شبكة قدس الإخبارية

انتصار الشعبية في جامعة بيت لحم... هل يعكس غضباً شعبياً من السلطة؟

b03fb618bf2a341f80517aae7b89f1f6

بيت لحم - خاص قُدس الإخبارية: الانتصار الذي حققه جبهة العمل الطلابي التقدمية (الذراع الطلابي للجبهة الشعبية) في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيت لحم، يوم أمس، بعد سنوات من سيطرة حركة الشبيبة الطلابية (التابعة لحركة فتح)، جدد التساؤلات حول توجهات الشارع الفلسطيني السياسية ومدى شعبية السلطة والحزب الحاكم، في ظل التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة و"حالة الغضب"، كما يقول محللون وأطراف سياسية محسوبة على المعارضة، من أداء النخبة الحاكمة في الضفة.

"انتصار لخيار المقاومة"

من جانبها، اعتبرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مريم أبو دقة أن "الانتصار في جامعة بيت لحم طبيعي ويؤكد على أن شعبنا وطلابنا تحت لواء المقاومة"، حسب وصفها، وأضافت في لقاء مع "شبكة قدس": هذا يبشر بالخير ونتمنى أن يكون بداية لمزيد من الانتصارات في كل الجامعات على قاعدة التقدم والعمل باتجاه مشروعنا المقاوم والتصدي للاحتلال.

وتابعت: الفئة من الشباب أحفاد الحكيم جددوا العهد لمسيرة الشعبية وموقفها المقاوم ورفضها لكل المشاريع التصفوية والمشبوهة وهذا يعطي بشائر خير لكل فلسطين، في ظل الهجمة الاستيطانية العنصرية التي تستهدف كل أبناء شعبنا في الضفة والداخل والنقب والشتات وغزة، أينما وجد فلسطيني فهو مستهدف من الكيان الصهيوني، الانتصار في بيت لحم نقطة تراكم لمزيد من الانتصارات لخط المقاومة وتصحيح المسار السياسي، نبارك للرفاق ولكل اليسار وللثورة بهذا الانتصار لأنه لصالح المشروع الوطني الفلسطيني.

وأكدت أن الطلاب اختاروا برنامج الكتلة القائم على "مشروع المقاومة"، وقالت: الانتصار يأتي في ظل المطاردة والاعتقالات التي يمارسها جيش الاحتلال بحق الجبهة الشعبية ونشطائها في الجامعات وكل مكان.

وأردفت قائلة: هذه النتيجة بداية البشائر وتعطي مؤشر على توجه شعبنا، ونأمل أن يحصل تقدم كبير في البلديات ثم للمنظمة وغيرها، لأننا بحاجة للتجديد نحو مشروع المقاومة والتصدي لمشروع الاحتلال التوسعي الذي يستهدف الوطن وكل ثوري ومقاوم وتقدمي.

"الخسارة طبيعية"

وقال القيادي في حركة فتح، منير الجاغوب: من الطبيعي أن أي فصيل يشارك في الانتخابات أن يفوز فيها أو يخسر، في جامعة النجاح خسرنا قيادة المجلس لمدة 14 عاماً ثم فزنا فيها لمدة 8 أعوام، كذلك في جامعة بيت لحم حركة الشبيبة الطلابية تفوز بالمجلس منذ عام 1992، الخسارة طبيعية ولكن الشبيبة لم تنته في الجامعة لأنها حصلت على 14 مقعداً، لذلك نبارك للرفاق وحلفائهم ونتمنى أن يخدموا الطلاب، ونحن نقبل بالديمقراطية ما دام الطلاب هم من اختاروا ممثليهم.

وتابع: يقال إن جبهة العمل الطلابي حصل على أصوات من الكتلة الإسلامية والمبادرة وقوى يسارية وهذا أمر طبيعي والتحالفات تحصل في كل الجامعات والأماكن.

وحول هل تعكس هذه النتائج غضباً شعبياً من السلطة وفتح، أضاف الجاغوب في لقاء مع "شبكة قدس": لو فازت فتح في بيرزيت أو الخليل في المرحلة المقبلة هل هذا يعكس الوضع السياسي أيضاً؟ العوامل التي أثرت في هذه النتائج كثيرة مثل الوضع الداخلي في الشبيبة والواقع السياسي وأسباب أخرى ولا تقف على عامل واحد متعلق بالوضع السياسي.

"النتيجة تعكس الغضب الشعبي وتوجهات الجيل الجديد"
وترى المحاضرة في جامعة بيرزيت والأسيرة المحررة، رلى أبو دحو، أن عدة عوامل سياسية واجتماعية كان لها أسباب في نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة بيت لحم، وأوضحت: تصاعد الغضب الجماهيري على ممارسات السلطة من اعتقالات وتنسيق أمني والمزيد من الغرق في العلاقة مع الاحتلال والفساد في كل الملفات، وجامعة بيت لحم تقع في جنوب الضفة وقربها اغتالت السلطة المناضل نزار بنات وجرت كثير من الأحداث التي تؤثر على توجهات الطلبة.

وتابعت: أيضاً نرى حالة نهوض بين الطلاب ودفع جهات ترى أنها نقيضة لمشروع "أوسلو" وتتبنى خيار النضال والحياة الكريمة للتكاتف، كما أن الحركة الطلابية شهدت نهوضاً مؤخراً كما حصل في جامعة بيرزيت والأحداث التي جرت في جامعة "بولتيكنك"، وجبهة العمل الطلابي في جامعة بيت لحم خاضت إضراباً التف حوله الطلاب ووقفت حركة الشبيبة ضده.

وحول وجود تحالفات بين جبهة العمل الطلابي وكتل أخرى، قالت: لا توجد لديَ معلومات دقيقة لكن في الإطار العام ما يجري في انتخابات البلديات ونقابة المهندسين والحديث عن ائتلافات بين القوى الوطنية، مرحب به جماهيرياً وتمنح الأمل أن الظروف التي نعيشها بعد "أوسلو" ليس قدراً محتوماً ونستطيع تجاوزه، الناس تعبت من كل الانقسام والتشتت وحالة الترهل التي صاحبها أوضاع معيشية صعبة والفساد وتغول رأس المال ورجالات السلطة ومن بشاعة التنسيق الأمني.

وقالت: يجب على الأطر والكتل الوطنية يجب أن تأخذ آمال الناس في عين الاعتبار، الانتصار ليس في الانتخابات بل الانتصار على الاحتلال أحد أداوته المركزية في الوحدة والتكاتف، في هذه المرحلة صعدت روح التطلع لتحالفات تصب لصالح الناس والقضية الوطنية.

وتعتقد أبو دحو في لقاء مع "شبكة قدس" أن "التطورات في الجامعات في السنوات الأخيرة تقول إن الجيل الشاب الذي ولد وعاش في ظل أوسلو أثبت أنه مهتم بالنضال والقضية ولديه خيارات واضحة تجاه المقاومة وعلى المستوى الاجتماعي يتبنى خيارات داعمة للناس ويسعى لترك بصمة واضحة في النضال الوطني".

وأردفت قائلة: خلال الفترة الماضية شن الاحتلال حملة اعتقالات قاسية بحق طلاب الكتل الطلابية كما حصل في جامعة بيرزيت، وتعرضوا لتعذيب وضغوط من قبل مخابرات الاحتلال، وهذه مؤشرات واضحة على توجهات هذا الجيل وطموحه في القضية الوطنية والاجتماعية، ويجب عليهم أن يراكموا على التجربة وأن لا يكتفوا بالانتصار في الانتخابات، وأقول لجبهة العمل في جامعة بيت لحم: الآن يبدأ العمل الجدي للحفاظ على الإنجاز والمراكم عليه، كلنا نتطلع كجيل قديم أن يغير هذا الجيل المعادلة ويعيدوا تصحيح البوصلة.

 

#فتح #الجبهة الشعبية #جبهة العمل الطلابي #حركة الشبيبة الفتحاوية #جامعة بيت لحم