شبكة قدس الإخبارية

قمة النقب.. دول التطبيع والاحتلال الإسرائيلي إلى أين؟

890-3
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: يستضيف الاحتلال الإسرائيلي قمة غير مسبوقة تجمع وزراء خارجية كل من مصر والمغرب والإمارات والبحرين والولايات المتحدة بوزير خارجيته، بعد فترة وجيزة من لقاء رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت بمسؤولين في هذه الدول.

ويجري هذا اللقاء في النقب المحتل، ويعد الأول من نوعه داخل فلسطين المحتلة منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، دون الإفصاح عن أجندة محددة مع تتابع التسريبات بشأن تشكيل تحالف عربي - إسرائيلي لمواجهة إيران مع قرب التوصل لاتفاق نووي جديد.

وقبيل ساعات من الانعقاد لم تكن مصر مدرجة ضمن اللقاء إلا أنها قررت المشاركة على نحوٍ مفاجئ لحضور الاجتماع، وسط توقعات أن يكون حضورها مرتبطاً بالترتيبات والتفاهمات المتعلقة بالملف الفلسطيني ومحاولة إبقاء جبهة غزة محيدة خلال الفترة المقبلة.

ويبدو الاحتلال متخوفاً من إمكانية اشتعال المنطقة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، وحالة التوتر القائمة في ملف إيران في ظل الرغبة الأمريكية الواضحة في التوصل لاتفاق جديد يحيد طهران من المشهد ويفقد روسيا أحد حلفائها.

لقاء عميق.. ترسيخ التحالف والتطبيع

في الأثناء، يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن لقاء النقب التطبيعي أعمق من الملف الإيراني والفلسطيني، إذ من الواضح أنه يسعى لترسيخ التحالف بين الدول المطبعة والاحتلال على قاعدة إعادة التموضع في المنطقة.

ويضيف عرابي لـ "شبكة قدس" أن هذه الدول وفي أعقاب التطبيع أرادت أن تبدو القضية الفلسطينية خلف ظهرها وأن مصالحها مقدمة على الفلسطينيين وقضيتهم وسعت لترسيخ تحالف مع الاحتلال تحت إدعاء المصالح الشخصية لهذه الدول.

ويشير الكاتب والمحلل السياسي إلى أن هذه الدول ترى أن السلوك الأمريكي منذ إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما غامض وبالتالي يجب البحث عن مظلة جديدة للحماية بعد أن اعتمدت على مدار عقود على المظلة الأمريكية.

ويلفت إلى أن هناك خشية لدى هذه الدول من سيناريوهين: الأول يتمثل في الانسحاب الأمريكي من المنطقة أو إعادة التموضع لخلق نوع من التوازن لخلق أركان قوية جديدة تتمثل في إيران وتركيا والاحتلال، وهو ما تخشى منه هذه الدول.

ويستكمل: "واضح أن الدول الخليجية تخشى من إيران وتركيا أكثر مما تخشى من "إسرائيل" وهذا التحالف جزء منه من أجل إعادة ترتيب المنطقة بالاستناد إلى حليف قوي في إشارة للاحتلال، وواضح أن هذه الدول تريد لمصالحها أن تبقى مدعومة من حليف قوي".

وبحسب عرابي فإن الدول المطبعة سعت لشيطنة الفلسطينيين خلال الفترة المتمثلة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما تبعها في فترة توقيع اتفاقيات التطبيع غير أن معركة سيف القدس كشفت أن الدعاية غير مؤثرة في وجدان الجماهير العربية وأن أي تحرك فلسطيني مقاوم يعيد التضامن القوي للقضية الفلسطينية.

ويستطرد الكاتب والمحلل السياسي عرابي: "خوف الدول العربية من إيران هو أمر مريح الاحتلال الذي يسمح له بالتمدد أكثر في المنطقة ويسمح له بالتمدد لتكريس وجوده ككيان طبيعي، إذ أن الاحتلال لا يشعر أنه كيان تطبيعي".

تهميش القضية الفلسطينية وتحييد المقاومة

المحلل السياسي حسن عبدو يرى أن انعقاد قمة النقب يندرج في سياقين: الأول يتمثل في تهميش القضية الفلسطينية وإهمالها عربياً بصورة رسمية وأكثر مما هو عليه الواقع خلال الفترة الماضية، والأمر الثاني رغبة الاحتلال في إيجاد تحالف جديد ضد إيران.

ويضيف عبدو لـ "شبكة قدس": "الاحتلال يشعر بأن الراعي والحليف الاستراتيجي له المتمثل في أمريكا منشغل في معركة روسيا وأوكرانيا باعتبارها معركة ستحدد مستقبل مصير الولايات المتحدة في الهيمنة على العالم وبالتالي هي غير متفرغة لطهران".

ويشير المحلل السياسي إلى أن ما يجري عبارة عن بناء تحالف على غرار الناتو في ظل أوضاع تجعل الاحتلال لا يتمتع بنفس القوة والحماية حال تشكيل التحالف نظراً للانشغال الغربي بمشاكله في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية.

ووفق عبدو فإن الحضور المصري مرتبط بالملف الفلسطيني خصوصاً مع قرب حلول شهر رمضان وخشية الاحتلال من انفجار جديد للأوضاع مع تزامن التقويم الهجري مع الأعياد اليهودية والخوف من تبعات الصدامات والمواجهات المحتملة.

ويستكمل: "إذا لم يتراجع الاحتلال عن سياساته في الأقصى فقد لا تقف حدود الانفجار عند ساحة غزة أو القدس والداخل المحتل، بل قد يمتد الأمر لمواجهة إقليمية بحضور على عدة جبهات وبالتالي هو يعمل على عدة محاور حالياً عبر التسهيلات وعبر الوسطاء للضغط للحفاظ على الهدوء".

#النقب #إيران #المقاومة #قمة_النقب #دول_التطبيع