شبكة قدس الإخبارية

الدعاية مرتكز في أمن الاحتلال.. كيف ينعكس ذلك على ترويجه لوحدات النخبة؟

-1679008395
يوسف أبو وطفة

غزة - خاص قدس الإخبارية: يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الشق الدعائي للترويج لعمليات وحداته الخاصة في فلسطين، في أوقات المواجهات مع المقاومة الفلسطينية في غزة أو عند تنفيذه بعض المهام المتعلقة بخلاياها بالضفة والقدس المحتلتين.

ويستند الاحتلال في الخطاب الدعائي إلى بعدين اثنين هما الخطاب الموجه للداخل الإسرائيلي القائم على تضخيم العمل العسكري وتقليل الخسائر وتعزيز الروحة المعنوية وحجب التفاصيل المتعلقة بالخسائر إلى أكبر قدر ممكن، ومحاولة تعزيز الإنجازات من أجل تشجيع المستوطنين للالتحاق بالجيش بعد التراجع الكبير مؤخراً.

أما على صعيد الخطاب الموجه للفلسطينيين فيركز الاحتلال على إظهار قوة هذه الوحدات في العمل الميداني أو عبر ما تمتلكه من قدرات تكنولوجية وعلمية هائلة، أمام بساطة ما يمتلكه المقاومون وفصائل المقاومة في محاولة لتضخيم الثمن.

وخلال السنوات منذ 2014 وحتى العام الجاري تعرضت الدعاية العملياتية الإسرائيلية لضربات متتالية نتيجة الفشل الميداني، كان أبرزها خلال المواجهة مع المقاومة في غزة خلال حرب عام 2014، وتكرر ذات الأمر خلال عملية حد السيف التي وقعت بسبب فشل وحدة "سيرت متكال" وتتابع ذلك ليصل ذروته خلال عملية حد السيف عبر الخطاب الدعائي للمقاومة، وتنامى الأمر بعد توسع عمليات المقاومة في الضفة.

في السياق، يقول الباحث والمختص في الشأن الدعائي حيدر المصدر إن الإسرائيليين يتعاملون فيما يتعلق بأنشطة جيشهم ووحداتهم الخاصة ببعدين، البعد الأول يتمثل في تضخيم القوة، أما البعد الثاني فيركز على حجب التطورات والمعلومات والتفصيلات، حيث يتم حجب أي تفصيل لها علاقة بتناقض تضخيم القوة.

ويضيف المصدر لـ "شبكة قدس": "السياسة الإسرائيلية المتبعة هي سياسة تقليل الخسائر النفسية فإذا كان هناك 3 أو 4 قتلى في عملية يقوم بالإعلان عن قتيل أو اتباع نهج التدريج الزمني بحيث يعلن عن القتلى بطريقة متباعدة وبشكل لا يوجد به ربط وهدف هذه السياسة التي تسمى "التقطير المعلوماتي" المجتمع الإسرائيلي بدرجة أساسي".

ويرى الباحث في الشأن الدعائي أن الخطاب الدعائي المؤثر يبنى عادة على أفعال على الأرض وأي اختلال لهذا الأمر يجعل الفعل الدعائي غير ناجح وينعكس بالسلب على الرسالة التي ستصل للمستوطنين أو المجتمع الإسرائيلي.

وعن قدرة الفلسطينيين على ممارسة الدعاية، يؤكد المصدر على قدرتهم على تنظيم خطاب دعائي مضاد للاحتلال مع الإشارة لاتخاذ سلسلة من الإجراءات والمراجعات المتعلقة بالواقع العام كضبط وسائل التواصل الاجتماعي وإيجاد مدرسة دعائية تفرز مختصين وضبط الخطاب الإعلامي.

ويستطرد قائلاً: "المقاومة حققت إلى حد ما نجاحات في الفعل الدعائي لا سيما في الدعاية القائمة على استخدام خصائص السلاح ونجحت في تحقيق إنجازات ميدانية في هذا الأمر".

في الأثناء، يقول الباحث والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن الحالة الدعائية التي يقوم بها الاحتلال طبيعية في ظل حالة التشتت في المجتمع الإسرائيلي وابتعاد نسبة كبيرة منهم عن الوحدات العملياتية المباشرة مثل وحدات النخبة والاتجاه للوحدات السيبرانية والتكنولوجية البعيدة عن العمل الميداني.

ويرى أبوزبيدة في حديثه لـ "شبكة قدس" أن البروباغندا باتت مطلوبة للتأثير على أكثر من جانب خصوصاً الجبهة الداخلية التي يحاول الاحتلال عبرها إيهام مستوطنيه بقوة وحداته الخاصة على تنفيذ العمليات وحماية المستوطنين وتشكيل حالة ردع وهو أمر مخالف لواقع الفشل الذي منيت به عدة وحدات إسرائيلية خاصة خلال السنوات الماضية

ويؤكد على أن حجم القدرة التكنولوجية والقدرة المادية لن تستطيع التأثير في الميدان العملياتي لأن البعد النفسي والشخصي يمثل 80% من المعركة أما الجانب التكنولوجي والدعائي لا يمثل 20%، وما جرى في خان يونس وجنين خير مثال على الفشل الإسرائيلي.

وبشأن التركيز على جبهة الضفة دعائياً وعسكرياً، يعلق أبوزبيدة قائلاً: "نمو المقاومة في ساحة الضفة وتطورها يرعب الاحتلال ووجودها يقوض المنظومة الأمنية الإسرائيلية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً والاحتلال حاول عبر التدجين الاقتصادي والاعلامي والتنسيق الأمني والاعتقال المزدوج من أجل ضرب أسس مقومات المقاومة، لكن استمرار الاحتلال ووجود المقاومة في غزة وما باتت تمثله من نموذج وقدرتها على هز الاحتلال والوقوف في وجهه، عزز الروح المعنوية وبات أمر المواجهة هو الخيار الأمثل".

#الاحتلال #المقاومة #الدعاية #أمن_الاحتلال