدر، فإنه يمكن تصنيف المسلسلات من هذا النوع ضمن إطار التربية والتعبئة الجماهيرية بأسلوب غير مباشر، أو بأسلوب درامي عاطفي لصالح فكرة المقاومة نفسها، وهذا يندرج تحت بند الدعاية الثقافية التي يستهدف فيها المُنتج زراعة الأفكار بأسلوب ناعم لكل الفئات العمرية، فتتوسع في رسالتها بأسلوب درامي. 

ويرى الباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية، كثافةً في العمل الدرامي المُقاوم هذا العام في أكثر من قناة وأكثر من اتجاه لإنتاجه، معزيًا ذلك لـ "وجود مسلسلات معادية فرضت على أصحاب فكر المقاومة أن ينتهجوا نهج المسلسلات في صراع الرواية، ومن جهة أخرى فإن هذا المجال قليل ما يطرقه المنتجون – على أهميته – ولذلك فإن المنتج قرر أن يغطي هذا الجانب بمسلسلات من هذا النوع".

 

#غزة #حماس #مقاومة #دراما